الاقتصاد العالمي

حرائق أمريكا المروعة | أكثر من 60 مليار دولار خسائر أولية

تدمير غير مسبوق شهدته مدينة لوس أنجلوس خلَّفته حرائق الغابات الهائلة، إلى الحد الذي جعل نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي يقارنون بين هذا الدمار الأمريكي والدمار الذي تعرَّض له قطاع #غزة وخصوصاً مخيم #جباليا، بسبب القصف الإسرائيلي الذي استُخدمت فيه القذائف والصواريخ الأمريكية.

آلاف المنازل التهمتها النيران منذ بدأ الحريق يوم الثلاثاء الماضي، وأحياء دُمرت بالكامل في لوس أنجلوس، وخسائر هائلة يُقدّر البيت الأبيض أنها تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات وفق وسائل إعلام، بسبب الحرائق النادرة وسريعة الاشتعال.

وأودت الحرائق بحياة العديد من الأشخاص، ودمرت مناطق شاسعة بين ساحل المحيط الهادئ وباسادينا الداخلية، وتم إجلاء قرابة 130 ألف شخص، كما محت الحرائق بالكامل حي “باسيفيك باليسايدس” الراقي تقريباً.

ففي حي “باليساديس” دُمِّر أكثر من 11,800 فدان واحترق 1000 مبنى على الأقل، ويقدّر تحليل اطلع عليه بقش لبنك الاستثمار الأمريكي “جيه بي مورغان” أنّ خسائر التأمين من هذا الحريق في الحي وحده قد تقترب من 10 مليارات دولار.

وستدفع الحادثة أصحاب المنازل في #كاليفورنيا إلى دفع ما بين 1000 و40 ألف دولار وأكثر سنوياً لتأمين ممتلكاتهم، في حين لا يوجد قانون ينص على أن أصحاب العقارات في الولاية يجب أن يحملوا التأمين، بينما أصحاب الرهن العقاري مطالبون به.

مع ذلك، فإن وثائق التأمين على الممتلكات لا تغطي بشكل عام الأضرار الكارثية، وتشعر شركات التأمين بالقلق الشديد ليس لأنها ستدفع تعويضات عن الأضرار، بل بسبب مقدار المبلغ والمدة التي سيستغرقها ذلك أيضاً.

خسائر بعشرات المليارات

شركة الأرصاد الأمريكية الخاصة AccuWeather قدرت الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن حرائق الغابات في كاليفورنيا بقرابة 60 مليار دولار وفق متابعات بقش.

أضافت الشركة بأن الحرائق التي استنزفت موارد مكافحة الحرائق وإمدادات المياه، في حال استمرت فسيتم مراجعة التقديرات الحالية للخسائر بالزيادة.

وفي حال احتراق عدد كبير من المباني الإضافية في الأيام المقبلة، فقد يصبح أسوأ حريق غابات في تاريخ كاليفورنيا الحديث بناءً على عدد المباني المحروقة والخسائر الاقتصادية.

وفي 2023 تراوحت تقديرات AccuWeather للأضرار الإجمالية والخسائر الاقتصادية الناجمة عن حرائق غابات ماوي بين 13 مليار دولار و16 مليار دولار فقط.

ويتوقع بنك جيه بي مورغان أن تكون غالبية الخسائر مرتبطة بتغطية أصحاب المنازل، في حين تذهب شركة CoreLogic الاستشارية العقارية إلى أن هناك ما يزيد على 456 ألف منزل، تبلغ قيمة إعادة إعمارها نحو 300 مليار دولار، معرضة للخطر داخل المناطق الحضرية في لوس أنجلوس وريفرسايد.

إلى ذلك قال حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، إن أكثر من 7500 شخص ساهموا في مكافحة حرائق الغابات، مع استمرار انتشار الحرائق في لوس أنجلوس.

وألغى #بايدن رحلة إلى #إيطاليا بسبب الحادثة، بغرض “التركيز على الاستجابة الفدرالية الكاملة في الأيام المقبلة”.

كيف بدأت الحادثة؟

لا تشتعل الحرائق عادةً في هذا الوقت من العام، لكن عدة عوامل اجتمعت معاً لتتحدى التوقيت بشكل سريع وقاتل، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس. فقد بدأ الأمر برياح سانتا آنا العملاقة التي أثارت النيران بسرعة وصلت إلى أكثر من 150 كيلومتراً في الساعة، وهو أسرع من المعدل الطبيعي.

يضاف ذلك إلى عودة الجفاف الشديد والتقلبات الجوية التي أدت إلى نمو أطنان من النباتات في أماكن الأمطار الغزيرة، ثم درجات الحرارة التي جففت النباتات حتى أصبح احتراقها أسهل، وهناك أيضاً تيار نفاث غير عادي والكثير من خطوط الكهرباء الواقعة في قلب هذه الهبات الرياحية القوية.

وحسب جنيفر بالش، عالمة الحرائق فى جامعة #كولورادو الأمريكية، فإن الحرائق الصغيرة والقوية والسريعة اشتعلت فى غرب #أمريكا خلال العقدين الماضيين مع ارتفاع درجة حرارة العالم، فيما يرى جون كيلي، عالم الحرائق بهيئة المسح الجيولوجية الأمريكية، أنّ حرائق الصيف أكبر عادة، لكنها لا تحترق بنفس السرعة حسب اطلاع بقش، مؤكداً أن حرائق الشتاء أكثر تدميراً لأنها تحدث بسرعة أكبر بكثير.

رد فعل ترامب: شكراً بايدن

الرئيس المنتخب دونالد ترامب استغل وقوع الحرائق ليجدد هجومه على الديمقراطيين، واتهم خصومه السياسيين بالتسبب فى هذه الكارثة.

وكتب أن حاكم الولاية نيوسوم وفريقه لم يقوموا باحتواء أي نسبة من الحرائق. وأضاف: “هذه ليست حكومة، لا أستطيع الانتظار حتى 20 يناير”.

وبعدها كتب: “لا ماء في صنابير مكافحة الحرائق، ولا أموال فى وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية. هذا ما يتركه لي بايدن. شكراً جو!”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى