الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

ضربة قاتلة لعملاق الطيران الأمريكي.. “بوينغ” تستعيد أسطولها المُعلّق في الصين وسط تصاعد التوترات التجارية

في تطور لافت يعكس عمق الأزمة التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، بدأت شركة “بوينغ” الأمريكية العملاقة في استعادة طائراتها من طراز “737 ماكس” التي كانت مُعدة للتسليم إلى شركات طيران صينية.

تأتي هذه الخطوة بعد قرار صيني بتعليق استلام الطائرات الجديدة، في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع كرد فعل على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن.

وكشفت بيانات تتبع حركة الطيران عن أولى مؤشرات هذا التحول، حيث رصدت طائرة كانت رابضة في مركز “بوينغ” لإتمام عمليات التصنيع في مدينة تشوشان الصينية، والمخصصة لشركة “خطوط زيامن الجوية”، وهي تقلع متجهة نحو غوام كمحطة أولى في رحلة عبورها للمحيط الهادئ نحو الأراضي الأمريكية.

وتُظهر سجلات الرحلات أن هذه الطائرة ذاتها قد وصلت إلى تشوشان قادمة من سياتل عبر كل من هاواي وغوام في الشهر الماضي، في إشارة إلى مسار التسليم الذي كان مُخططاً له قبل التعليق.

وتشير معلومات صادرة عن شركات متخصصة في تتبع حركة الطيران إلى وجود ما لا يقل عن طائرتين أخريين من طراز “بوينغ 737 ماكس” لا تزالان في منشأة تشوشان تنتظران مصيراً مشابهاً، في ظل حالة من عدم اليقين تخيم على مستقبل هذه الصفقات حسب متابعات بقش.

ويأتي هذا الانسحاب التدريجي في أعقاب تقارير إعلامية أفادت بأن الحكومة الصينية قد أصدرت توجيهات مباشرة إلى شركات الطيران المحلية بوقف استلام أي طائرات جديدة من “بوينغ”، مما يضع الشركة الأمريكية في موقف حرج في سوق تعتبر من بين الأكبر والأكثر نمواً في قطاع الطيران العالمي.

في خضم هذه التطورات المتسارعة، تلتزم شركة “بوينغ” الصمت الرسمي حيال هذه القضية الحساسة، حيث امتنعت عن تقديم أي تعليق على عمليات إعادة الطائرات أو على قرار التعليق الصيني.

وبالمثل، لم تستجب شركة “خطوط زيامن الجوية” لطلبات التعليق التي وُجهت إليها، ويُذكر أن وكالة “رويترز” كانت أول وسيلة إعلامية تُشير إلى خبر إعادة الطائرة من الصين، لتكشف بذلك عن فصل جديد في تداعيات الحرب التجارية التي تلقي بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية العالمية.

قرار الصين بتعليق استلام طائرات “بوينغ” لا يمثل مجرد ضربة تجارية للشركة الأمريكية، بل يحمل في طياته دلالات أعمق تتعلق بمستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تصعيد مُحكم من الجانب الصيني، يهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة في ملف الرسوم الجمركية، واستخدام النفوذ الاقتصادي كسلاح في هذه الحرب التجارية التي لا يبدو أن لها نهاية قريبة.

من جهة أخرى، يضع هذا الإجراء “بوينغ” في موقف صعب، حيث تعتمد الشركة بشكل كبير على السوق الصينية لتصريف جزء كبير من إنتاجها، خاصة في ظل التحديات التي واجهها طراز “737 ماكس” في السنوات الأخيرة.

إعادة هذه الطائرات إلى الولايات المتحدة قد يترتب عليها تكاليف إضافية تتعلق بالتخزين وإعادة التسويق، فضلاً عن التأثير السلبي المحتمل على خطط الإنتاج والتسليم المستقبلية للشركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى