الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

بعد وضوح التحركات السعودية في المحافظة النفطية.. الانقسامات القبلية تتصاعد في حضرموت

لا تزال محافظة حضرموت تشهد توترات بين المكونات القبلية عقب خروج التقارب علناً بين رئيس حلف قبائل حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ “عمرو بن حبريش” مع السعودية، تزامناً مع اللقاءات التي يعقدها بن حبريش في المملكة، بما فيها لقاء تم مؤخراً مع وزير الدفاع السعودي، ولقاء اليوم الأربعاء مع مسؤول عسكري سعودي في الرياض.

وصدر الأربعاء بيان عن الشيخ بن حبريش، بصفته رئيساً لحلف قبائل حضرموت ووكيلاً أول لمحافظة حضرموت، قال فيه إنه التقى بقائد القوات المشتركة الفريق الركن فهد بن حمد السلمان بالرياض.

اللقاء ناقش “الأوضاع على الساحة بشكل عام وأهمية تعزيز الجانب الأمني على مستوى حضرموت”، و”إعطاء حضرموت خصوصياتها لما تتميز به و طبيعة أهلها التواقين للسلم وبناء دولة المؤسسات والنظام والقانون، وذلك من خلال تمكين أهل الأرض من تولي أمنها والدفاع عنها” وفق اطلاع بقش على البيان.

وفي أحدث تصريح سعودي بهذا الخصوص، ذكر مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية، عبدالله آل هتيلة، أن حضرموت على أعتاب نقلة تنموية شاملة وغير مسبوقة، وجاء تصريحه في إطار خروج الدعم السعودي إلى العلن لتحركات حلف قبائل حضرموت الذي يتبنى الحراك القبلي والاحتجاجات في المحافظة، والمطالِبة باستفادة أبناء المحافظة النفطية من ثرواتها ومواردها.

وقبلها لم يكن الداعم لتحركات الحلف القبلي واضحاً، لكن اللقاءات الأخيرة في السعودية والتعبير عن “تحركات سعودية مرتقبة في حضرموت”، دفع محللين وفق متابعات بقش إلى القول بأن المملكة كانت داعمة لرئيس الحلف، بن حبريش، طوال السنوات الماضية، مقابل دعم الإمارات لقيادات المجلس الانتقالي.

وكان بن حبريش التقى بوزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، في جدة، وتمت الإشارة في هذا الاجتماع إلى “متغيرات في العديد من الملفات الخاصة بحضرموت ستتم قريباً” حسب متابعة بقش، وعبّر بن حبريش عن دعمه للتحركات والنوايا التي تتبناها السعودية.

تزايد الانقسام القبلي

دخول السعودية بوضوح في ملف حضرموت، تلاه انقسام قبلي مباشر يزداد تصاعداً. وكانت قيادات من حلف قبائل حضرموت اجتمعت السبت 22 مارس في منطقة “العيون” بمديرية غيل باوزير، وبدعم من المجلس الانتقالي، لتعلن عن سحب الثقة من بن حبريش وتدعو إلى تشكيل قيادة جديدة.

وحسب متابعات بقش، كان بيان المجتمعين شديد اللهجة وجاء فيه أنّ الشيخ بن حبريش تجاوز النظام التأسيسي للحلف ومبادئه ووثائقه من خلال التفرُّد بقرارات مصيرية، معتبراً أن تصرفاته لا تمثل الحلف ويتحمل مسؤوليتها الكاملة.

وأوضح البيان أن حضرموت تمر بأزمة مفتعلة اتخذ مسببوها من “حقوق حضرموت” شعاراً لهم بينما الحقيقة هي مصالح خاصة، وذلك من خلال العمل على إنشاء قوة خارج إطار الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية لتحل محل قوات النخبة الحضرمية، وقطع إمدادات الوقود وتعطيل خدمة الكهرباء بنقاط مسلحة، مما أثر سلباً على حياة المواطنين وعلى مقدراتهم.

رفض المجتمعون أيضاً “اختزال حضرموت وحلفها في شخص الشيخ عمرو بن حبريش” الذي لم يستجب “للنداءات والمناشدات المتكررة”، معلنين سحب الثقة منه كرئيس للحلف لانتهاء الفترة المحددة في وثائق التأسيس ومخالفته أهداف ومبادئ الحلف، ومعتبرين أن كافة تصرفاته لا تمثل إلا نفسه ويتحمل مسؤوليتها الكاملة.

وأقر لقاء “العيون” تشكيل لجنة للإعداد والتحضير لمؤتمر عام من كافة القبائل والمناصب والمشايخ لاختيار وإعلان رئيس جديد للحلف وهيئة رئاسة جديدة من بين أعضائها، وتفعيل العمل المؤسسي والمشاركة في اتخاذ القرار وفقاً للنظام الداخلي ووثائق التأسيس.

هذا التصدع الذي خرج إلى السطح اعتُبر مؤشراً يوضح اختلاف المحاور الإقليمية المؤثرة بشأن ملف حضرموت، مما يعكس انقساماً متزايداً في أوساط الحلف وتبايناً في المصالح، خصوصاً وأن المجتمعين رفعوا رايات تمثل الحلف في إشارة إلى إضفاء الشرعية على تحركاتهم المدعومة من المجلس الانتقالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش