الاقتصاد العربي
أخر الأخبار

روسيا تعزز البعد الاقتصادي في مفاوضات السلام حول أوكرانيا

في تطور دبلوماسي لافت، أعلن مسؤولون روس عن نية موسكو تعزيز البعد الاقتصادي خلال المحادثات المرتقبة مع الولايات المتحدة حول الحرب في أوكرانيا، والتي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي ضمن الوفد المفاوض.

جاء ذلك خلال استعدادات مكثفة لاجتماعات ثنائية بين وزيري خارجية البلدين، تسبق قمة محتملة بين الرئيسين الأمريكي “دونالد ترامب” والروسي “فلاديمير بوتين”، برعاية ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”.

تفاصيل التحضيرات والاجتماعات الثنائية
أكد “يوري أوشاكوف”، المستشار السياسي للرئيس بوتين، أن الوفد الروسي سيركز على “الجوانب الاقتصادية” للمفاوضات، مشيراً إلى أن المحادثات مع الجانب الأمريكي لا تزال في مرحلة التهيئة، دون اتفاق على آلية بدء النقاشات المتعلقة بأوكرانيا.

ومن المقرر أن يشارك أوشاكوف إلى جانب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماعات مع نظيريهما الأمريكيين، الثلاثاء، لبحث ملفات شائكة تسبق أي قمة رئاسية.

من جهته، التقى ولي العهد السعودي، اليوم الاثنين، بوزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، وذلك لتنسيق الجهود التحضيرية. ولم تُكشف تفاصيل اللقاء، لكن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن الرياض تسعى لعبور دور الوسيط الفاعل في أزمة مستعصية، بعد نجاحها السابق في تيسير تبادل أسرى بين موسكو وكييف.

تعقيدات المسار التفاوضي
كشف أوشاكوف عن أن واشنطن لم تُعيّن بعد ممثلاً رئيسياً لمفاوضات أوكرانيا، مما يعكس تعقيدات الموقف الأمريكي الداخلي، في ظل تقارير عن انقسامات داخل الإدارة الأمريكية حول مدى دعم كييف عسكرياً. وأضاف: “نتحدث حالياً مع الأمريكيين حول العلاقات الثنائية، لكن الطريق طويل أمام أي اتفاق شامل”.

في سياق متصل، نفى كيث كيلوج، المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا، وجود نية لـ”فرض اتفاق سلام” على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، اليوم الاثنين. وأوضح كيلوج أن زيارة مقترحة لأوكرانيا “قيد الإعداد”، وسيتناول خلالها مع زيلينسكي سيناريوهات حل النزاع، دون إجبار كييف على قبول شروط مُعيَّنة.

تأتي المحادثات في إطار مساعي دولية لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة منذ فبراير 2022، حيث يعتبر ترامب السعودية – التي تربطها علاقات استراتيجية مع كل من موسكو وواشنطن – طرفاً محورياً في تسريع الحلول، خاصة مع إمكانية مساهمتها مالياً وتخفيف الأعباء بعد تصاعد الخسائر البشرية والاقتصادية العالمية جراء الحرب.

يُذكر أن الرياض استضافت في أغسطس 2023 اجتماعاً لمسؤولين من 40 دولة، بما فيها أوكرانيا، لكن روسيا لم تُدعَ حينها. والآن، مع عودة موسكو إلى طاولة الحوار، قد تشكل القمة السعودية فرصة أخيرة لتجنب استمرار الحرب التي باتت عبئاً على الاقتصاد العالمي، وسط مخاوف من توسع نطاقها إلى دول الجوار.

وبينما تعمل روسيا على تحويل المفاوضات إلى قناة اقتصادية، تبدو واشنطن وكييف حريصتين على عدم تقديم تنازلات جوهرية. وفي هذا المشهد المعقد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى