واشنطن تفرض رسوماً جديدة على السفن الصينية وبكين تسخر من محاولة إحياء تصنيع السفن في أمريكا

تعتزم واشنطن فرض رسوم فعلية على السفن الصينية التي ترسو في الموانئ الأمريكية، بعد أن تراجعت عن اقتراح سابق طُرح في فبراير الماضي كان يقضي بفرض رسوم تصل إلى 1.5 مليون دولار على كل رسوّ لسفن صينية الصنع، وهو الاقتراح الذي قوبل برفض واسع من قِبل قطاع الشحن.
الرسوم الجديدة، وفق المعلومات التي اطلع عليها بقش، ستُفرَض بمقدار 50 دولاراً لكل طن صافٍ على السفن المملوكة والمُشغَّلة من قبل الصين بدءاً من 14 أكتوبر 2025، على أن ترتفع الرسوم سنوياً بمقدار 30 دولاراً خلال السنوات الثلاث المقبلة.
أما السفن صينية الصنع، التي لا تُشغَّل من قِبل الصين وتملكها شركات غير صينية، فستُفرَض عليها رسوم بقيمة 18 دولاراً لكل طن صافٍ، مع زيادة سنوية قدرها 5 دولارات خلال السنوات الثلاث المقبلة أيضاً.
هذه الرسوم الجديدة تستند إلى الحمولة الصافية أو كمية البضائع المنقولة في كل رحلة، وسيتم تطبيقها كما هو واضح بشكل تدريجي، إلا أنها تضفي مزيداً من التوتر الحاصل بالفعل في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
نهج يهدد بالركود
كان ترامب قد رفع رسومه الجمركية على المنتجات الصينية إلى ما مجموعه 245%، وهي رسوم استخفَّت بها بكين ووصفتها بأنها باتت “لعبة أرقام” تلعبها واشنطن بلا مغزى اقتصادي.
وتزيد الرسوم الأمريكية الجديدة المفروضة على السفن الصينية في الموانئ الأمريكية مزيداً من التهديدات الاقتصادية.
فالمنتقدون الاقتصاديون يرون أن هذا النهج الأمريكي قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي وارتفاع في الأسعار على المستهلكين، بينما تبرر واشنطن إجراءها هذا بأنه محاولة لإعادة التصنيع إلى الداخل الأمريكي، ولإحياء صناعة بناء السفن الأمريكية في مواجهة الهيمنة الصينية الفعلية على هذا القطاع.
ويقول الممثل التجاري الأمريكي “جيمسون غرير” إن السفن والشحن من العناصر الحيوية للأمن الاقتصادي الأمريكي ولتدفق التجارة بحرية، ويرى أن إجراءات إدارة ترامب ستبدأ في “كسر الهيمنة الصينية” وستعالج التهديدات المحدقة بسلاسل الإمداد الأمريكية، كما يعتقد أنها ستوجه إشارات واضحة بضرورة دعم السفن المصنوعة في أمريكا.
الرد الصيني: محاولة إحياء التصنيع الأمريكي ستفشل
أما الصين فقد ردّت على الرسوم الأمريكية على السفن الأمريكية بأنها “محكوم عليها بالفشل”.
ووفق متابعات بقش يؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، أن فرض رسوم الموانئ والضرائب الإضافية على معدات الشحن والتفريغ ليس سوى إجراء يضر بالآخرين وبالولايات المتحدة نفسها.
ومثل هذا الإجراء لا يؤدي فقط إلى رفع تكاليف الشحن العالمية وتعطيل استقرار الصناعة العالمية، بل يزيد أيضاً من الضغوط التضخمية داخل أمريكا، ويُلحق أضراراً بمصالح المستهلكين والشركات الأمريكية، ويضيف المتحدث الصيني أن هذه الخطة ستفشل في نهاية المطاف في إحياء صناعة بناء السفن الأمريكية.