
متابعات | بقش
في مشهد يؤكد فشلاً ذريعاً لخطط الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية بشأن ملف المساعدات، أخفقت الآلية الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة في يومها الأول، أي في أول تجربة لها اليوم الثلاثاء، وذلك بعد فقدان السيطرة على حشود من المواطنين في موقع التوزيع في رفح جنوبي القطاع.
فقد بدأت اليوم الثلاثاء مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من واشنطن، بتوزيع المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة المحاصر، في مركز تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي غربي مدينة رفح، ويُعتبر هذا النظام بعيداً تماماً عن المنظمات الدولية وعلى رأسها وكالة “الأونروا”، إذ سبق وأكدت المنظمات رفضها القاطع التعامل مع هذه الآلية والاستمرار باتباع الآلية المعمول بها سابقاً تحت إشراف الأمم المتحدة.
الأمر يخرج عن السيطرة والاحتلال يطلق النار على الناس
خرج التوزيع عن السيطرة باقتحام عشرات الآلاف من أهالي غزة الذين تم تجويعهم بشكل ممنهج، لمراكز توزيع المساعدات، وهرب عناصر المؤسسة الأمريكية وأطلقت عناصر من قوات الاحتلال النار على الناس في موقع التوزيع.
وتسبب الأمر في مشهد مأساوي للناس الذين ينتظرون المساعدات بفارغ الصبر. إذ بعد ساعات من بدء هذه الآلية الفاشلة، عملت قوة من الجيش الإسرائيلي على إجلاء الموظفين الأمريكيين من مركز التوزيع بعد اقتحامه وجلب مروحيات إلى المنطقة لإنقاذ أفراد الشركة الأمريكية، في حين وجّه الإسرائيليون نيرانهم في الهواء وعلى الناس. وتشير المعلومات التي تابعها بقش إلى أن فلسطينيين أصيبوا بالفعل بعد تدخل قوات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاقها النار في الموقع.
وزعم مصدر أمني لقناة كان العبرية أن الشركة الأمريكية تمكّنت من السيطرة مجدداً على موقع توزيع المساعدات. وفي المقابل أكدت صحيفة يسرائيل هيوم أن قوة من الجيش الإسرائيلي نجحت في إخلاء جزء من المجمع، لكن لا تزال هناك فتحة في السياج يتدفق منها السكان.
كما نقلت قناة كان عن تقارير تفيد بأن معدات تابعة للشركة الأمريكية في مركز توزيع المساعدات تم الاستيلاء عليها.
ووفقاً لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن مشروع الاحتلال لتوزيع المساعدات في ما يسمى بالمناطق العازلة فشل فشلاً ذريعاً، وآلاف الجائعين الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي ثلاثة أشهر اندفعوا إلى تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين.
ورأى المركز أن ما حدث اليوم دليل قاطع على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني، الذي خلقه عمداً من خلال سياسة التجويع والحصار والقصف.
من جهة أخرى اعتبر التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية في غزة أن مشاهد الفوضى والانهيار التي رافقت انطلاق ما يسمى بالآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، والتي ظهرت جلياً منذ اليوم الأول لتنفيذها مقلقة للغاية، مضيفاً أن هذه الآلية ليست سوى أداة لخداع المواطنين واستدراجهم، في محاولة مكشوفة لعسكرة المساعدات واستخدامها لأهداف عسكرية تخدم أجندات الاحتلال الإجرامية.
إلى ذلك يعاني سكان قطاع غزة من أعنف ظروف إنسانية تدفع بهم إلى حافة الهاوية، بسبب الجوع والحرمان من أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعاً، في حين تشدد المنظمات على أن الخطة الأمريكية الإسرائيلية ليست ذات جدوى، وتحد، أو تلغي دور المنظمات الأممية المسؤولة عن تشغيل العمليات الإنسانية، وعلى رأسها وكالة الأونروا التي تطالب بالتوقف عن التضليل والإساءة لسمعتها في إطار تصفيتها.