تقارير
أخر الأخبار

غزة تواجه “الروبوتات” غير المسبوقة والعطش والنزوح والنفايات.. وأسلحة أمريكية جديدة لإسرائيل بـ6.4 مليار دولار لمواصلة الإبادة

تقارير | بقش

في اليوم الـ715 من حرب الإبادة على قطاع غزة، واصلت إسرائيل غاراتها العنيفة على مناطق متفرقة، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، فوفقاً لمصادر صحية بمستشفيات القطاع، استشهد منذ فجر اليوم السبت 20 سبتمبر 2025 نحو 61 فلسطينياً، بينهم 49 في مدينة غزة وحدها، في الوقت الذي تتفاقم فيه كارثة نقص خدمات الإسعاف والرعاية الصحية، مما فاقم حجم المأساة الإنسانية.

وفي آخر الإحصائيات استشهد 3 فلسطينيين من “منتظري المساعدات” بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمالي رفح، في حين أن مصائد الموت هذه في مراكز المساعدات الأمريكية تعمّق من أزمة مغاسل الشهداء ونقص الأكفان والأكياس البلاستيكية.

ويشهد سكان غزة سلاحاً يرونه لأول مرة خلال كل الحروب التي عايشوها من قبل، يُعرف باسم “الروبوتات المفخخة” التي زاد الجيش الإسرائيلي من وتيرة استخدامها مؤخراً، ووفق اطلاع بقش فإن هذه الروبوتات المتنقلة هائلة الحجم تُزرع في قلب الأحياء السكنية وتُفجَّر عن بُعد لنسف مبانٍ سكنية بأكملها، وتحوّل الأشخاص الذين تصيبهم إلى فتات في لحظات، وتأثيرها يكون أشد وأمَرَّ من القصف.

وقد تكون هذه الروبوتات دبابات أو ناقلات جند قديمة لا تصلح للاستخدام، يأخذونها ويعملون على حشوها بالمواد المتفجرة، ثم يطلقونها في شوارع مدينة غزة، ويتحكمون فيها عن بُعد، فبَعد وضعها في المنطقة المستهدفة بدقائق يحدث انفجار مدوٍ للغاية، وتتحول السماء للون الأحمر القاني في ثوانٍ معدودات، وتمتد شظايا الانفجار لمساحة 500 متر مربع في المنطقة، ويقع دمار هائل في المكان، وإن كان في محيط الانفجار أشخاص فلن يظهر لهم أي أثر، حتى الأشلاء تكون مفتتة ولا تكون سليمة بأي حال.

عطش ونزوح وتكدس للنفايات

وأدى تدمير البنية التحتية، خاصة 75% من آبار المياه المركزية، إلى حالة عطش طارئة تجتاح المدينة، وفق متابعة بقش لأحدث تصريحات بلدية غزة، حيث قالت إن سكان المدينة يواجهون مشاكل بسبب العطش مع قرب حلول فصل الشتاء، مؤكدةً عدم القدرة على تقديم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، مع تهالك الطواقم الميدانية التي تعمل دون رواتب أو إجازات، في ظل نزوح بعض الموظفين وانعدام الوقود وقطع الغيار للمركبات والمعدات.

ولدى بلدية غزة خطة للطوارئ، لكنها تعتمد على توفر الإمكانيات وبقاء ما تبقى من المرافق الحيوية، وتقول البلدية إنها تحاول الاستمرار بتقديم الخدمات بالاستعانة بالآبار المحلية وإصلاح بعض الأعطال، إلا أن المياه تصل للمواطنين ضعيفة وشحيحة، والظروف لا تزال صعبة وتحمل الكثير من العوائق.

وحسب بلدية غزة، فإن خروج آليات البلدية الثقيلة عن العمل بسبب عدم توفر الوقود اللازم وقلة مواد قطع الغيار، أعاق عمليات إزالة الركام وفتح الطرق الحيوية في الأحياء المدمرة.

وإضافة إلى ذلك، تتكدس النفايات في أحياء المدينة، التي وصلت إلى ما يزيد على ربع مليون طن، وتشكل تهديداً لصحة المواطنين وتزيد من احتمال انتشار الأوبئة والأمراض، في ظل تغيّب المقومات الأساسية للرعاية الصحية وانهيار المنظومة الصحية بسبب الحرب.

