الاقتصاد اليمني

سقطرى | خطوات متسارعة لبناء “مطار غامض” في خليج عدن لمواجهة الحوثيين

في جزيرة عبد الكوري اليمنية بأرخبيل سقطرى، يتسارع إنشاء مطار “غامض” مع تصاعد الصراع في #اليمن، في الوقت الذي بدأت فيه #إسرائيل بتوسيع نطاق هجماتها على الحوثيين شمال البلاد، لتشمل الموانئ وسلاسل الإمداد.

موقع The Maritime Executive الأمريكي قال في تقرير حديث اطلع عليه بقش إن الاستجابة بسرعة لـ”الأهداف الحوثية” مثل شن هجوم على سفينة تجارية، تحتاج حالياً إلى حراسة بحرية قريبة أو حاملة طائرات، ومع ذلك فإن معظم خصوم الحوثيين يحتاجون إلى إطلاق هجماتهم من “مطارات تبعد آلاف الكيلومترات”، مما يمثل تحديات في مجال الاستخبارات والاستهداف والتزود بالوقود ويجعل من المستحيل الاستجابة السريعة لموقف تكتيكي متطور.

وذلك ما يفسر المساعي المتسارعة لاستكمال إنشاء مطار في جزيرة عبد الكوري، لاكتسابه أهمية استراتيجية الآن، لأن الطائرات التي تنطلق من عبد الكوري يُفترض أن تهيمن على قنوات الشحن عبر خليج عدن إلى مضيق باب المندب، وقد تحافظ على وجود مستمر أو على قدرة على الاستجابة السريعة لتنفيذ مهام تكتيكية رداً على التهديدات العابرة للشحن التجاري.

ماذا بُني حتى الآن؟

بدأت أعمال تشييد مطار عبد الكوري عام 2021، إلا أنها كانت بطيئة، ولم يكن هناك أي تقدم ملحوظ لعدة أشهر.

لكن في الأسابيع الأخيرة تسارعت وتيرة العمل على إنشاء المطار، وبحلول 23 ديسمبر اكتمل 1800 متر من مدرج المطار، كما تم تعبيد ساحة المطار رغم أنها قد تكون كبيرة بما يكفي فقط لاستدارة الطائرات الزائرة.

ومن الغريب أنه حتى يوم 28 ديسمبر الماضي كانت هناك فجوة في المدرج عند نهايته الشمالية، وإذا تم ردمها فسوف يكتمل المدرج بطول 2400 متر”، وفق قراءة بقش تقرير Maritime Executive، مضيفاً أنه جرى رسم خارطة المطار أيضاً على الطرف الشمالي البعيد للمدرج بالكامل، على الجانب البعيد من الفجوة.

وبالانتهاء من بنائه يُتوقع أن يكون المدرج قوياً “بما يكفي لدعم مجموعة كاملة من الطائرات الهجومية والاستطلاعية البحرية وطائرات النقل الثقيلة، كما تم تشغيل مصنع تفتيت على بعد ثلاثة أميال إلى الجنوب الغربي، مع شاحنات تنقل المواد الخام لبناء الأساسات الكافية لتحمل وزن الطائرات الكبيرة”.

وبُني ما يبدو أنه “ثكنة عسكرية” تضم عشرة منازل جديدة بمنطقة خيصة صالح (قلنسية)، على بعد أربعة أميال إلى الغرب من المطار، وتظهر علامات الاستخدام الكثيف للطريق بينهما.

ولعلَّ رصيفاً جديداً قد تم بناؤه على الشاطئ من جهة الجنوب لحماية الجزيرة، وبالتالي فهو محمي بشكل أفضل من هجوم محتمل بطائرات مسيَّرة من قبل الحوثيين مقارنة بالرصيف المعرض للعواصف والذي كان يستخدم سابقاً على الساحل الشمالي.

وهناك شكل من أشكال موقع المرافق على أعلى نقطة من تلة يبلغ ارتفاعها 100 متر إلى الغرب من الطرف الشمالي للمطار ومتاخمة له.

ويطل موقع قمة التل على الساحل الشمالي، ويخدمه طريق مستخدم جيداً، و”قد تم احتلاله واستخدامه لمدة 15 سنة على الأقل”، والغرض من الموقع غير واضح، لكن من الممكن أن يكون هوائياً لاسلكياً أو موقعاً لضخ المياه، كما سيكون في وضع جيد لتلبية احتياجات الاتصالات للمطار.

وربما ارتبط ذلك بالشائعات المتداولة في الصحافة اليمنية حول أنه كان يعمل كمحطة لجمع المعلومات الاستخبارية، وقد جذب الموقع درجة غير عادية من الاهتمام بتصوير الأقمار الصناعية في أكتوبر الماضي.

استضافة العمليات في غضون أسابيع

في غضون أسابيع قد يكون المطار قادراً على استضافة عمليات مبدئية، وعند هذه النقطة قد يصبح من الواضح لمن ولأي غرض تم بناء هذا المطار الذي يهيمن على المداخل البحرية لخليج عدن.

وعلى أقل تقدير، قد يكون المطار مفيداً كمطار تحويلي في حالات الطوارئ.

ويذكر التقرير أنه على غرار ملحمة دييغو غارسيا (قاعدة عسكرية استراتيجية أمريكية-بريطانية تقع في جزيرة دييغو غارسيا أكبر جزر أرخبيل شاغوس وسط المحيط الهندي)، يُرجَّح أن يكون قد تم بناؤه على حساب السكان المحليين وليس من أجل المنفعة الإنسانية لهم، إذا سُمح لأي منهم بالبقاء على الجزيرة بمجرد بدء عمليات الطيران.

هذا ويشير التقرير إلى أنه تم الحث على فرض حصار كامل على #اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين، مع حظر حركة المرور البحرية والجوية بين #إيران واليمن، كما رأى آخرون في إسرائيل أن تؤخذ الأهداف المرتبطة داخل إيران بعين الاعتبار أيضاً في نطاق الهجمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى