
متابعات | بقش
أكدت معلومات على وقوع حادثة نصب واحتيال جديدة عبر منصة تداول إلكتروني وهمية قامت بسرقة ما يصل إلى 12 مليون دولار، وكان ضحيتها قرابة 40 ألفاً من اليمنيين، قبل أن تختفي المنصة فجأة عن الساحة.
المحلل الاقتصادي علي التويتي قال إن منصة “AITS” للتداول الإلكتروني الوهمية قامت بجمع هذا المبلغ من نحو 40 ألف يمني خلال الأسبوعين الماضيين، مشيراً وفق اطلاع بقش إلى أن أقل مبلغ اشتراك كان 80 دولاراً، وأعلى مبلغ 900 دولار، ويبلغ المتوسط نحو 300 دولار لكل مشترك، وهو ما يفسر المبالغ الكبيرة التي سُرقت خلال فترة قصيرة.
حدث ذلك رغم تكرار التحذيرات المسبقة من التعامل مع منصة “AITS” التي كانت تقول إنها مختصة بتداول العملات بالذكاء الاصطناعي وفق متابعة بقش. وكانت التحذيرات السابقة تؤكد على احتيال القائمين على المنصة، ومساعيهم إلى ابتلاع الأموال، إلا أن المساهمين واصلوا التعامل معها.
وتشير المعلومات التي اطلع عليها “بقش” إلى أن المنصة اتخذت من مصر مقراً رسمياً لها، وعملت على استقطاب المحتاجين والراغبين في الربح السريع، واتخذت سياسة إغراء لجذب المساهمين تتمثل في إحضار من يجلب أربعين مساهماً إلى مصر في رحلة يتدرب فيها ليعود ويستقطب مزيداً من المساهمين.
وفي تحذيره من خطورة مثل هذه المنصات الافتراضية، أكد التويتي على ضرورة التحقق من مصداقية أي منصة قبل الاستثمار فيها لتفادي الوقوع في فخ الاحتيال الإلكتروني، واستنكر استمرار هذا النزيف المالي المتكرر الذي يستهدف اليمنيين بشكل متكرر. كما دعا إلى الإبلاغ عن أي مندوب من مندوبي هذه المنصة ونشر أرقامهم.
مساهمة رغم المعرفة المسبقة بالاحتيال
وتابع: “يا جماعة، هؤلاء حصلوا على كنز في اليمن، كل ثلاثة شهور يأخذون بضعة ملايين من الدولارات ويختفون. الكارثة أن الشباب أغلبهم عارفين أنهم سيختفون، لكن يقولون: نخاطر ونربح في البداية، وما لنا علاقة بالمتأخرين”.
وواصل: “مش معقول مشاركتك معهم وأنت تعرف أنهم محتالون. جريمة لأنك تروج لهذه المنصات الوهمية، وإن ربحت أنت، ربحتها من إخوتك اليمنيين الذين خسروا”، وأضاف: “هذا المال حرام. يعتقدون أن اليمنيين أغبياء يستطيعون سرقتهم بكل بساطة. قبل ما تختفي منصة، هناك منصة أخرى جاهزة سيطلقونها مرة أخرى ويسرقون 10 ملايين دولار مرة أخرى”.
وحصل “بقش” على وثائق تؤكد أن منصة AITS قامت بتزوير شهادة قيد وسجل تجاري من وزارة الصناعة والتجارة بعدن، لمزاولة نشاط البرمجيات وأنظمة الكمبيوتر.
ولا تزال مثل هذه المنصات أدوات للنصب والاحتيال بإيهام المساهمين بالربح السريع، ورغم حدوث الكثير من قضايا النصب والاحتيال عبر هذه المنصات وشركات توظيف الأموال الوهمية، ورغم تكرار سرقة الأموال واختفاء مرتكبي الجرائم المالية، إلا أن الكثيرين ما زالوا يندفعون وراء أي منصة أو شبكة توظيف أموال جديدة، مساهمين بمبالغ كبيرة من أموالهم ومدخراتهم.