أخبار الشحنالاقتصاد العربي
أخر الأخبار

مصر تحسم موقفها: استقرار اليمن ركيزة لأمن البحر الأحمر والمنطقة

أكدت مصر، في تصريح رسمي لوزير خارجيتها “بدر عبد العاطي”، أن استقرار اليمن يُشكل عاملاً حاسماً لضمان الأمن الإقليمي وسلامة الملاحة في البحر الأحمر، وذلك خلال لقاء الإثنين جمعه مع وزير خارجية حكومة عدن “شايع الزنداني” في القاهرة.

جاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه مصر تراجعاً حاداً في إيرادات قناة #السويس، التي تُعد شرياناً حيوياً للاقتصاد المصري، بسبب التصعيد العسكري المستمر في المنطقة.

وأوضح عبد العاطي حسب اطلاع بقش أن القاهرة تدعم “وحدة اليمن واستقلاله وسيادته على أراضيه”، مشدداً على أن حل الأزمة يجب أن يكون سياسياً شاملاً “ينهي معاناة اليمنيين ويحقق تطلعاتهم”.

الوزير المصري ربط بشكل مباشر بين استقرار اليمن وأمن البحر الأحمر، الذي شهد تصعيداً غير مسبوق مع بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023.

فخلال الأشهر الماضية، نفذت القوات المسلحة التابعة لحكومة صنعاء سلسلة هجمات بواسطة الطائرات المسيرة والصواريخ على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، كتعبير عن دعمها للفلسطينيين.

هذه الهجمات، التي وصفتها دول غربية بـ”التصعيد غير المسبوق”، أدت إلى تغيير مسارات السفن عن قناة السويس، متجهة حول رأس الرجاء الصالح، ما كبَّد مصر خسائر فادحة.

7 مليارات دولار | خسائر مصر تفوق بأضعاف المساعدات الخارجية التي تحصل عليها

كشفت بيانات رسمية مصرية في ديسمبر 2024 أن إيرادات قناة السويس –التي تمثل أحد أهم مصادر النقد الأجنبي للبلاد– انخفضت بنحو 7 مليارات دولار خلال العام 2024، بسبب تراجع حركة الملاحة بنسبة 40% تقريباً وفق متابعات بقش، وهو ما يقارنه متابعون بالمعونات الأمريكية لمصر والتي لا تتجاوز 2.1 مليار دولار سنوياً.

وكانت الهجمات اليمنية قد دفعت كبرى شركات الشحن العالمية، مثل “ميرسك” الدنماركية و”كوسكو” الصينية، إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر، ما أدى إلى شلل جزئي في حركة التجارة العالمية عبر الممر المصري الحيوي.

وعلى الرغم من الاتفاق الهش لوقف إطلاق النار في غزة، والذي ساهم في تخفيف حدة الهجمات اليمنية مؤخراً، إلا أن الخبراء يحذرون من أن استمرار التوتر في المنطقة قد يعيد تفجير الأزمة.

من جهتها، تدعم مصر –وفق تصريحات “عبد العاطي”– الجهود الأممية بقيادة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين كافة الأطراف اليمنية.

وتُعتبر اليمن بوابة مصر الجنوبية نحو البحر الأحمر، الذي تمر عبره 12% من التجارة العالمية، وفق تقديرات البنك الدولي التي تابعها بقش. كما أن القاهرة تربطها باليمن روابط تاريخية وأمنية قديمة. وفي السياق، تخشى مصر من عودة الحرب في اليمن وانزلاق الأوضاع العسكرية بما يهدد الملاحة الدولية، مما ينعكس سلباً على أمنها القومي واقتصادها الهش.

ورغم التراجع النسبي للهجمات في البحر الأحمر مؤخراً، لا تزال شركات الشحن العالمية تتجنب المخاطرة وتفضل الاستمرار في جني المزيد من الأرباح، حيث تشير بيانات “مركز التجارة الدولي” إلى أن 65% من سفن الحاويات ما زالت تتجنب الممر المصري.

ومع غياب ضمانات دائمة لسلامة الملاحة، يبدو أن تعافي إيرادات القناة مرهون بتحقيق تسوية سياسية في اليمن، وهو ما تؤكد عليه القاهرة بشكل متكرر كشرط لا بد منه لاستعادة الاستقرار الإقليمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى