قوات صنعاء تستهدف كل من يتعامل مع إسرائيل ومساعدات غزة لا تسد المجاعة الكارثية

الاقتصاد العالمي | بقش
في تصعيد جديد قررت قوات صنعاء الدخول في مرحلة رابعة من الحصار البحري تشمل استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، وفي أي مكان يمكن الوصول إليه. وقالت إن الشركات التي تتجاهل التحذيرات ستتعرض سفنها للهجوم بغض النظر عن وجهتها، وبغض النظر عن جنسيتها.
وحذرت قوات صنعاء كافة الشركات بوقف تعاملها مع موانئ العدو الإسرائيلي ابتداء من ساعة إعلان البيان، ما لم فسوف تتعرض سفنها وبغض النظر عن وجهتها للاستهداف في أي مكان يمكن الوصول إليه أو تطاله الصواريخ والمسيرات. ودعت قوات صنعاء الدول كافة بأن عليها إذا أرادت تجنب التصعيد، الضغطَ على إسرائيل لوقف عدوانها ورفع الحصار عن قطاع غزة، وفق اطلاع بقش على البيان العسكري.
هذا القرار جاء كخطوة ناتجة عن التطورات المتسارعة في فلسطين وقطاع غزة، من استمرار لحرب الإبادة الجماعية واستشهاد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، “وفي ظل صمت عربي وإسلامي وعالمي مخز” وفقاً للبيان.
وجاء البيان بعد أن كان زعيم أنصار الله الحوثيين عبدالملك الحوثي قال الخميس إنهم يدرسون خيارات تصعيدية إضافية دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك مع استمرار العمليات البحرية ضد السفن التابعة لإسرائيل أو المتجهة إليها، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدها ميناء إيلات بسبب أزمة البحر الأحمر، والذي تم إغلاقه بشكل تام.
الإعلان عن المرحلة الرابعة يضيف مزيداً من التعقيدات القائمة بالفعل لقطاع الشحن الدولي، خصوصاً المرتبط بإسرائيل. وسبق وعبّر البيت الأبيض عن قلقه من أن هجمات قوات صنعاء تسببت في تحويل مسارات 60% تقريباً من السفن المرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى أفريقيا بدلاً من البحر الأحمر، وأن الهجمات منذ 2023 تسببت في تأثير سلبي مستمر على التجارة العالمية.
ويسلط هذا التهديد الضوء على مخاوف الدول التي تعتمد على البحر الأحمر للتجارة بشكل كبير، وكذلك زيادة تكاليف الشحن وارتفاع أسعار السلع والخدمات والتأمين على السفن، ما قد يؤدي بدوره إلى تفاقم التضخم.
صمت مخزٍ ومساعدات غير كافية
مع إشارة بيان قوات صنعاء إلى “الصمت العربي والإسلامي والعالمي المخزي” تجاه الكارثة الإنسانية في غزة والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، تم التأكيد على أن العمليات العسكرية -التي تنحو حالياً منحى التصعيد الأخطر- لن تتوقف إلا بتوقف العدوان والحصار.
وبعد الحديث عن السماح الإسرائيلي بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح باتجاه معبر كرم أبو سالم، تؤكد التقارير أن ما دخل من شاحنات إغاثية حتى اللحظة لا يلبي أدنى احتياجات سكان القطاع، حيث كانت غزة بحاجة قبل الحرب إلى نحو 500 شاحنة يومياً، واليوم أصبح القطاع في حاجة إلى ما لا يقل عن 1000 شاحنة يومياً لتوفير الغذاء والدواء والوقود وحليب الأطفال.
ويؤكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن إدخال المساعدات يأتي في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعاً إنسانية غير مسبوقة في خطورتها، واصفاً ما يجري بـ”أكثر من كارثي”، نتيجة سياسة التجويع والإغلاق التي انتهجها الاحتلال منذ بداية مارس الماضي. وقد وثق الهلال الأحمر الفلسطيني وفيات تُسجّل يومياً بسبب الجوع، حيث توفي خلال الـ24 ساعة الأخيرة ستة أشخاص، بينهم طفلان، مما يعكس عمق الكارثة.
وتعاني المستشفيات الفلسطينية في غزة من شح شديد في الوقود والمستلزمات الطبية، ما يعوق عملها في إنقاذ الجرحى والمرضى، خاصة مع تفشي الأمراض المزمنة، وارتفاع أعداد الإصابات جراء القصف، في حين أن 40 ألف رضيع على الأقل مهددون بسبب انقطاع حليب الأطفال منذ أشهر.
وبالنظر إلى المساعدات التي يتم إدخالها الآن، يتضح أن الاحتلال حاول إظهار أنه سمح بتدفق المساعدات بكميات كبيرة، إلا أن قراره جاء لامتصاص الغضب المتصاعد، وذلك ما تؤكده الكميات المحدودة جداً التي سمح بإدخالها إلى قطاع غزة، أمس الأحد، حيث اقتصرت وفق متابعات بقش على 73 شاحنة فقط دخلت من معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، ومنفذ زيكيم شماله، و3 عمليات إنزال جوي فقط بما يعادل أقل من حمولة شاحنتين.
ويرفض الاحتلال تأمين وصول المساعدات إلى مخازن المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، ويتعمد إظهار مشاهد الفوضى بين الفلسطينيين، ويتجمع مئات الآلاف من المواطنين يومياً أمام المنافذ البرية التي تدخل منها المساعدات، وكذلك مراكز التوزيع الأمريكية رغم خطورة ذلك على حياتهم، ويتدافعون بقوة على أمل الحصول على أي من المساعدات الواردة، ويضطرون لقطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام في سبيل ذلك. وفي هذا الوضع الصعب برزت عصابات للسطو على المساعدات وبيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة.
وتؤكد وكالة “الأونروا” في آخر تصريحاتها التي تابعها بقش، أن فتح جميع المعابر وإدخال المساعدات بكثافة السبيل الوحيد لتجنب مزيد من تفاقم المجاعة بين سكان قطاع غزة، مجددةً الدعوة لوقف إطلاق نار طويل الأمد بغزة يخفف معاناة الجوعى ويضمن تدفقاً مستمراً للإمدادات الأساسية، مطالبةً بالسماح لها بإدخال آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والموجودة حالياً في الأردن ومصر.
وحسب اطلاع بقش، تُقدر الجهات المختصة، بما فيها الأونروا، حاجةَ قطاع غزة من المساعدات بـ600 شاحنة يومياً، و500 ألف كيس طحين أسبوعياً، و250 ألف علبة حليب شهرياً للأطفال لإنقاذ حياة 100 ألف رضيع دون العامين، بينهم 40 ألفاً تقل أعمارهم عن عام واحد، مع ضرورة السماح بتأمينها ووصولها للمؤسسات الدولية بهدف توزيعها بعدالة على سكان القطاع، والسماح بإدخال البضائع للقطاع الخاص التي توفر جميع المواد والسلع التي يحتاجها الفلسطينيون يومياً.