الاقتصاد العربي

إعصار دانيال في ليبيا.. خسائر الكارثة التي لا توصف

بقش – 13 سبتمبر 2023

لا تتوفر تقديرات لحجم الخسائر التي تكبدها اقتصاد ليبيا من إعصار دانيال المدمر، لكن الإعصار تسبب في خسائر فادحة ناجمة عن تعطل المرافق الاقتصادية، وتدمير البنية التحتية، وتوقف النشاطات اليومية، ووقف صادرات النفط من 4 موانئ نفطية.
وتقول تقديرات أولية إن ليبيا قد تحتاج إلى نحو نصف مليار دولار على وجه السرعة للأسر في المناطق المنكوبة.
الإعصار الكارثي أدى إلى اختفاء 25% من مدينة درنة شرقي البلاد تماماً، وفقاً لوزير الطيران بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، فيما أُعلن عن هذه المدينة كمدينة منكوبة.
وقد أدت السيول إلى انهيار سدَّي درنة المهترئين، ما تسبب بتفاقم الكارثة في المدينة التي أصبحت تفتقر للكهرباء، فضلاً عن سقوط آلاف القتلى الذين يتجاوز عددهم 2500 قتيل، إلى جانب آلاف المفقودين.
كما أُعلن عن مدن شحات والبيضاء في إقليم برقة كمناطق منكوبة، وطلب المجلس الرئاسي الليبي دعماً دولياً لمواجهة آثار الفيضانات.
وقد أطلقت سلطات ليبيا نداءات الاستغاثة الدولية لمساعدتها في الخسائر الجسيمة الناجمة عن الإعصار دانيال المدمر، مؤكدةً على أنها غير قادرة على الاستجابة بمفردها، ما يتعين على المجتمع الدولي التدخل فوراً.
ولمعرفة حجم فاتورة الإعصار، تحتاج ليبيا إلى دراسة معمقة في الاقتصاد البالغ ناتجه المحلي الإجمالي 46 مليار دولار، والذي يحاول التعافي من انكماشه في 2022 بنسبة 1.2%.

توقف موانئ النفط

توقفت موانئ النفط الرئيسية في ليبيا، الواقعة في رأس لانوف والزويتينة والبريقة والسدرة وسط البلاد، لكنها عادت لاستئناف نشاطها بعد انقضاء الإعصار، حسب وكالة بلومبيرغ.
ولدى ليبيا سبعة موانئ نفطية، أحدها الحريقة في طبرق شرق ليبيا الواقعة قرب عين الإعصار، والذي يُتوقّع أن يبقى مغلقاً لوقتٍ أطول، بالإضافة إلى موانئ الزاوية ومليتة غرب البلاد البعيدة عن الإعصار، إلى جانب الموانئ الأربعة التي يُرتقب عودتها للعمل.
وتزامن توقف النفط مع وصول الإنتاج النفطي إلى مليون و200 ألف برميل، إذ تُصدر البلاد 85% من إنتاجها، و7 ملايين متر مكعب من الغاز إلى أوروبا.

الحاجة إلى صندوق إعمار

ويقول خبراء اقتصاد ليبيون إن البلاد بحاجة إلى صندوق إعادة إعمار في المناطق المتضررة، فالبنية التحتية تلك المناطق لم تشهد أي مشاريع للسدود والطرق أكثر من عشرين عاماً.
ويعني إنشاء صندوق الإسهام في توفير موارد مالية للأسر كدعم نقدي لهم مع قرب قدوم فصل الشتاء.
ولا توجد بنية تحتية مع الانقسام السياسي في ليبيا والذي تسبب في ضعف الأداء الحكومي بشأن المساعدات لإنقاذ المواطنين.
وكانت المناطق العشوائية أكثر الأماكن تضرراً نتيجة توقف التخطيط العمراني منذ عام 2011، مما أنتج مناطق ريفية صغيرة في الوديان والمناطق الزراعية خارج المخططات العمرانية.
وفي مدينة “درنة” المنكوبة لا وجود لغذاء أو دواء، في حين أن معظم الأسر نازحة إلى مدن مجاورة والبعض الآخر عالقٌ لا يستطيع الخروج بسبب مسالك المدينة الوعرة لأن الطرق الرئيسية الجبلية جرفتها السيول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى