
تقارير | بقش
حلقت مسيَّرة إسرائيلية فوق السفينة “حنظلة” المتجهة إلى قطاع غزة والتي تبعد حالياً بنحو 180 كلم من القطاع، في الوقت الذي خرجت تقارير عن تهديدات إسرائيلية بالسيطرة على السفينة التابعة للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
اللجنة قالت في منشور اطلع عليه بقش إن طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع هيرون “تحلق فوقنا الآن”. وقبلها بدقائق حذرت من أن جميع أعضاء سفينة “حنظلة” التابعة لتحالف أسطول الحرية، سيدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام في حال تم اعتراض السفينة.
ورُصدت 16 طائرة مسيرة خلال 45 دقيقة فقط، بعضها كان يُحلّق مباشرة فوق “حنظلة”، ما يعزز المخاوف من تدخل عسكري وشيك قد يُكرر سيناريوهات مؤلمة كما حدث مع السفينة “مادلين” في يونيو، و”الضمير” في مايو، حين تم اعتراضهما بالقوة من قِبل الاحتلال.
وحسب متابعات بقش، وصلت السفينة إلى الموقع الذي تم فيه الاستيلاء على سفينة “مادلين”، على بُعد نحو 180 كلم من القطاع. ويقوم تحالف أسطول الحرية ببث تحركات السفينة على الهواء مباشرة عبر حسابه على تطبيق يوتيوب، مع مشاركة صور للرادار بشكل لحظي.
واليوم السبت قال مسؤولون إسرائيليون إن قوات البحرية التابعة للجيش ستسيطر على سفينة “حنظلة” إذا لم تستجب لنداءات التراجع عن مسارها، وذلك في تكرار لسيناريو سابقتها “مادلين” التي تم اعتراضها في يونيو الماضي.
صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن السفينة “حنظلة” إذا لم توافق على تغيير مسارها والابتعاد عن شواطئ غزة، فإن وحدة الكوماندوز البحري (شايطيت 13) ستتدخل للسيطرة عليها ونقلها إلى ميناء أسدود.
ويبدو أن طاقم الرحلة يتحلى بشجاعة يغذيها استمرار المجاعة، فقد ذكرت النائبة الفرنسية غابرييل كاتلا، إحدى المشاركات في الرحلة، أنهم مستعدون لأي تدخل محتمل قد يقع في الساعات المقبلة، مضيفة حسب قراءة بقش: “اتحدنا جميعاً، نحن متضامنون ومستعدون. بدأت الطائرات المسيّرة تتجه نحونا. في حال انقطاع الإنترنت، قد تحدث أشياء غريبة. لا تقلقوا علينا، بل فكّروا في الفلسطينيين، إنهم يتألمون، ما يتعرضون له في ظل الإبادة الفظيعة أسوأ بكثير مما نواجهه نحن على هذه السفينة”.
وتواصل السفينة رحلتها رغم المخاطر المحدقة مقابل صمت وتخاذل عربيين عن إدخال المساعدات، وإغلاق معبر رفح الحدودي بين مصر وفلسطين، في الوقت الذي تعج فيه الشوارع العالمية، وبالأخص الأوروبية، بالمظاهرات والاحتجاجات الحاشدة المنددة باستمرار الإبادة والتجويع بحق الفلسطينيين، ورفضاً للانخراط والتواطؤ مع إسرائيل في عملية الإبادة الممنهجة.
السفينة حنظلة.. قدوم استثنائي وسط المجاعة
من على بُعد كيلومترات، يريد القائمون على السفينة حنظلة كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة التي تتعرض لإبادة ممنهجة وكاملة بالقصف والتجويع والتعطيش، وتشهد أبشع صور المجاعة التي لا يحرك لها المجتمع العربي والدولي ساكناً.
في 13 يوليو الماضي أبحرت حنظلة من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجدداً في 20 يوليو باتجاه غزة، وعلى متنها 21 ناشطاً. وتحمل السفينة “حنظلة” اسم الشخصية الكاريكاتورية الشهيرة التي ابتكرها الفنان الفلسطيني ناجي العلي، والتي أصبحت رمزاً للمقاومة والصمود، وهو ما يُضفي على السفينة دلالة رمزية عميقة.
وتشير مراجعات بقش إلى أنه، في 09 يونيو الماضي، استولى جيش الاحتلال على سفينة “مادلين” ضمن “أسطول الحرية” من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى غزة لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطاً دولياً كانوا على متنها، ولاحقاً رحلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها.
قدوم السفينة حنظلة بات أمراً استثنائياً للغاية، حيث تتفاقم المجاعة داخل القطاع الذي يبدو فيه فلسطينيون أشبه بهياكل عظمية بسبب التجويع والتعطيش فضلاً عن حالات الإعياء وفقدان الوعي. وفي هذه الأثناء، يتم الحديث عن محاولات تخريب متعمّدة استهدفت “حنظلة”، بما في ذلك وضع مادة حارقة في إحدى حاويات المياه، وتخريب المحرك، في محاولة لإفشال المهمة قبل بلوغ هدفها الإنساني.