تقارير
أخر الأخبار

أسطول الصمود يبحر نحو غزة.. ونتنياهو يعترف: نحن في عزلة واقتصادنا مغلق

تقارير | بقش

أبحرت جميع سفن أسطول الصمود العالمي، فجر اليوم الإثنين من ميناء بنزرت التونسي، باتجاه غزة، ويتجاوز العدد الإجمالي للسفن المبحرة 40 سفينة، بما فيها السفن المنطلقة من إيطاليا، ويُنتظر أن يرتفع عدد السفن مع انضمام مزيد منها من تونس واليونان وإسبانيا، وتقل سفن الأسطول مئات الناشطين من 40 دولة.

ووفق متابعة بقش، يُرجح أن يتمكن الأسطول المحمل بعشرات الأطنان من المساعدات من الوصول إلى المياه الإقليمية الفلسطينية قبالة سواحل غزة في غضون 10 أيام.

وأبحرت السفينة الإسبانية مارينات أمس الأحد وعلى متنها عدد من النشطاء الأوروبيين، من ميناء بنزرت شمالي تونس، وسط حشد جماهيري من مواطنين يمثلون جنسيات متعددة رفعوا أعلام بلدانهم إلى جانب العلم الفلسطيني.

وتشمل تحركات كسر الحصار تحالفات كل من “أسطول الحرية”، و”الحركة العالمية نحو غزة” والمبادرة الشرق آسيوية “صمود نوسانتارا” إلى جانب الأسطول المغاربي.

وتسود تكهنات بأن الاحتلال قد يعترض طريق السفينة ويختطف ناشطيها، وكان قد اختطف في أواخر يوليو الماضي 21 ناشطاً من 12 دولة، كانوا على متن السفينة “حنظلة”، التابعة لتحالف أسطول الحرية، حيث تم ترحيلهم جميعاً بعد احتجاز بعضهم وإساءة معاملتهم لأيام، وصادر المساعدات الإنسانية التي كانت على متنها، فضلاً عن مصادرة السفينة نفسها، ما مثّل ثالث اعتداء من نوعه على بعثات أسطول الحرية خلال العام الجاري، بعدما قصف السفينة “الضمير” في مايو، واحتجز السفينة “مادلين” في يونيو واختطف النشطاء الذين كانوا على متنها واحتجزهم وأساء معاملتهم قبل إطلاق سراحهم.

تفاصيل السفن

غادرت سفينتا “ألما” و”فاميلي” من ميناء “بنزرت” شمالي البلاد، وهما من أكبر سفن الأسطول من حيث الحجم وعدد المشاركين على متنهما، وحسب اطلاع بقش فإن هاتين السفينتين هما اللتان تعرّضتا لهجمات بمسيّرات حارقة الأسبوع الماضي أثناء رسوهما في ميناء “سيدي بوسعيد” قرب العاصمة تونس.

كما انطلقت ثلاث سفن أخرى، هي: “مياميا” و”ألكاتالا” و”علاء الدين”، من ميناءي “سيدي بوسعيد” و”قمرت”، ضمن مشاركة “أسطول الصمود المغاربي”. ومن المقرر أن تبحر مراكب إضافية خلال اليوم بعد استكمال أعمال الصيانة والتزود بالوقود والمؤن.

سيتم التقاء السفن المنطلقة من الموانئ التونسية الثلاثة قبالة سواحل ولاية نابل في تونس، لتتابع رحلتها نحو المياه الدولية حيث ستنضم إليها سفن مشاركة أخرى من إيطاليا واليونان، ووفق لجنة كسر الحصار عن غزة، فقد شهدت التحضيرات تأخيرات متكررة نتيجة سوء الأحوال الجوية وأعمال الصيانة، ولم يُعلن بعد عن العدد النهائي للسفن المشاركة من السواحل التونسية، في انتظار اكتمال جميع الترتيبات.

وكان المتحدث باسم البعثة الإسبانية، دييغو إلفيرا، أكد أن الرحلة واجهت عواصف وتحديات خلال أيام من الإبحار، لكنها لا تُقارن بمعاناة الفلسطينيين اليومية، مشيراً إلى أن الهدف هو “إسناد الشعب الفلسطيني والتنديد بعقود من الإبادة الجماعية على يد الاحتلال”.

مخاطر العزلة الدولية لإسرائيل.. إقرار غير مسبوق

وبينما هناك احتمالية لاعتراض إسرائيل لأكبر تحرك تضامني بحري مع غزة في التاريخ، ثمة مخاوف حقيقية يفرضها الأسطول بدوره. إذ سبق وهدد عمال ميناء جنوة الإيطالي بإغلاق البحر المتوسط بالكامل على إسرائيل وقطع اتصالها الكامل مع أوروبا في حال انقطع الاتصال مع الأسطول لمدة 20 دقيقة فقط.

ويزداد السخط الأوروبي على إسرائيل، ويتم تنظيم الإضرابات الدولية الشاملة والتهديدات الراهنة من قِبل النقابات الأوروبية بتنفيذ إضراب دولي شامل، بما في ذلك إضراب محتمل لعمال ميناء جنوة الإيطالي. وفي مرسيليا رفض العمال تحميل الأسلحة لإسرائيل، كما تم في اليونان تبديل مجرى الحاويات المليئة بالذخائر، إضافة إلى منع السياح الإسرائيليين من النزول إلى المناطق السياحية على السواحل اليونانية، وفي السويد أعلن اتحاد الموانئ السويدية حظراً كاملاً للتجارة العسكرية مع إسرائيل.

وتعتمد إسرائيل على البحر في 99% من وارداتها، وتعتمد على أوروبا كشريان حياة اقتصادي وتجاري، من السلع الغذائية والمواد الخام وإمدادات الطاقة والإمدادات العسكرية وغيرها، وفي حال انقطاع مثل هذه الواردات الحيوية، فإن إسرائيل مهددة بارتفاع الأسعار بنسبة لا تقل عن 25% خلال وقت قصير وفقاً لمعطيات اقتصادية اطلع عليها بقش تُؤكد فداحة تداعيات الحرب المستمرة في الداخل الإسرائيلي وسكانه.

وفي أحدث التصريحات، أقر نتنياهو بأن إسرائيل تواجه عزلة دولية متزايدة تؤثر بشكل مباشر على اقتصادها ووضعها العام، ووفق اطلاع بقش دعا نتنياهو الإسرائيليين إلى “التأقلم مع واقع جديد” يعتمد على “اقتصاد مغلق”، مشيراً إلى أن الاقتصاد سيتسم بجوانب “اقتصاد متقشف”، وهي تصريحات غير مسبوقة تُعد الأولى من نوعها على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لاقى التصريح صدى واسعاً داخل إسرائيل واعتُبر اعترافاً بفشل نتنياهو وحكومته وجرّ إسرائيل إلى مستنقع لا خلاص منه، واعتبر اقتصاديون هذا التصريح إقراراً متأخراً بواقع فرضته سياسات الحكومة. وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد: “هذا تصريح جنوني، العزلة ليست قراراً مصيرياً، بل هي نتيجة سياسة خاطئة وفاشلة لنتنياهو وحكومته”.

ويعكس التصريح غير المسبوق القلق المتزايد في الأوساط السياسية والاقتصادية من تأثير المقاطعة الدبلوماسية والتجارية والثقافية، خاصة بعد الانتقادات الدولية لسياسات إسرائيل في غزة وتوسعها الاستيطاني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش