الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

تغيرات الطقس تهدد الأمن الغذائي في اليمن مع استمرار الجفاف

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) نشرة إنذار مبكر حذرت فيها من استمرار الظروف المناخية الجافة في اليمن مع بداية شهر مارس 2025، مما يهدد الموسم الزراعي المقبل ويزيد من مخاطر الجفاف وتدهور الأمن الغذائي.

وجاء في التقرير أن البلاد تشهد حالياً أنماطاً مناخية قاسية، تتفاوت بين هطول أمطار شحيحة في المرتفعات وارتفاع حاد في درجات الحرارة بالسواحل، وسط توقعات بتفاقم الأوضاع خلال الأسابيع المقبلة.

تشهد المرتفعات اليمنية كميات محدودة جداً من الأمطار، لا تتجاوز 5 إلى 10 ملم في بعض المناطق مثل الحديدة وحجة وتعز، وهي كميات غير كافية لدعم الزراعة البعلية.

في المقابل، تعاني المحافظات الشرقية – خاصة حضرموت والمهرة – من اتجاهات هطول أمطار أقل من المتوسط، مع توقعات بامتداد هذا الجفاف إلى موسم الحصاد، مما يزيد من خطر تراجع إنتاج المحاصيل.

من ناحية أخرى، سجلت المناطق الساحلية والمنخفضة درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 40 درجة مئوية في شمال حضرموت و38 درجة في تعز، بينما تشهد المرتفعات الغربية – بما في ذلك صنعاء وذمار وصعدة – ليالي باردة تنخفض فيها الحرارة إلى أقل من 5 درجات مئوية، مما يؤثر سلباً على المزروعات والماشية.

تأثيرات الرياح والعواصف الترابية وتداعيات على القطاع الزراعي

تتعرض المناطق الساحلية والصحراوية – لاسيما على طول ساحل البحر الأحمر وحضرموت والمهرة – لرياح موسمية قوية ترفع احتمالية حدوث عواصف ترابية.

وقد تؤدي هذه العواصف إلى تعطيل النقل، وتقليل الرؤية، وإلحاق أضرار بصحة الماشية بسبب مشاكل الجهاز التنفسي والتهابات العين، بالإضافة إلى تقليل رطوبة التربة وتأخير الأنشطة الزراعية.

وتواجه الزراعة البعلية في المرتفعات ضغوطاً ناتجة عن الإجهاد المائي، مما يهدد بانخفاض غلة المحاصيل، في حين تحتاج الزراعة المروية في السواحل إلى تحسين إدارة الري بسبب زيادة تبخر المياه. كما قد تتأثر بساتين الفاكهة في الشرق بالإجهاد الحراري، مما يعرض جودة الثمار ونموها للخطر.

تدهور المراعي بسبب قلة الأمطار أدى بدوره إلى نقص الأعلاف الطبيعية، مما يزيد اعتماد المربين على الأعلاف التكميلية باهظة الثمن. وتواجه الماشية في المناطق المرتفعة مخاطر صحية بسبب البرودة الشديدة، بينما تعاني في السواحل من آثار العواصف الترابية.

وبخصوص الموارد المائية فقد انخفضت مستويات المياه في الخزانات الجوفية والسطحية، مما يزيد الضغط على أنظمة الري ويهدد بتفاقم ندرة المياه في المناطق الأكثر جفافًا.

تهديدات للأمن الغذائي

حذر التقرير من أن تراجع الإنتاج الزراعي قد يؤدي إلى انخفاض توفر الغذاء محلياً، وارتفاع أسعار المواد الأساسية، وزيادة الاعتماد على الواردات. وأشار إلى أن الأسر التي تعتمد على الزراعة البعلية وتربية الماشية معرضة لخسائر في الدخل ونقص حاد في الغذاء، مما قد يفاقم معدلات انعدام الأمن الغذائي التي تُعد بالفعل من الأعلى عالميًا.

استراتيجيات التكيف الموصى بها
دعت الفاو والشركاء إلى تطبيق إجراءات عاجلة لتخفيف الآثار، منها:

1- للمزارعين: استخدام تقنيات حفظ رطوبة التربة، وزراعة محاصيل مقاومة للجفاف، وتحسين كفاءة الري.

2- لمربي الماشية: توفير مأوى ضد العواصف، وتأمين الأعلاف، وتعزيز الرعاية البيطرية.

3- لمديري الموارد المائية: مراقبة المخزون الجوفي، وتشجيع حصاد مياه الأمطار، وترشيد الاستخدام.

4- للجهات الإنسانية: دعم برامج المساعدات الغذائية، وتنويع سبل العيش، وتقديم تدريبات على التكيف مع التغيرات المناخية.

في ظل استمرار الأزمة السياسية والإنسانية وتدهور البنية التحتية، يحذر الخبراء من أن التحديات المناخية الحالية قد تدفع اليمن إلى هاوية مجاعة أوسع، ما لم تُنفذ استراتيجيات التكيف بشكل عاجل.

وتُعد هذه النشرة جرس إنذار لدعوة المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم لمواجهة تداعيات تغير المناخ على واحدة من أكثر الدول هشاشةً في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى