
في منعطفٍ جديد ضمن الصراع القانوني حول مصير تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة، أعلنت شركتا “أبل” و”جوجل” عودة التطبيق إلى متاجرهما الإلكترونية، بعد تلقيهما إشعاراً من الإدارة الأمريكية بتعليق تنفيذ الحظر الفيدرالي لمدة 75 يوماً، بناءً على توجيهات الرئيس السابق دونالد ترمب.
أُزيل التطبيق الشهير من المتاجر الأمريكية أواخر الشهر الماضي، تنفيذاً لـ”قانون حماية الأمريكيين من التطبيقات الخاضعة لسيطرة خصوم أجانب” الذي وقّعه الرئيس السابق “جو بايدن” في أبريل 2023، والذي يفرض على شركة “بايت دانس” الصينية الأم بيع الجزء الأمريكي من “تيك توك” قبل 19 يناير 2024، لتجنب الحظر الدائم.
تدخل ترمب المفاجئ، ومخاوف أمنية مستمرة
غير أن ترمب، الذي كان من أبرز الداعمين سابقاً لحظر التطبيق، غيّر موقفه مؤخراً، مُصدراً أمراً تنفيذياً يوم 20 يناير يؤجل تنفيذ الحظر، قائلاً: “أرى الآن مصلحة في الحفاظ على (تيك توك) لم تكن واضحة لي من قبل”. وقد علّق على القرار: “أردت منح الإدارة الوقت الكافي لتقييم الخيارات دون إثارة ذعر الملايين من المستخدمين”.
يأتي التشريع الأمريكي استجابة لمخاوف من استخدام الصين للتطبيق في تجسسٍ محتمل، خاصةً مع قوانينها التي تلزم الشركات بمشاركة البيانات الحكومة عند الطلب. ورغم عودة “تيك توك” حالياً، تُحذّر تقارير من إمكانية فرض الحظر مجدداً بحلول أبريل إذا فشلت المفاوضات في معالجة هذه المخاوف.
رفض البيع.. ومستقبل مجهول
في تصعيدٍ للتوتر، أعلنت “بايت دانس” رفضها بيع التطبيق، مُعتبرةً القيود الأمريكية “انتهاكاً لسيادتها”، ما يهدد بإغلاقه قسراً. ومن المقرر أن تدخل الإدارة الأمريكية في مفاوضات مكثفة خلال الأسابيع المقبلة لإيجاد حلٍّ وسط، قد يشمل ضوابط أمنية مشددة على البيانات بدلاً من البيع.
يُذكر أن “تيك توك” يضم نحو 150 مليون مستخدم أمريكي، ويعتمد عليه آلاف المؤثرين والشركات الصغيرة في التسويق، مما يجعل أي تعطيلٍ لخدمته مُكلفاً اقتصادياً. وتُتابع واشنطن عن كثب النموذج الصيني في السيطرة على التكنولوجيا، وسط تحذيرات من تصاعد حرب باردة رقمية بين القوتين.
بينما يعود “تيك توك” مؤقتاً إلى أجهزة الأمريكيين، تظل الأسئلة معلقة حول قدرة الدبلوماسية التكنولوجية على تجاوز اختبار الثقة بين واشنطن وبكين، في معركةٍ تختبر حدود الأمن القومي في عصر البيانات المفتوحة.