الاقتصاد العربي

من خلال سوريا | هل تعود قطر لمشروع نقل الغاز إلى تركيا وأوروبا؟

لعلَّ إسقاط النظام السوري أتاح لتركيا إعادة التفكير في العمل على “مشروع نقل الغاز القطري” عبر تركيا والذي عاد إلى الواجهة بمجرد سيطرة المعارضة على #دمشق في 08 ديسمبر الجاري.

ووفق متابعة بقش لهذا الملف، فإن الأتراك يرون الآن أن تأسيس نظام سوري جديد بعد إسقاط بشار الأسد، يتيح لهذا المشروع طريقاً للتنفيذ دون أن يواجه عقبات سياسية بالمنطقة.

ويأتي ذلك مع تصاعد الطلب الأوروبي والتركي على الغاز الطبيعي كبديل للطاقة التقليدية، ما يجعل المشروع محط اهتمام دولي لتحقيق مكاسب استراتيجية في سوق الطاقة العالمي.

ووفق الخرائط المفترضة لنقل الغاز القطري الممتد إلى أوروبا، فإن هذا النقل يمتد من قطر مروراً بـ #السعودية و #الأردن وسوريا وتركيا ثم القارة الأوروبية التي يزداد استخدامها للغاز الطبيعي وتحاول أن تتجنب قدر الإمكان الغاز الروسي بسبب الحرب المستمرة بين #روسيا و #أوكرانيا.

وكان نظام الرئيس السابق بشار الأسد يعارض منذ عام 2009 إقامة هذا المشروع وتمريره عبر الأراضي السورية، ويعتقد الأتراك أن سوريا بلد مهم للغاية بالنسبة لدولة قطر من حيث تصدير الغاز الطبيعي. ويشار إلى أن الدولة الخليجية تُعد ثالث دولة في العالم من حيث احتياطي الغاز الطبيعي بما يقارب 250 تريليون متر مكعب (الثانية بعد روسيا).

وليس رفض النظام السوري السابق وحده السبب في اعتراض المشروع، بل إن العقوبات الأمريكية الاقتصادية المفروضة على سوريا خلال فترة رئاسة الأسد حالت دون حلحلة هذا المشروع منذ العام 2011.

عوائق المشروع

مشروع نقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا هو مشروع ضخم يتمثل في بناء خط أنابيب طويل جداً من قطر إلى تركيا التي تُعد ثاني دولة بعد ألمانيا في استيراد الغاز، إلا أنها تمتلك عقوداً طويلة الأمد مع روسيا و #إيران و #أذربيجان.

ويحظى الغاز القطري بإقبال أوروبي بسبب زيادة استخدام الغاز الطبيعي في أوروبا وتركيا.

لكن رغم الإمكانات الكبيرة، وإضافة إلى الرفض السوري السابق، ثمة صعوبات أمام إنجاز المشروع مثل طول خط الأنابيب وتكاليفه المرتفعة، وكذلك عدم استقرار الأوضاع في سوريا حتى الآن.

فإنجاز المشروع قد يستغرق حتى عام 2030 مع إمكانية أن تواجه تركيا صعوبة في إقناع #الرياض بالسماح بمرور الأنابيب عبر أراضيها وفق متابعة بقش.

لكن إذا تم إنجاز المشروع بالفعل بعد أن تستقر الأوضاع في سوريا، فإن الخط سيحظى بإقبال أوروبي وتركي كبير، وتذهب تقارير إلى أن إنجازه يمكن أن يعيد تشكيل خريطة الطاقة في الشرق الأوسط وأوروبا.

ويعتبر باحثون أتراك أن سوق أوروبا تشهد سباقاً حاداً بين مورّدي الغاز الطبيعي، خصوصاً من #أمريكا التي تسعى إلى تعزيز صادرات الغاز المسال، كما أن التزام أوروبا بتحقيق الحياد الكربوني عام 2050 يزيد من فرص الغاز الطبيعي كبديل للطاقة التقليدية، مما يعزز أهمية المشروع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى