الاقتصاد العربي
أخر الأخبار

مصر: حريق “سنترال رمسيس” الحيوي يعطل البلاد بأكملها

الاقتصاد العربي | بقش

أدى الحريق في مبنى سنترال رمسيس التاريخي، أحد أهم مراكز الاتصالات في مصر، الذي اندلع يوم أمس الإثنين، إلى تأثيرات بالغة على الإنترنت والبنوك والبورصة المصرية، إذ أغلقت البورصة أبوابها اليوم الثلاثاء، واعتذر بنكا الأهلي ومصر عن عدم تقديم بعض الخدمات، وتراجعت كفاءة الإنترنت خلال الساعات التالية للحريق، واضطر البنك المركزي المصري لرفع الحد اليومي للسحب من العملة المحلية مع مد ساعات العمل الرسمي في بعض البنوك.

وسرعان ما انتقلت النار إلى مفاصل حيوية في الدولة بالمنطقة النابضة. فقررت البورصة إلغاء جلسة التداولات الثلاثاء بشكل استثنائي، بعد تعطل جزئي في خدمات الاتصالات والربط الإلكتروني.

كما قرر البنك المركزي مد العمل بالبنوك حتى الخامسة مساء بدلاً من الثالثة بسبب تأثير الحريق على الخدمات المصرفية. وأعلنت وزارة الطيران المدني أيضاً امتداد التأثير على خدمات الملاحة الجوية، ما أدى إلى تأخر بعض الرحلات من مطار القاهرة الدولي.

وكشف الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر عن أن الحريق الذي أدى إلى وفاة أربعة أشخاص على الأقل، نشب في غرفة أجهزة بالطابق السابع من المبنى، ما أدى إلى تلف بعض الكابلات الرئيسية والسيرفرات الحيوية، موضحاً في بيان اطلع عليه بقش أن فرق الحماية المدنية تحركت على الفور للسيطرة على النيران، مع اتخاذ إجراءات عاجلة شملت فصل التيار الكهربائي عن المبنى بالكامل لضمان سلامة العاملين ومنع تفاقم الأضرار.

أشار الجهاز إلى أن خدمات الإنترنت الثابت وخدمات المحمول (صوت/ نقل بيانات) تأثرت لدى شركات المحمول الثلاث بالبلاد نسبياً نتيجة تعطل بعض دوائر الربط بسبب الحريق.

السنترال خارج الخدمة لأسبوع

رئيس الشركة المصرية للاتصالات المالكة لسنترال رمسيس، المهندس محمد نصر، قال إن الحريق اندلع داخل إحدى صالات الطابق المخصص لاستضافة مشغلي الاتصالات، الذي يضم صالات منفصلة لكل مشغل، وامتد الحريق إلى الأدوار الأخرى نتيجة لشدته، وأوضح أن جميع صالات الأجهزة الخاصة بالشركة المصرية للاتصالات مؤمَّنة بإجراءات أمنية وأنظمة إطفاء ذاتية، وأن قوة الحريق واشتداده حالا دون تمكن أجهزة الإطفاء من إخماد الحريق.

وفي مجلس الشعب ناقش نواب مصر تداعيات حادث سنترال رمسيس. رد وزير الشئون النيابية والقانونية محمود فوزي، على بيانات عاجلة مقدمة من نواب عدة بشأن حادث سنترال رمسيس، مؤكداً أن “السنترال سيبقى خارج الخدمة أسبوع أو أكثر والخدمات مستمرة”.

وخلال الجلسة، قال رئيس مجلس النواب حنفي جبالي إن وزير الشؤون النيابية في ردوده أوضح أن الحريق ينم عن “ضرر جسيم يقع خلفه مباشرة خطأ جسيم”. متابعاً: “يعني هناك أخطاء جسيمة يا سيادة الوزير وحضرتك اعترفت بهذا، أي خطأ جسيم نتج عنه وفيات ينم عن أخطاء جسيمة للوزارة، هذا خطأ جسيم لا يمر مرور الكرام”.

انقطاع الاتصالات

تأثرت خدمات الاتصال المصرية على نطاق واسع، إذ شهد مستخدمو شبكات المحمول الأربعة (WE، فودافون، أورنج، e&) صعوبة في إتمام المكالمات بين الشبكات المختلفة، بينما بقيت المكالمات داخل الشبكة الواحدة مستقرة نسبياً. كما تأثرت خدمات الإنترنت الأرضي في معظم أنحاء القاهرة الكبرى، وعملت الشركة المصرية للاتصالات على تحويل الخدمة إلى سنترالات بديلة.

أما مستوى الاتصال بالإنترنت في مصر فانخفض إلى 62% من معدله الطبيعي خلال ساعات الحريق، ما يعكس حجم التأثير على البنية التحتية للاتصالات. ومن جهته قال وزير الاتصالات المصري، عمرو طلعت، إن مصر لا تعتمد على سنترال رمسيس فقط، وإن الخدمات ستعود تدريجياً خلال 24 ساعة، وسيتم تعويض المستخدمين المتضررين.

الخدمات المصرفية تضطرب

قرر البنك المركزي المصري زيادة الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي بالعملة المحلية من البنوك إلى 500 ألف جنيه للأفراد والشركات بدلاً من 250 ألف جنيه، وذلك بشكل مؤقت واستثنائي لحين عودة الاتصالات إلى طبيعتها بشكل كامل. كما تم مد ساعات العمل في بعض فروع البنوك لخدمة الجمهور حتى الساعة الخامسة مساءً بدلاً من الثالثة عصراً.

واعتذر بنكا “الأهلي” و”مصر” عن تأثر بعض الخدمات بعد الحريق، مع استمرار هذه التأثيرات لليوم الثاني، ووجود مشكلات في السحب من ماكينات الـATM. وإضافة إلى ذلك، ضُربت الخدمات البنكية الرقمية أيضاً، حيث تعطلت ماكينات الصراف الآلي (ATM) ونقاط البيع الإلكترونية (POS) التابعة لعدة بنوك مصرية، كما تعطلت خدمات الإنترنت البنكي والموبايل المصرفي في عدد من المناطق.

تأثرت كذلك خدمات تطبيق “إنستاباي” للمدفوعات اللحظية لدى بعض المستخدمين الذين عبروا عن انقطاع الخدمة لديهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواجهتهم صعوبات في إجراء تحويلات.
في المقابل لم تتأثر القنوات الفضائية وقطاع الطيران بالحريق كثيراً. وأعلنت وزارة الطيران المدني استعادة التشغيل الكامل لجميع مباني مطار القاهرة، بعد تنفيذ حلول بديلة بالتنسيق مع وزارة الاتصالات.

أهمية سنترال رمسيس

تشير المعلومات التي طالعها بقش إلى أن سنترال رمسيس هو إحدى النقاط الرئيسية في شبكة اتصالات جمهورية مصر، وداخله أكبر مراكز حفظ البيانات، وحتى الآن غير معلوم أي معلومات عما مسه الحريق، وهذا هندسياً يحتاج إلى وقت لحصره، لأن كل كابل له حسابات وتقدير.

ويُعتبر سنترال رمسيس شريان الاتصالات الحيوي في مصر، ليس فقط لموقعه الاستراتيجي في قلب القاهرة، ولكن أيضاً لدوره المركزي في البنية التحتية الوطنية للاتصالات.

وافتتح المبنى عام 1927 على يد الملك فؤاد الأول، ويضم واحدة من أكبر غرف الربط البيني في البلاد، التي تعتمد عليها شركات الاتصالات الكبرى مثل “فودافون” و”أورانج” في توجيه المكالمات وربط الإنترنت محلياً ودولياً.

كما يحتوي السنترال على “Core Switches” رئيسية مسؤولة عن تحويل المكالمات وربط الشبكات العالمية. ويعالج سنوياً أكثر من 40% من حركة الاتصالات المحلية والدولية في مصر، ما يجعله مرفقاً بالغ الأهمية لأي عمليات اتصال داخل البلاد أو خارجها.

إضافة إلى ذلك، يحتل سنترال رمسيس أهمية لكونه مركزاً حيوياً يربط بين عدد كبير من السنترالات الفرعية، ويوفر خدمات الاتصالات والإنترنت لقطاعات حساسة كالوزارات والبنوك والمطارات والمؤسسات الإعلامية. ويُعد محوراً رئيسياً في شبكة الألياف الضوئية التي تعتمد عليها مصر في تشغيل خدمات الإنترنت الحديثة، ما يجعل توقفه مؤثراً على مستوى البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش