
في موقف يعكس قلقها من تصاعد التوترات في محيط البحر الأحمر، وصفت روسيا الاتحادية الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد الميناء النفطي الرئيسي في اليمن قبل أسبوع بأنها خطوة “غير مبررة وغير مقبولة”، وجاء هذا الموقف الرسمي على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”، خلال إحاطة صحفية، مشددة على رفض موسكو لمثل هذه الأعمال العسكرية الأحادية.
زاخاروفا أكدت في تصريحاتها التي تابعها بقش على أن موسكو لا ترى أي أساس قانوني أو منطقي يبرر القصف الأمريكي لمنشأة رأس عيسى النفطية في الحديدة. وفي المقابل، شددت الدبلوماسية الروسية على التزام بلادها بالسعي الحثيث نحو التهدئة، قائلة: “من جانبنا، وبالتنسيق مع شركائنا الإقليميين -وبشكل أساسي السعودية و الإمارات وسلطنة عمان و إيران- سنواصل جهودنا النشطة لتطبيع الوضع في اليمن ومحيطه في أسرع وقت ممكن”. ويعكس هذا التصريح الدور الذي تسعى موسكو للعبه كوسيط محتمل في الأزمة اليمنية المعقدة.
ويأتي الموقف الروسي في أعقاب إعلان قوات صنعاء مسؤوليتها عن شن هجمات استهدفت، حسب بيانات رسمية، حاملتي الطائرات الأمريكيتين “يو إس إس كارل فينسون” و”يو إس إس هاري ترومان”. وربطت قوات صنعاء هجماتها بشكل مباشر بالرد على القصف الأمريكي الذي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، مما يشير إلى تصعيد عسكري محتدم.
ويمثل استهداف البنية التحتية النفطية في اليمن، من قبل الولايات المتحدة، نقطة تصعيد خطيرة، إذ تعتمد البلاد بشكل كبير على موارد نفطية محدودة، ما يعني أن أي ضرر يلحق بهذه المنشآت لا يؤثر فقط على القدرات المالية لأطراف الحرب، بل يهدد أيضاً بتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية لليمنيين، ويعطل الجهود الهشة لإعادة بناء الاقتصاد المنهار، فضلاً عن المخاطر المحتملة على إمدادات الطاقة واستقرار الأسواق العالمية إذا امتدت الهجمات لتشمل منشآت أكبر في المنطقة.
من جانب آخر، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إنه التقى اليوم الخميس في العاصمة العمانية مسقط بوفد صنعاء المفاوض وكبار المسؤولين العمانيين، لمناقشة أهمية استقرار الوضع في اليمن ومعالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المنطقة والمجتمع الدولي. ومن جهته ذكر رئيس وفد صنعاء المفاوض أن اللقاء ناقش المسار السياسي والإنساني وسبل معالجة الملفات الإنسانية وتجنب التصعيد.