بعد قرابة 467 يوماً من الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة بدعم أمريكي، والتي خلَّفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، ودمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
سوق الشحن العالمي يتناول الاتفاق بوصفه بداية انفراجة لاضطرابات البحر الأحمر وعمليات #صنعاء لاستهداف السفن التجارية المرتبطة بـ #إسرائيل منذ نوفمبر 2023، إلا أن القلق لايزال يسيطر على سوق الشحن البحري.
فهناك عدد من شركات الشحن الكبرى العالمية تستبعد العودة الفورية إلى البحر الأحمر، في حين تجري توقعات أخرى بأن يشهد الربع الأول من عام 2025 عملية تنظيمية جديدة تمهيداً لعودة الملاحة إلى طبيعتها.
وشهد عام 2024، إضافة إلى آخر شهرين من 2023، تعطلاً كاملاً للملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، مما قفز بأسعار الشحن بنسب تجاوز 200% خلال النصف الأول من 2024 فقط، وهو أعلى مستوى لها منذ العام 2022 وفق مراجعات بقش. وانعكست الأزمة على الحاويات وناقلات النفط والغاز، ومعدلات التضخم في #أوروبا و #أمريكا، وعلى الشحنات القادمة من الدول الآسيوية خصوصاً #الصين إلى مختلف دول العالم.
كما تضاعفت أسعار الحاويات مع شحة الحاويات الفارغة للشحن نتيجة تكدسها في بعض الموانئ وعدم وجودها في موانئ أخرى، بسبب عدم انتظام عمليات مرور السفن بالشكل الطبيعي من البحر الأحمر والدوران حول رأس الرجال الصالح.
شركات الشحن تراقب الوضع: لا عودة فورية
شركتا الشحن البحري العالميتان “ميرسك” الدنماركية و”هاباغ لويد” الألمانية، قالتا اليوم الخميس لوكالة رويترز إنهما لا تتوقعان الاستئناف الفوري لمسارات الشحن في البحر الأحمر بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة.
وستراقب الشركتان الوضع عن كثب في الشرق الأوسط وستعودان إلى البحر الأحمر بمجرد أن يصبح ذلك آمناً حسب اطلاع بقش.
وذكر متحدث “هاباغ لويد” أن “الاتفاق تم للتو، وسنقوم بتحليل أحدث التطورات وتأثيرها على الوضع الأمني في البحر الأحمر عن كثب”، فيما قال متحدث “ميرسك”: “ما زال من المبكر جداً التكهن بالتوقيت”.
وكانت شركة “هاباغ لويد” قالت في يونيو 2024 إن وقف إطلاق النار لن يعني استئناف المرور عبر البحر الأحمر على الفور، حيث لايزال ممكناً أن تتعرض حركة الملاحة لهجمات يمنية. وحينها رأت الشركة أن إعادة ترتيب الجدول الزمني سيستغرق ما بين 4 إلى 6 أسابيع.
أسهم شركات الشحن تهبط
مع اتفاق وقف الحرب على غزة، هبطت أسهم شركات الشحن في الأسواق الآسيوية اليوم الخميس، حيث أثارت تكهنات عودة الملاحة في البحر الأحمر قلقَ العديد من الشركات من أن ذلك سيخفض أسعار شحن الحاويات المرتفعة ويؤثر سلباً على أرباح الشركات.
ومن الشركات التي انخفضت أسهمها، شركة الشحن اليابانية “كاواساكي كيسن كايشا” بنسبة 3.2%، وأسهم شركتي الشحن اليابانيتين “ميتسوي أو إس كي لاينز” و”نيبون” بأكثر من 2%.
كما هبطت أسهم شركة الشحن الصينية العملاقة “كوسكو” بنسبة 1.9% وفق متابعة بقش، بعد أن استفادت هي وباقي الشركات من ارتفاع أسعار الشحن الناجم عن طول فترات العبور البحري بسبب الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح.
كما تراجعت أسهم شركة الشحن الكورية الجنوبية “بان أوشن” بشكل محدود، بسبب الدعم الناتج عن ضعف عملة “الوون” الكوري أمام الدولار، حيث بقيت العملة عند أدنى مستوياتها منذ عام 2009.
في حين تراجع مؤشر “بورصة #شنغهاي للشحن” الذي يتتبع أسعار الشحن الفوري للحاويات الخارجة من الصين، بنسبة 8.6% في الأسبوع الماضي، وهو أكبر انخفاض منذ سبتمبر 2024.
هذا وتشير بلومبيرغ إلى أنه يُحتمل عودة السفن إلى البحر الأحمر بشكل سيؤدي إلى انخفاض أسعار الشحن ويؤثر سلباً على توقعات أرباح شركات الشحن، مضيفةً أن قرابة 90% من سفن الحاويات لاتزال تتجنب البحر الأحمر وتلتف حول أفريقيا، ولكن وقف إطلاق النار قد يعزز التوقعات بمرور آمن.
