
شهدت إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا انقطاعاً نادراً للتيار الكهربائي أصاب المواطنين الأوروبيين بالذعر وأوقف حركة القطارات والمواصلات والتعاملات البنكية، وهو حدث تؤكد السلطات أنه قد يستمر لأيام في بعض المناطق بسبب “ظاهرة جوية نادرة”.
المشهد غير المعتاد يتمثل في حدوث خلل كبير في شبكة الكهرباء بإسبانيا تسبب في انقطاع التيار عن مناطق واسعة من البلاد وفق شركة “ريد إلكتريكا” الإسبانية المشغلة للشبكة. وفي البرتغال قالت شركة “رين” إن الانقطاع طال شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها، ما يعني تأثر البرتغال بالكامل تقريباً بالحادثة وفق اطلاع بقش. أما في جنوب فرنسا، فقد تأثرت مناطق بشكل ملحوظ، وسجلت انقطاعاً كهربائياً متقطعاً أدى إلى تعطل إشارات المرور وشبكات الإنترنت.
وحسب الشركة البرتغالية، فإنه يستحيل تحديد موعد استعادة إمدادات الكهرباء بالكامل، وقد يستغرق الأمر أياماً رغم نشر كل الموارد لحل هذه المشاكل الخطيرة. وعلّقت الشركة الإسبانية بأن الانقطاعات في إمدادات الكهرباء كانت نتيجة خلل في الشبكة نجم عن “ظاهرة جوية نادرة”.
شلل المواصلات والمتاجر والحياة العامة
نتيجة لذلك شُلَّت حركة النقل والقطارات، وشهدت المطارات وشبكة القطارات والشوارع فوضى عارمة، كما حدثت طوابير ضخمة خارج المتاجر والبنوك ومحطات الوقود في الدولتين الأوربيتين إسبانيا والبرتغال على وجه الخصوص، وحاول السكان والسياح تخزين البضائع وسحب النقود وسط حالة من عدم اليقين.
كما اضطرت بعض المستشفيات والمرافق الحيوية إلى تشغيل مولدات كهربائية احتياطية لضمان استمرار العمليات والخدمات الأساسية.
وأكد رئيس الوزراء الإسباني إنه تم تقليص الرحلات الجوية بنسبة 20% وإيقاف حركة القطارات بسبب انقطاع الكهرباء وفق متابعات بقش. كما أُلغيت أنشطة رياضية مثل مباريات التنس بمدريد بسبب هذه الأزمة.
وبعد أن انقطع في إسبانيا قرابة الساعة العاشرة والنصف صباح اليوم الإثنين، عاد التيار عصراً إلى محطات الكهرباء في العديد من مناطق شمال وجنوب وغرب البلاد، وقالت شركة الكهرباء الإسبانية إنها تعمل على تزويد البلاد كلها بالتيار “بشكل تدريجي”.
لكن رغم ذلك طالب رئيسُ الحكومة الإقليمية لمدينة مدريد رئيسَ الوزراء الإسباني بتفعيل “خطة طوارئ” لحين انتهاء الأزمة، نظراً للنتائج الوخيمة التي أدى إليها انقطاع الكهرباء، والمتمثلة في تعطل كافة الأنشطة اليومية، مع توقعات باستمرار الانقطاع لأسبوع.
أسباب محتملة أخرى
لم يتم الإعلان عن أسباب واضحة ودقيقة، لكن إضافةً إلى التحدث عن “ظاهرة جوية نادرة”، تم إطلاق تحقيقات عاجلة في إسبانيا والبرتغال، بالتنسيق مع الهيئات الأوروبية المعنية بالطاقة.
وتداولت وسائل الإعلام توقعات حول وجود خلل تقني كبير في الشبكة الأوروبية المشتركة أو هجوم سيبراني، لكن لم يتم تأكيد أيٍّ من هذه الفرضيات رسمياً.