تصاعد الشكوك حول احتياطي الذهب في قلعة “فورت نوكس” تدفع ترامب ومسك للمطالبة بمراجعة تاريخية

أصبحت قلعة فورت نوكس في ولاية كنتاكي الأمريكية — المشهورة بكونها أكبر خزينة ذهب في العالم — محط تساؤلات غير مسبوقة حول مصداقية وجود الكميات المُعلنة من الذهب داخلها، وسط دعوات من الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ورجل الأعمال “إيلون ماسك” لفتحها وإجراء عمليات تدقيق شاملة.
تضم فورت نوكس، القلعة العسكرية المُحصنة جنوب لويزفيل، ما يُقدَّر بنحو 147.3 مليون أونصة من الذهب (حوالي 5,000 طن)، بقيمة سوقية تصل إلى 425 مليار دولار وفقاً لأسعار الذهب الحالية.
القلعة، التي تُعتبر رمزاً للقوة المالية الأمريكية منذ إنشائها عام 1937، تخضع لحراسة مشددة من قِبل الجيش الأمريكي، وتُجرى في القاعدة التي تضمها أكبر التمارين العسكرية السنوية.
ترامب ومسك: تحالف جريئ لفض “الغموض التاريخي”
أثار الرئيس ترامب الجدل الأسبوع الماضي عندما أعلن عن نيته زيارة الموقع شخصياً للتحقق من وجود الذهب، قائلاً خلال حديثه على متن الطائرة الرئاسية: “سنفتح الأبواب… يجب أن نتأكد أن أحداً لم يسرق الذهب. لا أريد أن نتفاجأ بأن الخزائن فارغة!”.
من جهته، انضم إليه الملياردير إيلون مسك عبر منشور على منصة إكس (تويتر سابقًا) تساءل فيه: “من يؤكد أن الذهب لم يُسرق؟ إنه ملك الشعب الأمريكي، ولدينا الحق في رؤيته!”، مقترحاً بثاً مباشراً لجولة داخل القلعة.
رداً على هذه التصريحات، أكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أن عمليات تدقيق دورية تُجرى على الذهب، وأن كل الأونصات “موجودة ومُسجلة”، وفقاً للبيانات المنشورة على موقع الوزارة.
كما أشار رئيس شركة ألاموس جولد، جون مكلوسكي، إلى أن أي تدقيق سيكون “خطوة إيجابية لطمأنة الرأي العام”.
لكن الشكوك تعود جزئياً إلى أن التقييم الرسمي للذهب — المُحدد بـ42 دولاراً للأونصة بموجب قانون عام 1973 — لم يتغير منذ 51 عاماً، بينما قفزت القيمة السوقية الحالية إلى 2,954 دولاراً للأونصة، مسجلة أعلى مستوى في التاريخ.
نظريات المؤامرة: إرث تاريخي من الشكوك
على مدى عقود، غذَّت الإجراءات الأمنية المشددة في فورت نوكس نظرياتٍ عن اختفاء الذهب، خاصة بعد تقارير عن عدم إجراء عمليات تدقيق كاملة منذ سبعينيات القرن الماضي.
وأضاف “ماسك” الزيت على النار بقوله: “ربما تم طلاء قطع من الرصاص بالذهب! نريد التأكد”، في إشارة إلى مزاعم سابقة بتبديل المعدن الثمين.
تصاعدت المخاوف بالتزامن مع صعود سعر الذهب إلى مستوى غير مسبوق عند 2,954 دولاراً للأونصة، مسجلاً رقمه القياسي العاشر هذا العام، وسط طلب متزايد على الملاذات الآمنة بسبب التوترات الجيوسياسية العالمية.
ورغم التأكيدات الرسمية، يبقى السؤال الأكبر: هل ستفتح الإدارة الأمريكية أبواب فورت نوكس للجمهور؟ بينما يرى مراقبون أن الدعوات قد تكون جزءاً من حملة ترامب الانتخابية لتعزيز صورة “الحامي للثروة الوطنية”، إلا أن الطلب الشعبي يتزايد لتحويل الأسطورة إلى حقيقة ملموسة.
مهما كانت نتيجة التدقيق المُحتمل، فإن الجدل حول فورت نوكس يكشف عن أزمة ثقة عميقة بين الشعب الأمريكي ومؤسساته، في وقت تتحول فيه “القلعة الحصينة” من رمز للقوة إلى لغز يحتاج حلاً.