الاقتصاد العربي
أخر الأخبار

خسائر بـ +182 مليار دولار في جلسة واحدة.. بورصات الخليج تعاني من الحرب التجارية العالمية

شهدت أسواق المال الخليجية هبوطاً حاداً أدى إلى فقدان ما يزيد عن 182 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال جلسة واحدة اليوم الخميس، وذلك على خلفية الاضطرابات التي طالت الأسواق العالمية وأسعار النفط، مع تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي بسبب النزاع التجاري المتصاعد بين القوى الاقتصادية الكبرى.

وسُجلت أكبر الخسائر في السوق المالية السعودية التي تراجعت بنسبة 6.8% خلال تداولات السادس من أبريل، وهو الانخفاض الأكبر الذي تشهده منذ تفشي الجائحة، مما يعكس مدى تأثر الأسواق الإقليمية بالتقلبات الاقتصادية العالمية والتوترات التجارية القائمة.

وتأتي هذه الخسائر في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية غير مسبوقة مع بداية شهر أبريل، مما فاقم حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية ورفع منسوب القلق لدى المستثمرين، خصوصاً في الأسواق الناشئة التي تعتمد بشكل كبير على الاستقرار التجاري والنفطي.

ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار الحرب التجارية وغياب الحلول السياسية الواضحة قد يدفع بأسواق المنطقة إلى مزيد من التراجعات، لا سيما مع ترابط الاقتصاد الخليجي الوثيق بأسواق الطاقة والطلب العالمي، مما يضع تحديات جسيمة أمام الخطط الاقتصادية والتنموية التي تعتمدها دول الخليج.

من جانب آخر، أشار محللون إلى أن الانخفاضات الحادة تعكس قلق المستثمرين من أن تؤدي الحروب التجارية إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي، ما قد يقلل من الطلب على النفط، وهو ما يفسر التراجع الملحوظ في أسعار الخام بالتزامن مع انهيار الأسواق المالية.

كما أكد اقتصاديون أن الأسواق الخليجية بحاجة إلى تعزيز أدوات التحوّط وحزم استثمارية مرنة لمواجهة مثل هذه الصدمات العالمية، خاصة في ظل البيئة الجيوسياسية والاقتصادية المتقلبة، مشيرين إلى أهمية تنويع مصادر الدخل القومي كخط دفاع أول ضد التقلبات الخارجية.

ويُتوقع أن تراقب الحكومات الخليجية التطورات الاقتصادية العالمية عن كثب، مع احتمالية اتخاذ إجراءات تحفيزية جديدة لدعم أسواق المال وضمان الاستقرار المالي، وسط مساعٍ حثيثة للحفاظ على المكتسبات الاقتصادية ومواصلة برامج الإصلاح الاقتصادي بعيدة المدى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى