خسائر بـ3 مليارات دولار وفقدان وظائف.. صدمة إسرائيل من رسوم ترامب أكبر من غيرها

لن تنجو إسرائيل من تأثير الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تُنذر هذه الرسوم بعواقب وخيمة على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني بالأساس من الانهيارات المترتبة على استمرار الحرب على غزة.
ووفق صحف إسرائيلية، مثل غلوبس الاقتصادية، فإن الأسواق المالية الإسرائيلية تعاني من انهيار البورصات الأمريكية والعالمية نتيجة لفرض الرسوم على دول العالم. ووفق متابعات بقش فإن الرسوم الجمركية الأمريكية -التي تبلغ 10% على معظم الدول- لحقت بمنتجات إسرائيل بنسبة 17%.
وقد خسر مؤشر تل أبيب 35 قرابة 4% يوم أمس الأحد، و0.62% في جلسة الخميس، حسب اطلاع بقش، ورغم أن البورصة الإسرائيلية لم تَنهَر بمستوى الأمريكية والأوروبية، إلا أن الاقتصاديين يؤكدون أن هذا الهدوء النسبي هو هدوء ما قبل العاصفة، ولن يدوم إذا دخل الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود فعلي.
وحتى إذا توصلت إسرائيل إلى اتفاق مع واشنطن للتخفيف من الرسوم، فإن نمو الاقتصاد الإسرائيلي سيتباطأ على أي حال مع اشتداد الحرب التجارية العالمية، وفقاً لتحذير “مودي شفرير” وهو كبير استراتيجيي الأسواق في بنك هبوعليم الإسرائيلي.
محاولة إسرائيلية لم تشفع لها عند واشنطن
قامت إسرائيل بخطوة استباقية قبل يوم واحد فقط من فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة في 02 أبريل، إذ أسقطت إسرائيل كل الرسوم المتبقية على 2% من السلع الأمريكية التي لا تزال مشمولة بها، في محاولة للتهرب من رسوم ترامب، إلا أن المحاولة الإسرائيلية لم تشفع لها عند حليفتها الأكبر واشنطن.
ليو ليدرمان، وهو كبير المستشارين الاقتصاديين في بنك هبوعليم، ذكر أن إسرائيل باتت جزءاً من حالة عدم اليقين العالمية الهائلة بعد أن أطلق ترامب حربه التجارية العالمية، وفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل. كما يشدد رون تومر، رئيس جمعية المصنعين الإسرائيليين، على أن الرسوم الجمركية خطوة تثير قلق المصنعين والمصدرين الإسرائيليين.
وسيتأثر اقتصاد إسرائيل بعدة طرق غير مباشرة، مثل ضعف سوق العمل وهبوط قيمة المدخرات وتدهور المعنويات العامة، إضافة إلى أن تراجع التجارة العالمية سيضرب الشركات الإسرائيلية وبالأخص تلك العاملة بقطاع التكنولوجيا المرتبط بأداء مؤشر ناسداك.
وفي المجمل يتضح من التوقعات الإسرائيلية المتشائمة أن الاقتصاد الإسرائيلي ليس محصناً أمام عواقب أزمة تجارية عالمية، وسط تراجع الثقة بالسوق الإسرائيلية ومخاطر الركود العالمي.
خسائر صادمة لإسرائيل
تشير تقديرات إسرائيلية اطلع عليها بقش إلى أن الصادرات الإسرائيلية إلى أمريكا ستخسر نحو 2.3 مليار دولار بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، ومن المتوقع أن يفقد 26 ألف إسرائيلي وظائفهم.
لكن في حال فرض رسوم جمركية إضافية على صناعات الأدوية والرقائق (التي تم استبعادها حتى الآن من قرار ترامب) فإن خسائر الصادرات الإسرائيلية ستصل إلى 3 مليارات دولار وفقاً لجمعية المصنعين الإسرائيليين.
وستُضرب مجالات التكنولوجيا الفائقة بما فيها التكنولوجيا الحيوية والبلاستيك والمعادن والمواد الكيميائية والوقود والروبوتات والمكونات الإلكترونية.
وحسب البيانات فقد بلغت صادرات السلع الأمريكية إلى إسرائيل عام 2024 نحو 14.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 5.8% عن عام 2023، بينما بلغت واردات السلع من إسرائيل 22.2 مليار دولار عام 2024، بزيادة قدرها 6.7% عن عام 2023.
هذا ووصل عجز تجارة السلع الأمريكية مع إسرائيل إلى 7.4 مليارات دولار في 2024، بزيادة قدرها 8.6% عن 2023 وفق بيانات مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة.