الاقتصاد العالمي

البنك الدولي: الاقتصادات الأشد فقراً مهددة خلال 25 سنة

يرى تقرير جديد للبنك الدولي أن السنوات الـ25 المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد انتقال أفقر 26 بلداً في العالم، منها #اليمن، إلى مصاف البلدان متوسطة الدخل.

هذه البلدان الـ26، التي تضم أكثر من 40% ممن يعيشون على أقل من 2.15 دولار للفرد في اليوم، تشكّل المحور الرئيسي للجهود العالمية للقضاء على الفقر المدقع، ومع ذلك فقد تعثر التقدم الذي تحقَّق وسط الصراعات والأزمات الاقتصادية المتكررة واستمرار ضعف النمو.

ولم تستفد هذه البلدان من معظم التقدم الذي تم إحرازه بهذا الخصوص على مدى السنوات الـ25 الماضية، حسب التقرير الذي طالعه بقش، لذا فإنّ بدون تصحيح المسار سيظل 20 بلداً -من بين الـ26 بلداً- يعاني من أوضاع الفقر حتى عام 2050.

فرصة مهمة ومزايا طبيعية للدول

تمثل الـ25 سنة المقبلة كما يقول البنك الدولي فرصةً مهمة لأشد البلدان فقراً، ومن مصلحة بقية بلدان العالم أن تساعد هذه البلدان على الخروج من براثن الفقر، حيث تواجه البلدان الفقيرة اليوم صعوبة أكبر مما كانت تواجهه البلدان التي كانت فقيرة من قبل، فعلى مدى 15 سنة ماضية لم تشهد أي نمو في نصيب الفرد من الدخل.

وهذه الدول التي يتواجد 22 منها في منطقة #أفريقيا جنوب الصحراء، تواجه قيوداً أكبر من الدول التي كانت فقيرة من قبل، حيث يعاني 17 بلداً من الصراعات أو الهشاشة، وتبلغ معدلات الإماتة 20 ضعف المعدل السائد في الاقتصادات النامية الأخرى، وكلها تقريباً معرضة بشكل خاص لمخاطر تغير المناخ، وبلغ معظمها مرحلة المديونية الحرجة أو معرَّضة لمخاطر عالية تهدد ببلوغها حسب قراءة بقش.

مع ذلك تتمتع هذه البلدان بمزايا طبيعية كبيرة يمكن أن تحقق لها مستوى معيشة أعلى، فمع وجود أكثر من 60% و 50% من الاحتياطيات المعروفة عالمياً من الكوبالت والجرافيت فإنّ البلدان منخفضة الدخل اليوم تفتخر بأن لديها قدراً كبيراً للغاية من الرواسب المعروفة من المعادن والفلزات اللازمة لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة وتخزينها.

دول فقيرة ارتفع دخلها

وتُعتبر #نيبال أحد الأمثلة على بلد غير ساحلي كان منخفض الدخل في السابق، حتى نجح في التغلب على الصراع للارتقاء إلى مصاف البلدان متوسطة الدخل، ويشير البنك الدولي إلى أن نيبال في مطلع هذا القرن عانت من حرب أهلية شديدة. ولم يتجاوز دخل الفرد فيها 220 دولاراً، وهو ما جعلها من أشد البلدان فقراً في ذلك الوقت.

لكن في عام 2006 توصلت نيبال إلى اتفاق سلام شامل، بدعم من #الأمم_المتحدة والعديد من حكومات الدول الأجنبية، ولاحقاً ارتفع نصيب الفرد من الدخل بأكثر من أربعة أضعاف، ثم بلغت البلاد وضعية الدخل المتوسط بحلول عام 2019.

من جانب آخر، هناك #رواندا أيضاً التي تُعتبر نموذجاً لبلد منخفض الدخل غير ساحلي تغلَّب على الصراعات ليكون على مشارف وضعية البلدان متوسطة الدخل.

واستغرقت رواندا 7 سنوات بعد الإبادة الجماعية ضد جماعة التوتسي التي شهدتها البلاد في عام 1994 لتهيئة الظروف اللازمة للاستقرار والنمو الاقتصادي، وبمجرد استقرار الأوضاع حققت رواندا معدلات نمو سريعة، وكان نصيب الفرد عام 2000 لا يتجاوز 270 دولاراً، أما اليوم فقد بلغ قرابة أربعة أضعافه.

واتخذت رواندا إصلاحات طموحة حسب البنك الدولي، على مستوى السياسات الهادفة إلى تحقيق استقرار اقتصادي وتشجيع مؤسسات الأعمال الخاصة وبناء صناعة سياحية كبيرة.

هذا ويعتبر البنك الدولي أن الصعود على سُلَّم الدخل على مدى السنوات الـ25 المقبلة يتطلب من البلدان منخفضة الدخل أن تستلهم تجارب البلدان الفقيرة الأخرى التي استطاعت القفز إلى مصاف البلدان متوسطة الدخل في العقود السابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى