“إتيرنتي سي” في أعماق البحر الأحمر.. غرق السفينة الثانية خلال يومين وتكاليف التأمين على السفن تقفز إلى 1%

تقارير | بقش
بعد يوم من إغراق سفينة الشحن “ماجيك سيز”، غرقت سفينة الشحن “إتيرنتي سي” التي ترفع علم “ليبيريا” وتشغلها شركة يونانية، بعد أن تعرضت لهجوم من جانب قوات صنعاء.
تشير المعلومات الأولية إلى أن الخسائر البشرية في السفينة “إتيرنتي سي” وصلت إلى 4 أشخاص، في حين تم إنقاذ سبعة أشخاص، وثمة 14 مفقوداً. وكان على متن السفينة نحو 25 شخصاً، وتخلى باقي أفراد الطاقم عن السفينة التي غرقت صباح اليوم الأربعاء (09 يوليو)، إذ قفز 21 شخصاً إلى مياه البحر الأحمر، وتجري حالياً عملية البحث عن باقي الطاقم وفق شركة إدارة المخاطر البحرية (Diaplous) ومقرها اليونان.
وأعلنت قوات صنعاء مسؤوليتها عن الهجوم وغرق السفينة، قائلةً في بيان عسكري اطلع عليه بقش إنها استهدفت سفينة (ETERNITY C) أثناء اتجاهها إلى ميناء إيلات بزور مسير و6 صواريخ مجنحة وباليستية، ما أدى إلى إغراق السفينة بشكل كامل، مضيفة أن العملية موثقة بالصوت والصورة
ووفق البيان، قامت قوات خاصة في القوات البحرية بإنقاذ عدد من طاقم السفينة المستهدفة وتقديم الرعاية الطبية لهم ونقلهم إلى مكان آمن، دون تحديد هذا المكان.
استهداف السفينة جاء بعد قيما الشركة التي تتبعها والسفينة نفسها باستئناف التعامل مع ميناء إيلات في انتهاك واضح لقرار الحظر، كما جاء الاستهداف بعد رفض السفينة النداءات والتحذيرات من قبل قوات صنعاء. وأكدت قوات صنعاء على استمرار منع حركة الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وجددت تحذيرها لكافة الشركات التي تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية بأن سفنها وطواقمها ستُستهدف في أي منطقة تطالها القوات وبغض النظر عن وجهتها.
السفينتان من أسطول زار الموانئ الإسرائيلية بانتظام
وحسب المعلومات التي اطلع عليها بقش، فإن سفينة “إتيرنتي سي” تعرضت للهجوم الأول بطائرات بدون طيار، وتلا ذلك معركة استمرت 16 ساعة بين فريق الأمن الخاص بالسفينة وقوات صنعاء، شملت ضربات صاروخية، وهو ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية، ومن ثم اختفت السفينة عن الرادار وغرقت صباح اليوم الأربعاء.
ويبلغ وزن السفينة “إتيرنتي” -التي بُنيت في 2012 وتشغلها شركة كوزمو شيب مانجمنت- قرابة 36,380 طن. ويبلغ طولها الإجمالي 186.4 متراً، وعرضها 27.8 متراً. وقالت الشركة التي تتخذ من مدينة بيرايوس اليونانية مقراً لها، إن سفينتها كانت تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة بحرية وزوارق صغيرة قبالة ميناء الحديدة.
وكانت قوات صنعاء نشرت مشاهد مصورة لاستهداف سفينة “ماجيك سيز” وتضمنت المشاهد نداء إلى السفينة بإيقافها، إلا أن السفينة تجاهلت النداءات، ثم جرى استهدافها ووجهت السفينة نداء استغاثة، وإثر انفجارات متعددة غرقت السفينة في النهاية بالكامل.
السفينتان “إتيرنتي سي” و”ماجيك سيز” كانتا جزءاً من الأساطيل التجارية التي قامت بزيارات منتظمة إلى الموانئ الإسرائيلية على مدار العام الماضي 2024، وفق ما أكده موقع “لويدز ليست” البريطاني لشؤون الشحن في تقرير اطلع عليه بقش اليوم.
وكان لدى شركة “كوزمو شيب مانجمنت” (المشغلة لسفينة إتيرنتي سي” سفينة واحدة على الأقل (هي السفينة HSL Nike) في طريقها إلى ميناء حيفا الإسرائيلي في نفس الوقت الذي كانت فيه سفينة Eternity C تتجه إلى منطقة عالية الخطورة.
وعدا السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، تواصل قوات صنعاء التأكيد على سلامة المرور من البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن لكافة سفن الشحن العالمية. كما حذرت من استخدام القوة المناسبة لمنع أي سفينة قامت بانتهاك حظر الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية.
ارتفاع تكاليف التأمين
بعد الهجمات على السفينتين هذا الأسبوع، وصل عدد السفن الغارقة في البحر الأحمر إلى أربع سفن منذ بداية حظر الملاحة الإسرائيلية في نوفمبر 2023، وهو ما جدد مخاوف صناعة الشحن والتأمين.
أدى الهجومان الأخيران إلى ارتفاع كلفة تأمين السفن المارة عبر البحر الأحمر بشكل حاد، إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة بحلول أمس الثلاثاء، ارتفاعاً من حد أقصى بلغ 0.4% قبل هجوم يوم الأحد على “ماجيك سيز”.
صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية نقلت عن رئيس قسم الشحن البحري في شركة “مارش ماكلينان”، ماركوس بيكر، أنّ هذا الارتفاع في كلفة التأمين يعني أن كلفة التغطية التأمينية لسفينة بقيمة 100 مليون دولار قد ارتفعت من حوالي 300 ألف دولار للرحلة الواحدة إلى حوالي مليون دولار.
قال “بيكر” وفق اطلاع بقش إن “ديناميكيات أسعار تأمين الشحن أغرب مما رأيته من قبل”، وأضاف: “يبدو أن ثمة تصعيداً سريعاً للغاية في نشاط الحوثيين، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأسعار أكثر إذا استمرت حركة الشحن في استخدام الممر (البحر الأحمر) لعبور السفن”.
وقُرئت تحركات قوات صنعاء في المنطقة البحرية بأنها تشكل تهديداً لأمن الملاحة البحرية في المنطقة، مما قد يؤدي إلى استفزاز القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي سبق وقالت إنها مسؤولة عن تأمين الممرات البحرية في المنطقة الاستراتيجية. فيما يؤكد محللون أن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر هو جزء من استراتيجية فعالة للحوثيين للضغط في ملف غزة من أجل وقف الحرب والحصار على القطاع الذي يتعرض لإبادة متواصلة منذ أكتوبر 2023.