الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

أمريكا تستعد لمواجهة مع الصين بقبة ذهبية دفاعية بقيمة 175 مليار دولار

متابعات |بقش

مع تصاعد المنافسة العسكرية مع الصين، كشفت إدارة الرئيس “دونالد ترامب” عن خطة طموحة لبناء نظام دفاعي صاروخي هائل يُسمى “القبة الذهبية”، بتكلفة 175 مليار دولار، مع إعادة تقييم لأولوياتها العسكرية لوقف استنزاف الموارد في جبهات أخرى، كما حصل في اليمن.

أعلن ترامب عن مشروع “القبة الذهبية” خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، متعهداً بإنجاز النظام خلال ثلاث سنوات، والذي سيُصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة “حتى لو أُطلقت من أي مكان في العالم”.

ووفق قراءة بقش تقريراً لوكالة رويترز ، سيُدار المشروع من قبل الجنرال “مايكل جيتلين”، بتكلفة تُقدَّر بـ175 مليار دولار، من بينها 25 مليار دولار ستُستخرج من تخفيضات الإنفاق ومشروع قانون الضرائب.

الهدف الاستراتيجي من هذا النظام هو مواجهة التهديدات من الصين وروسيا، اللتين تطوران ترسانات صاروخية متقدمة. وبحسب تقييم صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، اطلع عليه مرصد بقش، فإن بكين وموسكو قادرتان على استهداف الولايات المتحدة عبر صواريخ أسرع من الصوت وقاذفات استراتيجية.

الرد الصيني: اتهامات بعسكرة الفضاء

أثار المشروع غضب الصين، حيث أدانت وزارة الخارجية الصينية الخطة، واصفةً إياها بأنها “ذات طابع هجومي” وتحذيراً من أنها ستفاقم “عسكرة الفضاء” وسباق التسلح، وقال المتحدث الرسمي “ماو نينغ” إن المشروع يُهدد الاستقرار العالمي ويُبرهن على “العقلية الهمجية” للإدارة الأمريكية.

ورغم التفاؤل الرسمي، يشكك خبراء عسكريون في جدوى الجدول الزمني والتكلفة، فالأدميرال “مارك مونتغمري” (متقاعد) حذر من أن إنشاء نظام دفاعي كهذا قد يستغرق 7 إلى 10 سنوات، وحتى ذلك الحين، قد يُقتصر على حماية المناطق الحيوية مثل المدن الكبرى.

كما أشارت تقديرات أخرى إلى أن التكلفة قد تتجاوز 300 مليار دولار، خاصة مع تعقيدات تكنولوجيا الفضاء والأنظمة التوجيهية الدقيقة.

في ظل الضغوط المالية المرتبطة بالمشروع، كانت الإدارة الأمريكية قد قررت إعادة توجيه الموارد بعيداً عن جبهات ثانوية مثل ما حدث في اليمن، ووفقاً لتقارير أمريكية ، فإن التكاليف الباهظة للحملة العسكرية هناك، خاصة مع صمود الحوثيين، دفعت واشنطن إلى الانسحاب والإعلان عن اتفاق معهم يضمن عدم استهداف السفن الأمريكية.

الأسباب الرئيسة للانسحاب كانت في الأساس نتيجة لاستنفاد الذخائر الدقيقة، حيث فقدت القوات الأمريكية مئات الصواريخ الاعتراضية دقيقة التوجيه والتي يكلف الواحد منها ما بين 1-3.5 ملايين دولار بتكلفة إجمالية تجاوزت مليار دولار، وفقاً لتقرير صدر عن صحيفة وول ستريت جورنال.

إضافة إلى ذلك تكبدت البحرية الأمريكية خسائر جوية جراء سقوط طائرتين من طراز “أف 18 سوبر هورنيت” في البحر الأحمر أثناء مواجهات بحرية مع الحوثيين دفعت حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” لتنفيذ انعطاف حاد، وفقاً للرواية الأمريكية، وتُقدَّر قيمة هذه المقاتلات بنحو 160 مليون دولار (80 مليون لكل طائرة).

كما نجحت قوات صنعاء في إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأمريكية من طراز MQ-9 باستخدام أنظمة دفاعية بسيطة، مما زاد من تكاليف الاستبدال.

تُشير التقديرات إلى أن تمويل “القبة الذهبية” سيتطلب خفضاً في ميزانيات البرامج الاجتماعية أو زيادة الديون العامة، كما أن الاعتماد على شركات خاصة مثل سبيس إكس يُثير مخاوف من تضارب المصالح والشفافية.

من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني وفق اطلاع بقش عن محادثات مع واشنطن لمشاركة كندا في المشروع، في إطار تعزيز “القيادة الدفاعية لأمريكا الشمالية”.

وبينما تُحاول واشنطن بناء درع دفاعي ضد الصين، تُظهر التكاليف العسكرية المتزايدة أن الإدارة أمام تحديات وجودية، فالمنافسة مع الصين تُعتبر أولوية قصوى، لكنها قد تدفع إلى تنازلات في جبهات أخرى مثل أوكرانيا واليمن، ويبقى السؤال: هل ستُثبت “القبة الذهبية” أنها درع أم عبء؟

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش