الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

سباق احتجاجي بين الرجال والنساء.. هل تعيد الحكومة الحقوق لأصحابها؟

متابعات محلية | بقش

تشهد مدينة عدن تصعيداً احتجاجياً يتسابق فيه الرجال والنساء لتقديم رسالة الرفض الشعبي العام إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الخانقة، رافعين شعارات ضد الحكومة وإهمالها الموصوف بالمتعمد تجاه حل القضايا التي تمس كل مواطن، ومطالبين بتحسين الخدمات الأساسية وعلى رأسها الكهرباء والمياه وعدم الوقوف موقفاً سلبياً تجاه هذه المسائل المصيرية الملحة.

وقد شهدت ساحة العروض اليوم السبت خروجاً احتجاجياً للرجال، طالب فيه المواطنون بصرف الرواتب والمستحقات المالية المتأخرة، وتحسين الكهرباء والمياه، ووضع حد لانهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وشددوا على ضرورة أن تتوقف الحكومة عن الإهمال المستمر في معالجة المشكلات الخدمية، مؤكدين أن استمرار هذا التدهور يؤثر سلباً في مناحي الحياة اليومية ويمس بشكل مباشر حياة المواطنين.

وعلم مرصد “بقش” أن قوات أمنية قامت بتفريق المحتجين في هذه المظاهرة، في تدخُّل أمني منع الهتافات الغاضبة المنددة بتقاعس الحكومة، ولجأت القوات الأمنية، التي يُرجَّح تبعيتها إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، لإطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين. ويأتي ذلك رغم تأكيد سابق لقيادة المجلس الانتقالي على تأييده لحق التظاهر السلمي.

الرجال والنساء يتناوبون على الشارع

هذه المظاهرة تأتي ضمن ما يشبه السباق بين الرجال والنساء، إذ يتناوب الجنسان من المواطنين على الشارع اليمني في عدن لفرض كلمة شعبية تحاول إجبار الحكومة على وضع حد لكل الأزمة الاقتصادية الراهنة.

وقد شهدت عدن مظاهرتان نسائيتان في الأيام القليلة الماضية، تم فيها رفع الشعارات والمطالب نفسها. آخر هذه المظاهرات النسائية، في عدن، كانت أمس الجمعة، إذ خرجت النساء، لثاني مرة خلال أسبوع، مطالباتٍ بتوفير الخدمات الأساسية، وأكدن استمرارهن في الخروج والمطالبة بحقوقهن حتى يتم الاستجابة لمطالبهن المشروعة وفق متابعات بقش.

ويصف المحلل الاقتصادي أحمد الحمادي المشهد بأنه يعبر عن حالة اختناق لا يُحتمل في أوساط المواطنين جراء الظروف القاسية التي وصلوا إليها، مضيفاً في حديث لـ”بقش” أن خروج النساء في مظاهرات يوم الجمعة ثم خروج الرجال في اليوم التالي، يمثل ما يشبه الماراثون الاحتجاجي الذي يُرجى أن يؤدي في النهاية إلى نتيجة ملموسة.

فالضغط الشعبي من كافة أفراد وفئات الشعب أمر مهم للغاية في هذا التوقيت الحساس وفقاً للحمادي، وهو يُعد رهاناً غير خاسر أمام فشل الحكومة في توفير أبسط الخدمات والمتطلبات الأساسية منذ سنوات.

من جهته يرى المصرفي سليم مبارك أن ما بعد مظاهرة النساء مطلع الأسبوع الماضي ليس كما قبله، إذ كانت أكبر مظاهرة نسائية شهدتها عدن منذ سنوات طويلة، وأدت إلى حالة من الصحوة المجتمعية، في انتظار الصحوة السياسية، حد تعبيره.

مظاهرات نسائية خارج عدن

في محافظات أخرى تخرج النساء في مظاهرات احتجاجية واسعة أيضاً. ففي محافظة أبين خرجت نساء مدينة زنجبار اليوم السبت للاحتجاج عن انهيار الخدمات في المحافظة، وأكدت النساء رفضهن لاستمرار تدهور الخدمات الأساسية وأولها الكهرباء والمياه.

وفي محافظة لحج خرجت النساء في مظاهرة رفعت شعارات تطالب بالمطالب ذاتها. ووفقاً لبيان الوقفة الاحتجاجية التي حصل بقش على نسخة منها، عبّرت المتظاهرات عن إدانتهن استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تثقل كاهل النساء والأسر في الجنوب، وحمّلن الجهات المسؤولة مسؤولية إيجاد حلول عاجلة وفعالة.

وطالبن بسرعة توفير الخدمات الأساسية في لحج وبقية المحافظات، وضمان صرف الرواتب بانتظام لأن ذلك يشكل خط الدفاع الأول عن استقرار الأسرة والمجتمع، مؤكدات على ضرورة الإسراع لضبط سعر العملة وخفض الأسعار، واتخاذ إجراءات جادة لاستقرار الاقتصاد، وحماية المواطنين من تداعيات التضخم وانهيار القدرة الشرائية، وإدراج القضايا المعيشية والخدمية والاقتصادية على أولويات خارطة الطريق الأممية.

ولا تزال محافظات حكومة عدن تعاني من أزمة اقتصادية شهدت انهياراً تاريخياً للعملة المحلية التي تجاوزت 2500 ريال للدولار الواحد، ما أدى إلى ارتفاع هائل للأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، كما دفع التجار والأسواق إلى التعامل بعملات أجنبية، وبالتحديد الريال السعودي، بدلاً من الريال اليمني، وبالتالي إلزام المواطنين على التعامل بهذه العملة في التداول اليومي، وسط صمت حكومي وغياب تام عن معاناة المواطنين.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش