
متابعات محلية | بقش
شهدت اليمن مؤخراً تطوراً هاماً بإعادة فتح الطريق الرئيسي بين صنعاء وعدن عبر محافظة الضالع، بعد إغلاق دام قرابة تسع سنوات بسبب النزاع المستمر في البلاد، حيث يُعد هذا الطريق شرياناً حيوياً يربط بين الشمال والجنوب، ويُتوقع أن يكون لإعادة فتحه تأثيرات اقتصادية إيجابية على مختلف القطاعات.
أدى إغلاق الطريق إلى اضطرار السائقين والتجار إلى استخدام طرق بديلة أطول وأكثر وعورة، مما زاد من تكاليف النقل وأسعار السلع، ومع إعادة فتح الطريق، يُتوقع تقليص المسافة بين صنعاء وعدن إلى حوالي 360 كيلومتراً، مما سيقلل من زمن الرحلة من حوالي 18 ساعة إلى 6 ساعات فقط، فضلاً عن تخفيف تكاليف النقل، وكذا المساهمة في خفض أسعار السلع الأساسية وتحسين توفرها في الأسواق.
وفي مؤشر يعكس بدء التشغيل الفعلي للطريق، شهد اليوم السبت عبور أول سيارة مدنية تقل مسافرين عبر طريق الضالع وفق معلومات بقش، ما يُعزز من الثقة في استمرارية فتحه، مما يُسهم في تسهيل حركة المواطنين والبضائع بين الشمال والجنوب.
تنشيط للأسواق المحلية
من المتوقع أن يُسهم فتح الطريق في تنشيط الأسواق المحلية على طول المسار، خاصة في المدن والبلدات التي كانت معزولة بسبب الإغلاق، وسيُتيح ذلك فرصاً جديدة للتجار والمزارعين لنقل منتجاتهم إلى أسواق أوسع، مما يُعزز من الدخل المحلي ويُحفز النمو الاقتصادي في هذه المناطق.
وتُعد إعادة فتح الطريق خطوة نحو تعزيز التكامل الاقتصادي بين مختلف مناطق اليمن، مما يُسهم في تقوية الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين الشمال والجنوب، وهو ما اعتُبر تكاملاً ضرورياً لتحقيق استقرار اقتصادي في بلد يعاني من أزمة معيشية خانقة.
وعلى الرغم من الفوائد المتوقعة، لا تزال هناك تحديات تعيق الاستفادة الكاملة من إعادة فتح الطريق، وتشمل هذه التحديات الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطريق، مثل تضرر عبّارات السيول وإحداث خنادق، مما يتطلب جهوداً من الطرفين لإصلاحها وضمان سلامة العابرين، كما أن إزالة الألغام ومخلفات الحرب تُعد ضرورة لضمان أمن وسلامة مستخدمي الطريق.
إعادة فتح الطريق بين صنعاء وعدن عبر الضالع مثَّل خطوة إيجابية نحو إنعاش الاقتصاد اليمني وتخفيف معاناة المواطنين، إلا أن ذلك لا يزال يتطلب تحقيق الفوائد المرجوة من خلال التعاون بين الأطراف لإزالة العوائق المتبقية وضمان استدامة فتح الطريق، كما يُعد هذا التطور فرصة لتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الجهات، نحو تسوية سياسية وسلام شامل.