الاقتصاد اليمني | بقش
في أوائل أكتوبر الجاري، تم الإعلان رسمياً أن شركة اليمنية للطيران تستعد لبدء تشغيل رحلات جوية داخلية وخارجية من وإلى مطار “المخا”، وذكرت الشركة أنها ستبدأ بجدولة الرحلات خلال أسبوع (من تاريخ 05 أكتوبر) وفق متابعة مرصد “بقش”، لكن الموعد مضى دون أي بوادر فعلية لتدشين أول رحلة.
لم يتم الإفصاح رسمياً عن أسباب تأخير الرحلات في المطار الذي أُعلن أنه بات جاهزاً من النواحي الفنية والتشغيلية والإدارية، علماً بأنه يتم الحديث بشكل متكرر عن جهوزية المطار منذ عامين.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني أعلنت في 05 أبريل 2024 عن جهوزية المطار واعتماده، ووجهت الدعوة لكل شركات الطيران المحلية والأجنبية التجارية والخاصة إلى تسيير رحلاتها إلى المطار حسب مراجعات بقش.
مدير مطار المخا خالد عبداللطيف عبّر عن استيائه من هذا التأجيل، قائلاً إن إدارة المطار تنتظر من شركة اليمنية للطيران الوفاء بوعدها، بعيداً عن “الأعذار” و”العراقيل” المختلقة.
وكان عبداللطيف صرّح في نوفمبر 2024 بأن مجلس إدارة شركة اليمنية للطيران يعلمون تماماً بجاهزية المطار لاستقبال الطيران المحلي والدولي، وقال إن ما تبقى -في ذلك الوقت- هو انتظار توجيهات الحكومة ممثلةً بوزارة النقل وشركة اليمنية، لتسيير الرحلات.
هذا التلكؤ يأتي رغم أن تقارير فنية متكررة تابعها بقش أكدت على جهوزية المطار، وآخرها زيارة فريق من شركة اليمنية إلى الموقع قبل أسبوع من إعلان الشركة، في خطوة كان يُعتقد أنها تمهيد لبدء التشغيل الفعلي.
تعزيز نفوذ طارق صالح.. واتهام حكومة عدن بعرقلة المطار
ووُجِّهت اتهامات لحكومة عدن بتعمّد عرقلة تشغيل المطار في حين تُمنح مطارات أخرى الدعم والامتيازات.
ويقول القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، عبدالرحمن معزب، إن بعض الأطراف داخل حكومة عدن تعرقل تشغيل المطار خشية أن يُحسب هذا النجاح لعضو المجلس الرئاسي طارق صالح، المدعوم من الإمارات في سيطرته على المخا. ويرى معزب أن هذا السلوك يعكس غياب الروح الوطنية وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة.
وسبق ونشرت وسائل إعلام محسوبة على حكومة عدن، أن افتتاح مطار المخا يعني تعزيز حضور طارق صالح ونفوذه كأحد أبرز حلفاء الإمارات، ضمن صراع الاستحواذ على المواقع الاستراتيجية في اليمن.
ومن جانب آخر، لا يُعد مطار المخا استثناءً، بل يندرج ضمن سلسلة مشاريع معطلة في محافظة تعز، مثل مشروع مياه الشيخ زايد في الضباب وفق اطلاع “بقش”، وسط فوضى الممارسات الإدارية التي تقوّض مؤسسات الدولة في المحافظة.
وإضافةً إلى تحميل المجلس الرئاسي وحكومة عدن المسؤولية المباشرة عن المماطلة إزاء رحلات مطار المخا، يطالب ناشطون ومهتمون بتعز شركة اليمنية بإصدار بيان شفاف يوضح للرأي العام أسباب التأخير والجهة التي تعرقل التنفيذ، معتبرين أن بقاء المطار مغلقاً رغم جاهزيته يمثل إهانة لكرامة الدولة اليمنية واستخفافاً بمعاناة ملايين اليمنيين.
الإدارة بعقلية المحاصصة
ويعلّق الخبير الاقتصادي أحمد الحمادي لـ”بقش” بقوله إن تداخُل التصريحات الرسمية والمماطلة في تنفيذ البرامج والوعود المعلَن عنها، وكذلك الاتهامات السياسية، كلها تعبّر عن أن أزمة مطار المخا تحمل في جوهرها أبعاداً سياسية أكثر من كونها فنية أو إدارية.
ويرى أن الجهات المعنية، من قيادات الشرعية والحكومة إلى الخطوط الجوية اليمنية، تتعامل مع مشروع مطار المخا بعقلية المحاصصة وتحقيق المكاسب، لا بمنطق الخدمة العامة، مضيفاً أن بقاء المطار على هذا الحال يؤكد على شلل الدولة في إدارة الملفات الخدمية، ويُظهر حجم الصراع والاضطراب داخل السلطة.
هذا وتَعتبر إدارة مطار المخا الدولي أن المطار يمثل إضافة نوعية نظراً للموقع الاستراتيجي في منطقة المخا الساحلية غربي اليمن، وقربه من خطوط الملاحة وارتباطه بالعديد من المحافظات اليمنية ذات الكثافة السكانية مثل تعز والحديدة وإب.
ووفق معلومات بقش، فإن مطار المخا الدولي الذي بدأ العمل في بنائه عام 2021 بدعم من الإمارات، أُنشئ على مساحة جغرافية بطول 6 كيلومترات ويمتد بعرض يبدأ من شاطئ البحر في المخا إلى خط عدن الرابط بين المخا وعدن، ويبلغ طول المدرج قرابة 3000 كم وعرضه 75م، بحيث يتسع مرسى الطائرات لعدد 3 طائرات ذات الأحجام الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، بينما تتسع صالة المغادرة لـ90 إلى 120 شخصاً.
وفي فترات سابقة تم استقبال عدد من الطائرات الأممية والخاصة، وكانت أول طائرة تهبط في مطار المخا في أغسطس 2022 تعود للجنة الدولية للصليب الأحمر، قادمةً من جيبوتي، وكذلك منظمة الغذاء العالمي وبعض الطائرات الخاصة لعدد من الشخصيات السياسية والتجارية.
