يواجه مزارعو البصل في محافظة لحج كارثة إنسانية واقتصادية، مع تلف كميات كبيرة من المحصول بسبب التكدس العشوائي على الأرصفة والشوارع، وسط غياب حلول عاجلة من السلطات لإنقاذ أحد أهم ركائز الاقتصاد المحلي.
المركز الإعلامي لمحافظة لحج، أفاد اليوم الأحد، بأن آلاف الأطنان من محصول البصل تتعرض للتلف السريع بسبب سوء التخزين وغياب الحماية والتنظيم وفق متابعات بقش، ما يُهدد مصدر رزق مئات الأسر التي تعتمد على هذه الزراعة كمصدر دخل رئيسي.
وأكدت مصادر زراعية أن “البصل اللحجي” الذي يُعد من أشهر المحاصيل الزراعية في اليمن، بات عُرضة لخطر الانهيار بسبب تراكم التحديات، أبرزها نقص التمويل، حيث عجز المزارعين عن تغطية تكاليف الإنتاج المرتفعة، إضافة إلى شح الموارد والانخفاض الحاد في إمدادات مياه الري والأسمدة الزراعية، فضلاً عن انعدام البنية التحتية وعدم وجود مرافق تخزين أو أسواق منظمة.
وناشد المزارعون السلطات المحلية والجهات المعنية بالتدخل الفوري لإنقاذ ما تبقى من المحصول، مطالبين بتوفير تمويل ميسر لإنقاذ الموسم الحالي، وتأمين المياه والأسمدة لضمان استمرارية الزراعة، وتشييد مراكز تخزين مُجهزة.
كما طالب المزارعون بإقامة سوق زراعية متخصصة للبصل لتنظيم البيع وحماية المزارعين من استغلال الوسطاء.
مصادر محلية حذرت من أن إهمال هذه الأزمة قد يُدمر قطاعاً يُشكل عصباً للاقتصاد المحلي، حيث توفر زراعة البصل فرص عمل لنسبة كبيرة من سكان المحافظة، لا سيما في المناطق الريفية.
وأكد المزارعون حسب متابعة بقش أن الفوضى في عمليات البيع والتسويق تجعلهم عُرضة لخسائر متكررة، وسط غياب أي تدخل حكومي لوضع آلية لتسعير عادل تضمن حقوقهم.
وتُعتبر لحج من أبرز المحافظات اليمنية في إنتاج البصل، حيث تُساهم زراعته في تحقيق الأمن الغذائي وتصدير الفائض إلى محافظات أخرى. ومع ذلك، يعاني القطاع من إهمال تاريخي في تطوير البنية التحتية، ما يجعله عُرضة للانهيار مع أي أزمة طارئة.
واختتم المزارعون نداءهم بتوجيه رسالة عاجلة إلى الحكومة والمنظمات الدولية: “نحن نواجه خسائر يومية تدمر حياتنا. نطلب دعماً عاجلاً قبل أن يتحول محصولنا إلى رماد”. فيما لم تصدر أي جهة رسمية تعليقاً واضحاً حول خطط التدخل حتى لحظة نشر هذا الخبر.