بدوره أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الاحتلال يفرض النزوح القسري على 270 ألف فلسطيني من مدينة غزة نحو الجنوب، تحت تهديد القصف والإبادة، وأكثر من 900 ألف صامدين يرفضون مغادرتها.

والمساحة التي خصصها الاحتلال في خرائطه كـ”مناطق إيواء” لا تتجاوز (12%) فقط من مساحة قطاع غزة، إذ يحاول الاحتلال حشر أكثر من (1.7) مليون إنسان داخلها، في إطار مخطط لإنشاء “معسكرات تركيز” ضمن سياسة التهجير القسري الممنهجة، بهدف تفريغ شمال غزة ومدينة غزة من سكانهما، في جريمة حرب مكتملة الأركان وجريمة ضد الإنسانية حسب توصيف مكتب الإعلام الحكومي.

وقد تعرّضت مناطق المواصي في خان يونس ورفح، التي تضم نحو مليون نسمة، لأكثر من 110 غارات متكررة، أسفرت عن أكثر من ألفَي شهيد، وأدت إلى تدمير كامل للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الأساسية.

أمين عام الأمم المتحدة: لا يجب أن نخشى ردود الفعل الإسرائيلية

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وصف الوضع في غزة بأنه “أسوأ مستوى من الموت والدمار رأيته في حياتي”، ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف الهجمات، مؤكداً أن الواقع على الأرض أكثر أهمية من الكلمات القانونية، وأن استمرار الهجمات يفاقم الأزمة الإنسانية ويجعل الناس يعيشون في مجاعات وبدون مأوى أو رعاية صحية.

وقال غوتيريش إن العالم يجب أن لا يخشى ردود الفعل الإسرائيلية، في ظل مواصلة إسرائيل حربها على قطاع غزة وسعيها لضم الضفة الغربية تدريجياً، مشدداً على أنه “ينبغي أن لا نشعر بالخشية من خطر رد الفعل الانتقامي، لأنه سواء قمنا بما نقوم به أم لا، هذه الإجراءات ستستمر، وعلى الأقل هناك فرصة لحشد المجتمع الدولي لممارسة الضغط لمنع حدوث ذلك”.

وأضاف: “لا أعتقد أننا نتحدث عن رد انتقامي في هذا الأمر أو ذاك. لقد كان هناك تقدم مستمر في إجراءات الحكومة الإسرائيلية بهدف تدمير غزة بالكامل الآن، وضم الضفة الغربية تدريجياً”.

لكن رغم الانتقادات القوية لإسرائيل؛ فإن الأمين العام للأمم المتحدة أحجم عن وصف سلوك إسرائيل في غزة بأنه “إبادة”، رغم استخدام وكالات أممية هذا التوصيف الذي ترفضه إسرائيل، وبرر ذلك الموقف بقوله إن “المشكلة هي أنه ليس من ضمن مهامي التحديد القانوني في ما إذا كان هناك إبادة”. وتابع: “هذا ليس من صلاحياتي، لكن لنكن واضحين، المشكلة ليست في الكلمة، المشكلة هي في الواقع على الأرض”.

دعم عسكري أمريكي جديد لإسرائيل

وفي الوقت الذي تتعرض فيه غزة لأبشع إبادة عسكرية، كشفت وكالة رويترز أن إدارة ترامب تخطط لبيع إسرائيل معدات وأسلحة بقيمة 6.4 مليار دولار، وتنتظر موافقة الكونجرس على الصفقة.

وتشمل الصفقة 30 طائرة هليكوبتر هجومية AH-64 أباتشي، و3250 مركبة هجومية للمشاة، إلى جانب معدات إضافية ودعم لوجستي لإسرائيل بقيمة 750 مليون دولار.

هذه الصفقة تأتي قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما تزداد الدعوات داخل الكونجرس الأمريكي والولايات المتحدة للحد من الدعم العسكري. وفي الاجتماعات بنيويورك، يوم الإثنين المقبل، من المقرر أن تعلن فرنسا وعشر دول الاعتراف بدولة “فلسطين”، فيما يبقى الوضع الإنساني الكارثي في غزة محصوراً على الخطابات وبيانات الإدانة التي لم تردع حتى الآن حملة الإبادة ولم تساهم في الضغط على إسرائيل بالشكل المطلوب.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش