الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

ترامب يناقض نفسه: يتقارب مع روسيا ويهددها بالعقوبات

يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات مصرفية ورسوم جمركية جديدة على روسيا لإنهاء الهجمات على أوكرانيا، بعد أن تم تعليق المساعدات الأمريكية للحكومة الأوكرانية في إطار الضغط عليها لقبول مسار التفاوض.

وخاطب ترامب روسيا وأوكرانيا بأن عليهم الحضور “إلى طاولة المفاوضات الآن، قبل أن يفوت الأوان”. ويأتي تهديده بفرض العقوبات على موسكو تزامناً مع شنّها هجمات بأسرابٍ من الطائرات المُسيّرة والصواريخ، الجمعة، مستهدفةً بنى تحتية للطاقة في أوكرانيا وفق متابعات بقش.

وهذا التهديد الأخير يُعتبر تحولاً في نبرة ترامب المؤيدة نسبياً لموسكو خلال الفترة الأخيرة، وخصوصاً عقب الخلاف الأمريكي مع الحكومة الأوكرانية. ومن شأن تهديد ترامب أن يتواءم مع تطلعات حلفاء واشنطن في بريطانيا والاتحاد الأوروبي، خصوصاً أن هناك مخاوف لدى أوروبا من احتمالية التقارب الأمريكي الروسي بعد تولي ترامب رئاسته الثانية.

إزالة العقوبات وتشديد الخناق معاً

في نفس الوقت، يلوح في الأفق احتمال تخفيف الولايات المتحدة بعض القيود المفروضة على روسيا، وبنفس الوقت تهدد حالياً بتشديد الخناق أكثر على الروس عبر تدابير منفصلة.

فقد أكدت الغرفة التجارية الأمريكية في روسيا أنها تعمل على إعداد تقرير يحتوي على توصيات للحكومة الأمريكية بشأن رفع عقوبات تشمل قطاعات الاستثمار والطيران والمال والاستيراد.

وتدعو الغرفة التجارية الأمريكية أولاً إلى رفع العقوبات في قطاع الطيران، بسبب تأثير العقوبات على إمداد قطع الغيار والدعم الفني للطائرات، وتعتبر ضرورة إنسانية لأن المتضررين من العقوبات هم المواطنون العاديون.

وقد يُرفع الحظر الأمريكي عن الاستثمارات للشركات الأمريكية، حيث إن العديد من الشركات الأمريكية مستعدة للتوسع والاستثمار في زيادة الإنتاج داخل روسيا، كما تقترح الغرفة التجارية الأمريكية رفع قيود استيراد السلع الكمالية، مثل مستحضرات التجميل، بسبب أن العقوبات في هذا القطاع أدت إلى خسارة عدة شركات أمريكية لحصتها في السوق الروسية.

كما تطالب الغرفة الأمريكية برفع العقوبات عن البنوك الروسية لتسهيل المدفوعات العابرة للحدود، وتقليل تكاليف ممارسة الأعمال التجارية لكل من الشركات الروسية والأجنبية.

في الوقت ذاته، كانت واشنطن أشارت إلى أنها ستخفف العقوبات على روسيا لكن شريطة التوصل إلى اتفاق رسمي، بينما يرى مسؤولون أوروبيون أن واشنطن تخطط أولاً لاستخدام الإعفاءات بدلاً من رفع القيود بالكامل.

الرد الروسي: العقوبات بلا جدوى

وزارة الخارجية الروسية بدورها ردّت على تهديد ترامب بفرض عقوبات مصرفية جديدة على موسكو لإجبارها على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وقالت: “واجهنا العديد من العقوبات بالفعل ولم يمنعنا ذلك من تحقيق أهدافنا” في إشارة على عدم جدوى العقوبات الغربية وفرض المزيد منها.

ورأت الوزارة أن هناك اعترافاً أمريكياً الآن بأن الموقف الأوكراني في ساحة المعركة سيء، وأن “أوكرانيا خسرت لأنها وثقت واعتمدت على إدارة بايدن”.

ويشار إلى أن العقوبات الغربية انعكست في المقابل على الدول التي فرضتها، حيث ارتفعت أسعار الكهرباء والوقود ومواد الغذاء في أوروبا والولايات المتحدة، بفعل تدابير اقتصادية مسبقة أكدت موسكو أنها اتخذتها تحسباً للعقوبات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى