
تقارير | بقش
في خطوة تقوّض اتفاق وقف إطلاق النار، قررت إسرائيل عدم فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، يوم غد الأربعاء، رداً على عدم تسليم حماس بقية جثامين الأسرى الإسرائيليين الذين قُتلوا في قصف الاحتلال للقطاع خلال الحرب.
ووفق اطلاع بقش على ما نشرته القناة الـ13 الإسرائيلية، فإن إسرائيل قررت أيضاً تقليص المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل كبير، مشيرةً إلى أن الحكومة تتبنى بقرارها هذا توصيات الأجهزة الأمنية.
واقترحت المنظومة الأمنية للاحتلال على الحكومة عدم فتح معبر رفح وعدم إدخال المساعدات بشكل كامل إلى حين إعادة كافة جثث الأسرى الإسرائيليين من القطاع، وكانت صحيفة معاريف العبرية نقلت أمس عن مسؤول أمني قوله إن الاتفاق لم يحدد عدد المختطفين القتلى الذين ستسلمهم حماس. وتم تسليم 4 جثث فقط، بينما كانت الإسرائيليون يقدّرون أن تسليم الجثث سيستغرق أسابيع.
مطالبات بفتح المعابر
في الوقت الذي قررت فيه إسرائيل عدم فتح معبر رفح، طالبت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء، بفتح جميع المعابر إلى غزة بلا استثناء، للسماح بإدخال المساعدات الحيوية إلى القطاع المحاصر.
ومن جهة أخرى، ذكرت منظمة الصحة العالمية اليوم أن أكثر من 15 ألفاً و600 مريض في قطاع غزة بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل لتلقي العلاج خارج القطاع، وسط التدهور الحاد الذي تعانيه المنظومة الصحية بعد عامين من الحرب.
واعتبرت المنظمة أن المستشفيات بغزة تواجه انهياراً متسارعاً نتيجة النقص الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، وأكدت أن إعادة فتح الممرات الطبية باتت ضرورة ملحة لإنقاذ الأرواح وتمكين المرضى من الحصول على العلاج المناسب في الخارج.
وثمة أكثر من 15 ألف شخص فقدوا أطرافهم نتيجة إصابات بالغة خلال الحرب، ما يمثل تحدياً غير مسبوق أمام النظام الصحي والخدمات التأهيلية في غزة.
وحذرت المنظمة من تفاقم المخاطر الصحية بسبب تلوث المياه وتكدس النفايات وانهيار البنية التحتية للصرف الصحي، داعيةً إلى تعزيز مراقبة تفشي الأمراض المعدية، كما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتوفير الإمدادات الطبية والوقود والدعم اللوجستي اللازم لاستمرار عمل المرافق الصحية.
ومن جانبه أشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى وجود ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض في غزة، وهو ما كان تناوله مرصد بقش في بياناته التحليلية مؤخراً.
لكن شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة قالت إن التقديرات تشير إلى وجود 60 مليون طن من الركام في غزة، فضلاً عن تدمير 80% من منازل السكان.
غذاء يكفي لمليوني شخص
برنامج الأغذية العالمي قال في آخر تصريحاته إن 137 شاحنة دخلت إلى قطاع غزة لدعم المخابز وتوفير المواد الغذائية، وأفاد بأن أكثر من 170 ألف طن من الغذاء جاهزة للنقل إلى قطاع غزة، وتكفي لإطعام مليوني شخص.
وأمس الاثنين، أعلن مكتب الإعلام الحكومي دخول 173 شاحنة مساعدات إلى القطاع الأحد الماضي، عقب قرار وقف إطلاق النار، ووصف الكميات بأنها محدودة جداً.
وعلى مدار سنتين من الإبادة الجماعية، منعت إسرائيل دخول الغاز والوقود إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويمثّل قرار إسرائيل بعدم فتح معبر رفح شكلاً جديداً من أشكال تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، نظراً لكون رفح الشريان الحيوي لدخول الأفراد والمساعدات إلى جانب المعابر الأخرى، كما أن إغلاقه يقوض الاتفاق ويهدد بتعطيل أو تقويض تنفيذ المراحل الأخرى من الاتفاق، إضافة إلى كونه يتحدى الجهود الدولية والإقليمية.