
ما بين أواخر عقد التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، ترأس الدكتور بول آلان يول (وهو عالم آثار ألماني ومتخصص في آثار الشرق الأدنى والدراسات السامية) بعثة أثرية ألمانية إلى ظفار عاصمة مملكة حمير في اليمن، تحت إشراف جامعة هايدلبرغ الألمانية، وقام الخبير بتنفيذ أعمال تنقيب أثري خلال 1998 و2000 و2002.
في تلك الفترة وبينما كانت البعثة الألمانية تمارس أعمالها، تم اكتشاف آثار يمنية ذات أهمية تاريخية كبيرة، منها مقبرة تعود إلى القرن الثاني الميلادي، ومنصة حجرية تعود إلى القرنين الثالث والخامس الميلاديين، وهي اكتشافات أسدلت الستار على جزء هام من تاريخ مملكة حمير قبل الإسلام.
نشرت البعثة نتائج أعمالها على موقع الجامعة المذكورة، إضافة إلى صور قطع أثرية عُثر عليها في ظفار، ومن تلك القطع قلادة ذهبية باسم “الملاك المجنح” تعود إلى حقبة المملكة الحميرية، وتم تعريفها بأنها جزء من مجموعة الدبلوماسي الألماني “فيرنر داوم” المهتم بالثقافة اليمنية ومؤلف كتاب “اليمن: 3000 عام من الفن والحضارة في العربية السعيدة”، وكان يشغل منصب نائب رئيس بعثة السفارة الألمانية في #صنعاء خلال عقد السبعينيات.
ما علاقة فيرنر داوم؟
الهيئة العامة للآثار في صنعاء قالت في بيان حديث اطلع عليه بقش إن القلادة الذهبية -التي هي جزء من آثار ظفار- يجعل من وجودها ضمن مجموعة الدبلوماسي داوم مثيراً للتساؤلات حول كيفية انتقالها من موقعها الأصلي.
قالت الهيئة: “هل هناك رابط بين البعثة الأثرية الألمانية التي عملت في ظفار، وفيرنر داوم؟”، مضيفة: “هذه القضية تفتح الباب لتساؤلات أعمق: هل كانت البعثات الأثرية التي عملت في اليمن ذات أهداف علمية فقط؟”.
واعتبرت أن اليمن المعروف بالغنى التراثي والتاريخ العريق كان هدفاً لبعثات أثرية دولية، وسط ضعف الرقابة وعدم وجود تشريعات صارمة في بعض الفترات.
و”هذه قصة من القصص المثيرة للجدل والاهتمام والتي تحيط بانتقال القطع الأثرية اليمنية من مواقعها الأصلية إلى مجموعات خاصة أو متاحف عالمية والتي تعمل الهيئة على سبر غورها” وفقاً للهيئة.
ويُفتح ملف نسب آثار يمنية إلى ملكية خاصة بأشخاص، في الوقت الذي أصبحت فيه الآثار اليمنية المهربة بضاعة رائجة في المزادات العالمية مثل مزادات لندن وعدد من دول أوروبا وفق متابعات بقش، وبأسعار بخسة تفاقم من كارثية بيع الآثار اليمنية النادرة.