الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

حراك احتجاجي واسع للمعلمين وسط إضراب شامل.. و حكومة عدن تتجاهل المطالب للشهر الخامس

نفت نقابة المعلمين والتربويين في عدن أحاديث عن استئناف الدراسة في مدارس عدن، ووصفتها بأنها محاولة مكشوفة لتجميل صورة مشوهة، حيث لا تزال المدارس “فارغة” وسط استمرار إضراب المعلمين الشامل للشهر الخامس، للمطالبة بصرف ورفع رواتبهم ومستحقاتهم.

وكانت وسائل إعلام محلية نقلت تصريحات لعضو مجلس الآباء في عدن “إيمان الزبيدي” قللت فيها من شأن الإضراب المستمر في مدارس عدن، واتهمت القائمين عليه بتحقيق مصالح شخصية وأجندات سياسية.

الإضراب ليس لعبة

نقابة المعلمين والتربويين في عدن قالت في بيان حصل بقش على نسخة منه، إن ما يحدث “ليس لعبة مصالح ولا ساحة تصفية حسابات، بل هو موقف شجاع من معلمين قرروا أن يرفعوا صوتهم لأنهم تعبوا من الصبر ومن الوعود الفارغة”.

ولا يملك أحد الحق في المزايدة على المعلمين، ولا في تخوينهم، أو تصوير إضرابهم وكأنه تهديد للطلاب، وفقاً للنقابة، “لأن الحقيقة الواضحة أن التعليم يُهدم كل يوم بصمت الجميع، والمعلم هو آخر من بقي يحاول أن ينقذه” حد تعبيرها.

ودخل الإضراب الشامل في المدارس بعدن شهره الخامس على التوالي منذ بدأ مطلع ديسمبر 2024 وفق متابعات بقش، ويطالب المعلمون والتربويون في المحافظة بما يصفونها “الحقوق المشروعة”، وتشير النقابة إلى أن المدارس في محافظات حكومة عدن الأخرى تواصل إضرابها الشامل أيضاً وتشهد تعليقاً مستمراً للدراسة، دون أي بوادر لاستجابة الحكومة وتنفيذ مطالب المعلمين.

ويؤكد رئيس نقابة المعلمين والتربويين بعدن، محمد الشيخ، أنه لا يوجد أي إشارات حقيقية من الحكومة لتلبية المطالب العادلة، مؤكداً أن “الواقع المؤلم هو أن الإضراب مازال مستمراً حتى اليوم، والعملية التعليمية توقفت في العديد من المدارس، وذلك يشكل جريمة بحق الأجيال القادمة”.

وأضاف في تصريحات صحفية: “أصبنا بقدر من الألم ونحن نرى الطلاب في حالة من التهميش التام، وهذا الإضراب هو وسيلتنا الوحيدة لإيصال رسالة قوية بأن حقوق المعلمين لا يمكن المساومة عليها”.

علاوات هزيلة وإهانة للمعلم

في نفس السياق انتقد نائب رئيس نقابة المعلمين بعدن، سمير باعزب، قرار حكومة عدن بشأن صرف علاوات للمعلمين، ووصف القرار بأنه هزيل ويمثّل إهانةً وتهميشاً للمعلم والتربوي والطالب.

ويؤكد أن على الحكومة أن تستحي من أن تقول للمعلمين إن لهم علاوات بقيمة 10 آلاف أو 20 ألف ريال، وأن العلاوة حتى أقل من هذه القيمة كما أبلغتهم المالية والخدمة المدنية.

وسيواصل المعلمون إضرابهم بغض النظر عن قرار الحكومة هذا بشأن العلاوات التي يرفضونها لما تشكله من إهانة. ويؤكد المعلمون أنهم يعانون من تأخر صرف الرواتب إلى جانب عدم تحسين ظروف العمل.

وكانت حكومة عدن أعلنت في مارس الماضي عن اتخاذ إجراءات لإطلاق وصرف علاوات سنوية للموظفين الحكوميين وفقاً لسنوات الخدمة.

تعز: إلزام الطلاب بالدفع للمعلمين

محافظة تعز أيضاً شهدت اليوم الأحد مظاهرة حاشدة للمعلمين في المدينة، تزامناً مع أنباء عن استئناف عدد من المدارس العملية التعليمية.

ويطالب المعلمون بتحسين أوضاعهم وانتظام صرف ورفع الرواتب لتواكب انهيار الوضع المعيشي والاقتصادي وتدهور العملة المحلية.

وفي حين تُتداوَل معلومات عن استئناف الدراسة في عدة مدارس حكومية بمدينة تعز، بعد توقف دام لأكثر من “ثلاثة أشهر” بسبب الإضراب، نفى اتحاد التربويين استئناف العملية التعليمية وأكد استمرار الإضراب حتى تستجيب الحكومة لمطالب صرف ورفع الرواتب والمستحقات.

لكن مدارس حكومية، مثل مدرسة “زيد الموشكي” ومدرسة “الحمزة” وثانوية “تعز”، استأنفت اليوم الأحد الدراسة بالفعل، وفقاً لتأكيد عبدالرحمن المقطري، أمين عام نقابة المعلمين بتعز.

وذكر المقطري أن استئناف الدراسة جاء بعد الاتفاق مع مجالس الآباء الذي أقرَّ فرض 3 آلاف على كل طالب شهرياً لدعم صندوق المعلم والبحث عن تمويلات أخرى، فضلاً عن الحصول على توجيهات حكومية بتلبية بعض المطالب.

وكان رئيس وزراء حكومة عدن وجَّه وزارتي الخدمة المدنية والمالية بدراسة مطالب موظفي السلطة المحلية في محافظة تعز بتنفيذ العلاوات والتسويات السنوية ودفع الرواتب السابقة المتأخرة خلال العام 2017 ورفع مستوى الأجور والرواتب، وذلك بالتنسيق مع محافظ المحافظة، والرفع بمقترحات المعالجات اللازمة بصورة عاجلة، وفقاً للمذكرة التي وصلت بقش.

إلى ذلك كانت نقابة المعلمين بتعز قالت في مارس إن المعلمين والموظفين النازحين لم يتسلموا رواتبهم منذ شهر يوليو 2024، رغم أنهم مهضومون في مرتباتهم، فهم لم يحصلوا على بدل غلاء المعيشة (30%) لعام 2018، كما لم يحصلوا على العلاوات السنوية 2014-2020، وناشدت النقابة المجلس الرئاسي بالتدخل وتوجيه الحكومة بسرعة صرف الرواتب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى