الاقتصاد العالمي

إيران تعزز تحالفاتها الاقتصادية لمواجهة عقوبات ترامب

في ظل تشديد العقوبات الأمريكية خلال الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، أعلن وزير المالية الإيراني “عبدالناصر همتي” عن استراتيجية طهران لتعويض الخسائر عبر تكثيف التعاون مع الدول المجاورة، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري مع دول الجوار تجاوز 150 مليار دولار، وذلك خلال مشاركته في النسخة الأولى من “مؤتمر العُلا لاقتصادات الأسواق الناشئة” بالمملكة العربية السعودية.

مناورات اقتصادية لاختراق الحصار

أكد همتي في حديث خاص لـ”بلومبيرغ”، اطلع عليه مرصد بقش، أن بلاده نجحت في زيادة الصادرات غير النفطية بنسبة 18%، رغم إعادة واشنطن فرض سياسة “الضغط الأقصى”، والتي تشمل خفض صادرات إيران النفطية إلى أدنى مستوياتها، واستهداف مشتريات الصين من النفط الإيراني عبر عقوبات صارمة.

وأوضح أن طهران تعتمد على تعزيز التعاون مع تحالف “بريكس” وإبرام مذكرات تفاهم ثنائية لضمان استمرار التدفقات التجارية.

جاءت تصريحات الوزير الإيراني على هامش مؤتمر العُلا، الذي يستضيف وزراء مالية ومحافظي بنوك مركزية من الأسواق الناشئة، بهدف بحث سبل مواجهة التحديات المشتركة.

وأشار همتي إلى أن المؤتمر يهدف إلى “زيادة مناعة الاقتصادات الإقليمية” عبر تعزيز الروابط بين دول الجنوب، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة مثل جائحة كوفيد-19، التي زادت الضغوط على الاقتصاد الإيراني خلال السنوات الأربع الماضية.

نفط إيران والصين: شريان حياة رغم العقوبات

كشفت بيانات “بلومبيرغ” أن إيران ضاعفت صادراتها النفطية بمليون برميل يومياً منذ 2020، مع توجه 90% من الإمدادات إلى الصين، التي أصبحت الشريك الأبرز لطهران في ظل العقوبات.

وأضاف همتي: “وضعت القيود الأخيرة ضغوطاً على معيشة الإيرانيين، لكننا ننفذ سيناريوهات ناجحة للتكيف”، مشيراً إلى تجربة سابقة خلال ولاية ترمب الأولى، حيث استخدمت إيران قنوات تجارية غير تقليدية، بما في ذلك التعامل بالعملات المحلية مع بعض الدول.

في الوقت الذي تسعى فيه إيران لتعويض خسائرها عبر بوابة الجوار، تواصل الإدارة الأمريكية حملتها لعرقلة أي تعامل تجاري مع طهران. فبالإضافة إلى استهداف النفط، تهدد واشنطن بفرض عقوبات على الدول والشركات التي تتعاون مع إيران، في خطوة قد تعيد رسم تحالفات الطاقة العالمية، خاصة مع تعالي أصوات داخل الكونغرس تطالب بوقف كامل لصادرات طهران.

بينما تحاول إيران إبطال مفعول العقوبات عبر شراكات إقليمية ومناورات تجارية، تظل نجاحاتها هشة أمام التصعيد الأمريكي المتواصل.

فهل تنجح طهران في تحويل مؤتمر العُلا إلى جسر للتعافي الاقتصادي؟ أم أن عاصفة العقوبات الجديدة ستعيدها إلى نقطة الصفر؟ السؤال ينتظر إجابات قد تحددها أشهر قليلة مقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى