الاقتصاد العالمي

أذربيجان | مؤتمر المناخ “كوب29” يحاول جمع التمويلات والخسائر المناخية 2 تريليون دولار

في العاصمة الأذربيجانية، #باكو، يعقد مؤتمر #الأمم_المتحدة التاسع والعشرون للمناخ “كوب29″، وتقول المنظمة إن من المفترض أن تسعى الدول إلى وضع هدف سنوي جديد لتمويل المناخ ليحل محل التعهد بقيمة 100 مليار دولار الذي تم تحديده عام 2009 وتنتهي صلاحيته في نهاية هذا العام، والذي يقول كثيرون إنه أقل بكثير مما هو مطلوب للتعامل مع ارتفاع درجات حرارة الهواء والبحر المتسارعة.

وبينما تستمر مداولات مؤتمر المناخ في باكو على مدى الأسبوعين المقبلين حتى 22 نوفمبر، ستتجه كل الأنظار إلى المفاوضات، على أمل أن تسفر عن التزامات ملموسة، حيث سيتفاوض زعماء العالم والمندوبون ومجموعات المجتمع المدني والمراقبون لتبادل الحلول.

ووفق اطلاع بقش على تقارير الأمم المتحدة، فإن مراقبين يتوقعون تعهدات وإعلانات مختلفة من الحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية، تحاكي قضايا مختلفة من خفض انبعاثات الميثان إلى النفايات العضوية إلى تعزيز العمل المناخي في مجال السياحة، كما يُتوقع أن يقوم المفاوضون في الأيام الختامية للمؤتمر بصياغة “النص النهائي”، وهو اتفاق شامل يحدد النهج العالمي لمعالجة تغير المناخ.

وستدفع كافة الدول ثمناً باهظاً إذا لم يتمكن ثلثا دول العالم على الأقل من تحمل تكاليف خفض انبعاثاتها بسرعة، وفق الأمم المتحدة التي تؤكد أن الاقتصاد العالمي قد ينهار بالكامل إذا كانت الدول غير قادرة على تعزيز سلاسل التوريد الخاصة بها.

ومع افتتاح مؤتمر “كوب29” الإطاري المعني بالمناخ، أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريرها السنوي حول حالة المناخ لعام 2024 حيث أطلقت “صافرة إنذار مدوية” إزاء مناخ تغيَّر في جيل واحد “بوتيرة مفزعة” فاقمتها وعجَّلت بها كثيراً المستوياتُ التي تتزايد باستمرار من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

وقالت المنظمة في التقرير الذي اطلع عليه بقش إن الأعوام 2015-2024 ستمثل العقد “الأحَر (الأكثر احتراراً) على الإطلاق”، مع تسارع فقدان الأنهار الجليدية وارتفاع مستويات سطح البحر وارتفاع حرارة المحيطات، فيما تلحق ظواهر الطقس القاسية الدمار بالمجتمعات وتضر الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

وفي الفترة ما بين يناير وسبتمبر 2024 كان متوسط ​​درجة حرارة الهواء السطحي العالمي 1.54 درجة مئوية (بهامش من عدم اليقين قدره ±0.13 درجة مئوية) فوق متوسط ​​ما قبل الصناعة، وقد تعزَّز هذا الارتفاع بفعل ظاهرة النينيو التي تؤدي هي الأخرى إلى الاحترار، بحسب تحليل ست مجموعات بيانات دولية تستخدمها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ويرى أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن كارثة المناخ “تضر الصحة وتُفاقم أوجه عدم المساواة، وتعرقل التنمية المستدامة، وتزعزع أسس السلام، والفئات المستضعفة هي الأكثر تضرراً”.

خسائر الظواهر المناخية

على مدى السنوات العشر الماضية، تكبَّد العالم نحو تريليوني دولار بسبب الطقس المتطرف، وفق ما نشرته شبكة CNBC بالتزامن مع انعقاد قمة المناخ كوب29.

فبعد تحليل 4 آلاف حدث مناخي متطرف، بدءاً من الفيضانات المفاجئة التي تجرف المنازل في لمح البصر إلى الجفاف البطيء الذي يدمر المزارع على مدى سنوات، تبيَّن أن الأضرار الاقتصادية بلغت 451 مليار دولار خلال العامين الماضيين وحدهما، وتأتي هذه الأرقام في حين يجادل زعماء العالم حول المبلغ الذي يجب على الدول الغنية أن تدفعه لمساعدة الدول الفقيرة على “تنظيف اقتصاداتها”، والتكيف مع عالم أكثر حرارة.

ووفق اطلاع بقش على صحيفة الغارديان، يقول الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، إن بيانات العقد الماضي تُظهر أن تغيُّر المناخ ليس مشكلة مستقبلية فحسب، حيث إن الخسائر الإنتاجية الكبرى الناجمة عن الأحداث المناخية المتطرفة محسوسة الآن في الاقتصاد الحقيقي بالفعل”.

وخلص التقرير الذي أعدته غرفة التجارة الدولية إلى اتجاه تصاعدي تدريجي في تكلفة الأحداث المناخية المتطرفة بين عامي 2014 و2023، مع ارتفاع حاد في العام 2017 عندما ضرب موسم الأعاصير #أمريكا الشمالية.

هذا وتكبدت أمريكا أكبر الخسائر الاقتصادية على مدى السنوات العشر، إذ بلغت 935 مليار دولار، تليها #الصين بمبلغ 268 مليار دولار، و #الهند بمبلغ 112 مليار دولار، كما جاءت #ألمانيا و #أستراليا و #فرنسا و #البرازيل في المراكز العشرة الأولى.

وقد تسببت الحرائق والمياه والرياح والحرارة في خسائر مليارية من الميزانيات العامة للحكومات مع ازدياد ثراء العالم، واستقرار الناس في مناطق معرضة للكوارث، وتلويث الوقود الأحفوري الكوكب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى