الإمارات تجبر المواطنين على تأييده | انقسام في سقطرى حول “الحكم الذاتي”

أعلن “مؤتمر سقطرى الوطني” رفضه لما وصفها بـ”الخطوات الأحادية التي تم الإعلان عنها مؤخراً تحت مسمى الحكم الذاتي في سقطرى”، والذي أعلن عنه المجلس الوطني لأبناء سقطرى في 12 ديسمبر الجاري.
وكان هذا المجلس -الذي يديره علي عيسى بن عفرار- أعلن في ذلك الوقت عن الحكم الذاتي لسقطرى بكامل الصلاحيات وفقاً لبُعدها الجغرافي ولتراثها اللغوي والبيئي والإثني، ودعا السلطة المحلية إلى مباركة هذا الخيار كونه “خياراً أجمع عليه أبناء الأرخبيل” وفق بيان المجلس الذي اطلع عليه بقش.
وبمجرد الإعلان عن ذلك، باركت الإمارات هذه الخطوة بشكل غير رسمي، ومن ذلك تصريح للمستشار الإماراتي عبدالخالق عبدالله، الذي قال إن هذه “خطوة تاريخية استجابةً لمعاناة الإهمال والتهميش لأبناء الأرخبيل” الذي يشهد توسعاً للتواجد الإماراتي.
مؤتمر سقطرى: نرفض الحكم الذاتي واستغلال حاجة الناس
مؤتمر سقطرى الوطني قال في بيان حصل بقش على نسخة منه، إنه يرفض الخطوات الأحادية التي تم الإعلان عنها مؤخراً تحت مسمى الحكم الذاتي، وأكد أنها “لا تمثل الإجماع السقطري”، وحمّل المجلس الرئاسي و #حكومة_عدن مسؤولية عدم تطبيع الأوضاع العسكرية والإدارية في المحافظة وتوفير المشتقات النفطية والغاز وتحسين الخدمات، مشيراً إلى أن الأرخبيل يشهد منذ العام 2020 فشلاً إدارياً وتنموياً وإقصاءً لأبناء سقطرى وفرض الاحتكار عليهم في كل شيء ورفعاً في أسعار تذاكر الطيران بالعملة الصعبة التي فاقمت المعاناة.
المؤتمر شدد أيضاً على غياب دور الحكومة الشرعية في سقطرى والرقابة على أداء السلطة المحلية والعسكرية مما أوجد مساحة كبيرة للتلاعب في سيادة البلد وحقوق أبنائه، وأشارت إلى رفض التدخل في الشأن القبلي وإلغاء كل الإجراءات الباطلة التي أضرت النسيج الاجتماعي، محمّلةً السلطة المحلية مسؤولية ذلك.
ودعا المؤتمر الأحزابَ السياسية والمرجعيات القبلية لإصدار رفض واستنكار الحكم الذاتي، ودان “استغلالَ حاجة الناس وإجبارهم على التوقيع على مشاريع سياسية وتهديدهم بحرمانهم من مستحقاتهم وهذه عملية باطلة وتُعتبر إكراهاً لا يُعتدُّ به”.
ودعا المؤتمر #السعودية إلى التدخل العاجل في صرف مكرمة لأبناء سقطرى في السلك العسكري والأمني والمدني والمشايخ وأئمة وخطباء المساجد، وزيادة حجم التدخلات لتشمل الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما نبّه المؤتمر إلى أن الأوضاع في سقطرى أرهقت المواطنين، من غلاء الأسعار وتدهور القيمة الشرائية للعملة، وتأزيم الأوضاع السياسية والأمنية في المحافظة لجر سقطرى إلى ما وصفها بـ”الفتنة وشق النسيج الاجتماعي الذي بدأ من موضوع هيكلة القبائل لتحقيق أهداف لا تخدم سقطرى ومستقبل أبنائها”.
عبر المستحقات المالية | الإمارات تفرض تأييد الحكم الذاتي
أمس الإثنين واليوم الثلاثاء، قامت مؤسسة خليفة الإماراتية المتواجدة في سقطرى، بربط تسليم معونة مالية معتادة تُقدَّر بـ200 درهم للمواطنين والموظفين، بالتوقيع على تأييد الحكم الذاتي، وهو ما كان محل اعتراض مؤتمر سقطرى الوطني الذي رفض “استغلال حاجة الناس وإجبارهم على التوقيع على مشاريع سياسية وتهديدهم بحرمانهم من مستحقاتهم”.
وحسب اطلاع بقش، فقد أُعلن من قبل المؤسسة عن صرف حافز لشهر ديسمبر 2024 للجهات المدنية في الأرخبيل خلال يومي الإثنين والثلاثاء 16 و17 ديسمبر، وذلك للمدنيين والمتقاعدين وحالات الوفاة والمعرفين وموظفي المجلس المحلي وأئمة المساجد.
ووفقاً لما ذكرته التقارير التي تابعها بقش، فإن مؤسسة خليفة الإماراتية تستثني من الصرف كل من يرفض تأييد الحكم الذاتي، وتقوم بإزالة أسمائهم من قوائم الصرف.