الأسواق العالمية تترقب قمة (أمريكية–روسية): الأسهم ترتفع والنفط يتراجع وبتكوين تقترب من مستوى قياسي

الاقتصاد العالمي | بقش
شهدت الأسواق العالمية حالة من التفاؤل الحذر، مع صعود مؤشرات الأسهم الأمريكية والأوروبية وتراجع أسعار النفط، في ظل توقعات بأن الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد يفتح الباب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ما قد ينعكس على إمدادات الطاقة وأسعارها.
ارتفعت العقود المستقبلية لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 0.2%، وسجلت الأسهم الأوروبية مكاسب مماثلة، فيما هبط خام برنت بنسبة 0.5% إلى نحو 66 دولاراً للبرميل، مواصلاً سلسلة خسائر هي السابعة في ثمانية أيام. كما تراجع الذهب، وانخفض مؤشر الدولار 0.2% مع تحسن شهية المخاطرة، بينما لم تُسجّل تداولات على سندات الخزانة الأمريكية في آسيا بسبب عطلة في اليابان.
في سوق العملات المشفرة، ارتفعت بتكوين بنسبة 3.2% لتتجاوز 122 ألف دولار، مقتربة من أعلى مستوى تاريخي، بدعم من تدفقات استثمارية قوية من الأفراد والمؤسسات. كما قادت إيثريوم موجة صعود شملت معظم العملات الرقمية، وسط توقعات بزيادة تبني هذه الأصول كأدوات استثمارية بديلة.
تفاؤل حذر قبل القمة
المحللون يرون أن تراجع أسعار الذهب والنفط يعكس تفاؤلاً بإمكانية تحقيق تقدم في محادثات السلام. ووفق تقديرات “فانتاج ماركتس”، فإن أي اتفاق محتمل قد يمثل “نقطة تحول تاريخية” للأسواق.
وعلى مدار عطلة نهاية الأسبوع، تكثفت التحركات الدبلوماسية، حيث اجتمع مستشارو الأمن القومي من الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا في المملكة المتحدة، وجرى تنسيق اتصالات بين قادة عالميين، بينهم بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في إطار مساعٍ لدعم التهدئة.
إلى ذلك، تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى ما فوق 63 دولاراً للبرميل، وسط توقعات بأن أي اتفاق سلام قد يؤدي إلى رفع العقوبات عن الإمدادات الروسية، ما يزيد من فائض المعروض المتوقع لاحقاً هذا العام.
ويرى محللون في شركة “لومبارد أودييه” لإدارة الثروات أن هدوء الأوضاع في أوروبا سيؤدي إلى إعادة تسعير المخاطر الجيوسياسية المضافة إلى أسعار النفط، بما قد يضغط على الأسعار نحو مزيد من الانخفاض.
تركز أنظار المستثمرين هذا الأسبوع على بيانات التضخم الأمريكية، ونتائج مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في الصين، وسط مؤشرات متواصلة على ضعف الطلب في ثاني أكبر اقتصاد عالمي. كما تترقب الأسواق قراراً بشأن تمديد الهدنة الجمركية الأمريكية على الصادرات الصينية، مع ترجيحات قوية بتمديدها 90 يوماً إضافية.
تطورات هذا الأسبوع تحمل أبعاداً أعمق من مجرد حركة يومية للأسواق، إذ يمكن لأي انفراجة في الملف الأوكراني أن تُعيد رسم خريطة التدفقات التجارية، وتؤثر في أسعار الطاقة، وتعيد توزيع الاستثمارات بين الأصول التقليدية والرقمية.
كما أن استمرار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، مقروناً باحتمال تحولات في تحالفات الطاقة، قد يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي، ويجعل الأسواق عرضة لموجات متتابعة من التفاؤل والحذر.