الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

رئيس “دافوس” من الصين: العالم على أعتاب “عقد ضائع” والنمو العالمي مهدد بالأسوأ منذ عقود

الاقتصاد العالمي | بقش

في رسالة تحذيرية قوية من مدينة تيانجين الصينية، دق “بورغه برنده”، الرئيس الجديد للمنتدى الاقتصادي العالمي، ناقوس الخطر بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن العالم يواجه “السياق الجيوسياسي والجيواقتصادي الأكثر تعقيداً منذ عقود”.

وأمام حشد من القادة السياسيين وكبار رجال الأعمال المشاركين في “منتدى دافوس الصيفي”، حذر برنده من أن الفشل في إنعاش النمو قد يدخل العالم في “عقد من أضعف نمو عرفناه”، في تشخيص قاتم يؤكد المخاوف المتزايدة من فترة ركود طويلة الأمد.

يأتي هذا التحذير في وقت حرج، حيث تجتمع النخبة الاقتصادية العالمية في الصين على وقع أزمات متزامنة ترسم ملامح مرحلة جديدة من عدم اليقين.

فالصراع المفتوح في الشرق الأوسط، والحرب التجارية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر رسوم جمركية مشددة، ليست مجرد أزمات عابرة، بل هي أعراض لتحولات هيكلية عميقة تعيد تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي.

عاصفة المخاطر الكاملة التي تهدد الاقتصاد العالمي

تحذير رئيس دافوس لم يأتِ من فراغ، بل يعكس حالة “الأزمة المتعددة” التي تواجه العالم، حيث تتشابك المخاطر وتغذي بعضها بعضاً، فعلى الصعيد الجيوسياسي، أدت النزاعات المسلحة، وآخرها التوتر بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، إلى تبعات “سلبية للغاية” على الاقتصاد، تمثلت في اضطراب سلاسل الإمداد، وتقلب أسعار الطاقة، وتآكل ثقة المستثمرين وفق متابعات بقش، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد فوق التحديات القائمة.

وعلى الصعيد التجاري، يشهد العالم نهاية حقبة العولمة كما عرفناها، فقد أكد برنده أن “التجارة كانت محرك النمو”، لكن هذا المحرك بدأ يفقد زخمه تحت وطأة الحمائية والحروب التجارية، وأشار إلى أنه “من المبكر جداً” تقييم الأثر الكامل للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، لكن الأكيد هو أن “فصلاً جديداً يبدأ”؛ فصل عنوانه التكتلات الاقتصادية المتنافسة بدلاً من التجارة الحرة المفتوحة، وهو ما يهدد بتبعات وخيمة على النمو الذي اعتمد لعقود على تدفق السلع والخدمات عبر الحدود.

وتتفاقم هذه المخاطر في ظل ضعف هيكلي يعاني منه الاقتصاد العالمي. فالتشخيص الذي قدمه برنده يتناغم مع تحذيرات مؤسسات دولية أخرى كالبنك الدولي، الذي أشار مؤخراً إلى أن العالم قد يشهد أبطأ معدلات نمو منذ ستينيات القرن الماضي.

ويأتي هذا في وقت يواجه فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الصين، تحديات داخلية ضخمة تتمثل في أزمة قطاع العقارات المستمرة وضعف الاستهلاك المحلي، مما يلقي بظلال من الشك على قدرتها على تحقيق هدف النمو الرسمي المحدد بـ”حوالي 5%”.

الصين: جزء من المشكلة.. وجزء من الحل؟

رغم التحديات التي تواجهها، لا تزال الصين محورية في أي حسابات للنمو العالمي، ويرى برنده أن “الصين لها وزنها حقاً”، متوقعاً أن تساهم بنحو 30% من النمو العالمي في عام 2025 بحسب قراءة بقش. وتراهن بكين على تحويل نموذجها الاقتصادي، عبر التركيز على التجارة الرقمية والخدمات، وسلسلة من التدابير التي تهدف إلى تحفيز الاستهلاك الداخلي، ومع ذلك، يشكك العديد من الخبراء في فعالية هذه الإجراءات على المدى القصير في ظل الأزمة العقارية العميقة.

وفي مواجهة تباطؤ محرك التجارة التقليدي، طرح رئيس دافوس رؤية مستقبلية لافتة، حيث أشار إلى أن التكنولوجيا قد تكون المنقذ، وقال برنده: “لا يمكن استبعاد أن تتمكن التكنولوجيات الجديدة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، من الحلول ربما محل الدور المهم الذي كانت تؤديه التجارة”، ويرى أن هذه التقنيات يمكن أن توفر دفعة الإنتاجية الضرورية “لتفادي عقد من النمو المتعثر”.

وبينما يستعد رئيس الوزراء الصيني، “لي تشيانغ”، لإلقاء الكلمة الافتتاحية للمؤتمر يوم غد الأربعاء، تبقى الأنظار معلقة على النقاشات التي ستدور في أروقة مركز المؤتمرات الضخم في تيانجين، فالأسئلة المطروحة تتجاوز مجرد تحليل الأرقام، لتصل إلى جوهر النموذج الاقتصادي المستقبلي، في محاولة للإجابة على السؤال الأهم: كيف يمكن للعالم أن يتجنب الدخول في “عقد ضائع” ويعثر على مسار جديد للرخاء في خضم هذه الحقبة المضطربة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش