تقارير
أخر الأخبار

دمار غير مسبوق في إسرائيل.. آلاف المطالب بالتعويض وإعادة الإعمار تحتاج لسنوات

تقارير | بقش

لم تدم الحرب مع إيران لأكثر من 12 يوماً، لكن الدمار الذي أحدثته في إسرائيل كبير، حيث قُتل عشرات الإسرائيليين، وأدت الصواريخ الإيرانية إلى انهيار المباني السكنية والمؤسسات والمباني العامة، مما أدى إلى تشريد عشرات الآلاف من المدنيين.

صحيفة معاريف الإسرائيلية قالت إن إعادة تأهيل المناطق المتضررة في إسرائيل ستستغرق سنوات، وكذلك “استعادة الإحساس بالوطن”، مشيرة إلى أن مصلحة الضرائب الإسرائيلية تلقت 43 ألف مطلب بالتعويض، 80% منها مرتبطة بالأضرار التي لحقت بالمباني السكنية، و20% منها تتعامل مع الأضرار في المؤسسات العامة والمتاجر والمكاتب ورياض الأطفال والسيارات.

وهذه الأرقام لم يسبق لها مثيل من قبل في إسرائيل، ولا حتى في حروب أخرى كما تقول صحيفة معاريف في تقريرها الذي اطلع عليه بقش، مضيفةً أن ذلك يُقارن مع 75 ألف مطلب بالتعويض تم تقديمه منذ بداية الحرب في 07 أكتوبر 2023.

السلطات تحاول احتواء غضب الناس

في الوقت الراهن يُقدَّر أن يصل التعويض عن الأضرار المباشرة إلى أكثر من 4 مليارات شيكل (1.17 مليار دولار)، في حين يستنكر الإسرائيليون حدوث كل هذا الدمار وحصول ضرر كبير في غضون 12 يوماً فقط، مقارنة بالوضع في الحروب السابقة، مع الإشارة إلى وجود العديد من حالات الشقق التي تم تدميرها بالكامل، والتي ستستغرق إعادة تأهيلها وقتاً طويلاً.

وخلال الأسابيع المقبلة لن تتمكن إسرائيل إلا من التعامل مع الأضرار الأبسط، وذلك لإعطاء السكان الذين تضررت منازلهم بشكل طفيف الضوء الأخضر للبدء في إعادة التأهيل، وفي المقابل، سيتعين على المنازل المتضررة بالكامل الانتظار لفترات أطول.

وبحسب قراءة بقش لما تقوله مصلحة الضرائب الإسرائيلية، فإنه يحق لمالكي الشقق التي تضررت في الحرب في الأجل القصير الإقامة في فندق أو دفع 4,000 شيكل (1,178 دولاراً تقريباً) للإخلاء الذاتي إلى منازل الأقارب (حتى أسبوعين).

وعلى المدى الطويل يُفترض أن يجد المتضررون شققاً بديلة بتمويل من صندوق التعويضات، أما أولئك الذين يقررون العيش مع أقاربهم على المدى الطويل سيحصلون على دفعة شهرية وفقاً لوضعهم العائلي.

ويتم إخلاء مستأجري الشقق فوراً إلى فندق، أو العثور على حل سكني بديل مع الأقارب ويحصلون على 4,000 شيكل. وعلى المدى الطويل يُفترض أيضاً أن يجدوا شقة بديلة ستدفع السلطات الإسرائيلية إيجارها وفقاً لطبيعة الشقة المتضررة.

وتشير معاريف إلى أنه بالنسبة للمحتويات التالفة، فإن التعويض عن أضرار الأثاث لشخص واحد يبلغ 14,565 شيكل (قرابة 4,291 دولاراً)، وعن الأضرار التي لحقت بأثاث المتزوجين 25,187 شيكل (قرابة 7,421 دولاراً).

آلاف الأسر الإسرائيلية متروكة بلا مأوى

يكمن التحدي الرئيسي في التعامل العاجل مع التعويضات الأولية على الأرض، فهناك آلاف العائلات الإسرائيلية التي تُركت بلا مأوى، وهو ما يتطلب “إدارة عمليات التخطيط بسرعة البرق، من أجل تقديم حلول للسكان، وعدم خلق وضع يضطرون فيه إلى الانتظار طويلاً في الشقق المستأجرة أو الحلول البديلة” وفق اطلاع بقش على الصحيفة.

وتشير البيانات المتاحة إلى أنه تم إخلاء رقم كبير من السكان من منازلهم، يصل إلى نحو 18 ألف إسرائيلي، ومعظمهم يواجه صعوبات في العثور على شقة بديلة بسبب ارتفاع الطلب على الشقق في المناطق المتضررة وما يقابلها من زيادة في أسعار الإيجارات.

ويؤكد رئيس جمعية عمال البناء في إسرائيل، روني بريك، إن إسرائيل تشهد دماراً يتطلب عملاً متعمقاً في البنية التحتية، مضيفاً: “الضرر شديد للغاية، في مجمعات كاملة من المباني، وحالياً يتم التحقق مما إذا كان تشييد المباني يمكن أن يصمد”.

وهناك حالات تضرر فيها طابق واحد فقط، أو شقة واحدة، ويمكن ترميمها دون هدم المبنى بأكمله، لكن من المحتمل أن يتم هدم معظم المباني المتضررة. فبعضها عبارة عن مبان قديمة، كان لابد من هدمها وإعادة بنائها على أي حال لأنها كانت تشكل خطورة للعيش فيها حتى قبل الحرب، وفقاً لرئيس جمعية البنائين.

لكن صناعة البناء تشهد أزمة كبيرة، تتمثل في حظر دخول 120 ألف عامل فلسطيني إلى الأراضي المحتلة، من أصل 300 ألف عامل في الصناعة بشكل عام، لذا يتم التأكيد حالياً على أن إعادة إعمار المباني المدمرة سيستغرق سنوات عديدة، بافتراض أنه سيتم توفير القوى العاملة اللازمة لذلك، وقد تصل الفترة إلى أكثر من 8 سنوات.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش