إعلام إسرائيلي: الحوثيون يرفضون أموالاً أمريكية مقابل وقف استهداف السفن الإسرائيلية

أحمد الحمادي
26 ديسمبر 2023
“الحوثيون أصبحوا أبطال العالم الإسلامي، ومن الصعب جداً إيذاؤهم”. بهذه العبارة بدأ تقرير لصحيفة دافار العبرية جاء فيه أن الحوثيين تلقّوا عروضاً أمريكية منها تقديم أموال ورواتب إذا أوقفوا الهجمات ضد #إسرائيل والسفن الإسرائيلية في #البحر_الأحمر، لكنهم رفضوا ذلك بشكل قاطع.
تقول دافار في تقريرها الذي اطلع عليه “بقش”، إن الحوثيين في #اليمن حاولوا بدايةً تأطير النشاط العسكري على أنه مُعادٍ لإسرائيل تماماً، ومرتبط بحرب الجيش الإسرائيلي على #غزة، مشيرةً إلى أن الهجمات تستهدف السفن إسرائيلية الملكية، أو المتجهة بحراً إلى إسرائيل، أو التي على متنها إسرائيليون، لكن الهجمات -حسب ما تقوله الصحيفة- لحقت بعد ذلك بالسفن التي لها صلة ضئيلة أو معدومة بإسرائيل.
والحوثيون لا يخافون من أي شخص كما تقول “دافار”، ويمكن النظر إليهم باعتبارهم نظاماً يتصرف كما لو أنه ليس لديه ما يخسره، وقد لا تتغير سياستهم، وحتى لو كان هناك غزو بري إلى اليمن فإن الظروف هناك “رهيبة” وسيكون لها ميزة كبيرة.
ولأن الحرب على غزة ألقت “ضوءاً سلبياً على #السعودية و #الإمارات ودول عربية أخرى لأنها لا تفعل ما يكفي للفلسطينيين، فقد أصبح الحوثيون الأبطال الجدد للعالم الإسلامي، وهذا يمنحهم الكثير من القوة والتحفيز، وحتى الآن لم يدفعوا أي ثمن لهجماتهم، ولم يعد الأمر كما كان في السابق عندما كانوا يعتمون بما يفكر به الغرب”، تقول دافار.
ردود الفعل ضد #حكومة_صنعاء
وفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن الرد الأول عالمياً على هجمات صنعاء، كان من قبل الشركات التجارية التي أوقفت شحن سفنها تجنباً لتوترات البحر الأحمر، وبذلك فقد كان رد فعل السوق أسرع من الدبلوماسية.
بعد ذلك، جربت #أمريكا أدوات دبلوماسية ناعمة، إذ عرضت تحويل الأموال إلى الحوثيين إذا أوقفوا هجماتهم، لكن الحوثيين رفضوا ذلك بشدة وكثفوا هجماتهم فقط.
ويُعتقد أنه يمكن للولايات المتحدة الأمريكية معاقبة الحوثيين عن طريق تجميد المساعدات الإنسانية المتجهة إلى اليمن، لكن هذه الخطوة ستجلب العديد من الضحايا المدنيين، ويبدو أن الغرب متردد في اتخاذها.
وحتى إذا تم استهداف تهريب الأسلحة لهم من #إيران، وقصف المواقع العسكرية ومخزونات الأسلحة في اليمن، فإن ذلك سيصعّب مهمة الحوثيين، لكنه لن يمنعهم من مواصلة عدوانهم، تماماً كالتفجيرات في #سوريا التي لا تمنع ترسيخ الميليشيات الموالية لإيران هناك، حسب التقرير الإسرائيلي.
“ويبدو أنه لا يوجد شيء يمكن القيام به” كما ترى كاتبة التقرير، الإسرائيلية عنبال نسيم لوبتون. وتضيف: “على المدى القصير لا نرى أي خطوة من شأنها أن تعيد الأمن على الفور إلى ممرات الشحن البحرية، ولا نرى طريقة لانتزاع ثمن كبير من الحوثيين، وما يمكن القيام به هو زيادة الأمن البحري إلى درجة تصعيب تنفيذ هجماتهم، وإذا كنت تريد إيذاء الحوثيين، فما يمكنك فعله هو دعم الجماعات الأخرى في اليمن التي تعارضهم”.
تشير “دافار” إلى قوات #المجلس_الانتقالي كفصيل يمني مدعوم من #الإمارات، وهو ما سيجعل الإمارات غير مضطرة للتدخل المباشر، لكن الصحيفة تعود تستبعد بشأن تأمين الطرق البحرية أن تتمكن قوات يمنية داخلية من المساعدة والوقوف في وجه الحوثيين.
تمسك #السعودية بالمفاوضات ودورها في التحالف البحري
ماذا عن السعودية؟ تتساءل الصحيفة العبرية وتورد أن المملكة تتفاوض مع الحوثيين على وقف إطلاق النار في اليمن بعد أن أخفقت في الفوز بالوسائل العسكرية.
وذلك قاد السعودية إلى موقف أكثر تنازلاً تجاه الحوثيين، وفي النهاية قررت المملكة البقاء خارج “التحالف الدولي البحري” الذي تقوده #واشنطن في البحر الأحمر حتى لا تضر بالمحادثات مع الحوثيين، وحتى لا يتم تصويرهم على أنهم يدافعون عن إسرائيل، لكن يُعتقد أن المملكة تساعد إسرائيل وراء الكواليس إلى حد ما، وفقاً للصحيفة.
أما #مصر فهي أكبر ضحية اقتصادية لهجمات الحوثيين كما ترى “دافار”، حيث يعتمد الاقتصاد المصري على الضرائب التي يتم جمعها من السفن التي تمر عبر قناة #السويس بعشرات المليارات من الدولارات سنوياً.