
تقارير | بقش
تُتهم مؤسسة غزة الإنسانية، التي أنشأتها الولايات المتحدة وإسرائيل، بجمع مئات آلاف الفلسطينيين المجوَّعين في ممرات حديدية ضيقة، وإغلاق البوابات عليهم عمداً، ورشهم بغاز الفلفل، ما أسفر عن قتل 21 شخصاً على الأقل جراء ذلك، بينهم 15 اختناقاً و6 بالرصاص الحي، جنوب قطاع غزة.
ووفق مكتب الإعلام الحكومي بغزة، قامت المؤسسة بدعوة مئات آلاف المواطنين لاستلام مساعدات عبر مركز أطلقت عليه SDS3 جنوب قطاع غزة، ثم عمدت إلى إغلاق البوابات الحديدية بعد تجميع آلاف المُجوّعين في ممرات حديدية ضيقة مُصممة عمداً لخنقهم، مضيفاً أن موظفي المؤسسة “الإجرامية” وجنود الاحتلال قاموا برش غاز الفلفل الحارق وإطلاق النار المباشر على المّجوّعين الذين استجابوا لدعوتهم للحصول على “مساعدات”، ما أدى إلى اختناقات جماعية وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء على الفور.
هذه ليست الحادثة الأولى وفق اطلاع بقش على تصريحات مكتب الإعلام الحكومي في غزة، فعدد الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل وهذه المؤسسة منذ 27 مايو تجاوز 870 شهيداً، إضافة إلى 5700 مصاب و46 مفقوداً.
نهج مميت ومصمم للقتل
طريقة عمل المؤسسة وُصفت بأنها “نهج مميت ومصمم للقتل”، بما يجعلها شريكاً فعلياً في سياسة الإبادة الجماعية والتجويع.
واليوم الأربعاء لقي 20 شخصاً على الأقل حتفهم في موقع توزيع مساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية، بسبب ما وصفته المؤسسة بأنه تدافع الحشود بتحريض من مسلحين تابعين لحركة حماس، بينما رفضت الحركة اتهامات المؤسسة ووصفتها بأنها كاذبة ومضللة، وقالت إن المؤسسة وجنوداً إسرائيليين رشوا الناس بغاز حارق وأطلقوا النار عليهم.
وأمس الثلاثاء قالت الأمم المتحدة إن 875 شخصاً قُتلوا في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء حتى 13 يوليو، مشيرةً إلى أن الدعوات للنقل الطوعي للفلسطينيين في غزة إلى دول ثالثة تثير مخاوف بشأن الترحيل القسري، وأن إنشاء مدينة إنسانية كهذه يمثل بحد ذاته مشكلة، ويثير مخاوف بشأن المزيد من التهجير القسري.
جولييت توما قالت إن الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، قدمت مساعدات واسعة النطاق وبكرامة خلال وقف إطلاق النار، وتمكنا من خلال هذا النظام من عكس اتجاه تفاقم المجاعة، بما في ذلك بين الأطفال. واستُبدل هذا النظام الفعال بنظام آخر يحصد أرواحاً أكثر مما ينقذها.
رغم كل التحديات والأزمة المالية التي تواجهها الوكالة، ذكرت السيدة توما أن موظفي الأونروا يواصلون أنشطتهم في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، وقالت حسب قراءة بقش إن فرق الأونروا الصحية تقدم في المتوسط 15 ألف استشارة صحية يومياً في غزة، وقد وفرت المياه لـ1.3 مليون شخص في القطاع هذا العام، مضيفة أن مئات الآلاف من الأشخاص ما زالوا يحتمون في المرافق التي تديرها الأونروا.
أزمة الوقود كارثة إضافية
وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن السلطات الإسرائيلية تواصل السماح بدخول إمدادات محدودة من الوقود، حيث بلغ المعدل حتى الآن حوالي 75,000 لتر لكل يوم عمل، ولم يُسمح بدخول أي شيء يوم الجمعة أو السبت، وكان التأخير حوالي يوم أو يومين قبل أن يتم استلام الوقود من الجانب الفلسطيني لمعبر كرم أبو سالم.
وهناك حاجة ماسة لمئات الآلاف من اللترات من الوقود يومياً للحفاظ على استمرار الخدمات المنقذة للحياة داخل غزة. وهذه البيئة التشغيلية المعقدة بشكل متزايد تجعل من الصعب تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والحماية والتعليم.
وبينما تكتفي الأمم المتحدة بمطالبة الاحتلال بالسماح بتسهيل تدفق آمن ودون عوائق للإمدادات الإنسانية والتجارية إلى غزة، تتفاقم الكارثة في قطاع غزة الذي حولته إسرائيل إلى مكان غير آدمي وغير قابل للعيش والاستفادة من أية مساعدات، فيما يبقى الفلسطينيون بانتظار المعجزة التي تأتي على شكل انفراجة ووقف للحرب ورفع للحصار.