أزمة الغاز في عدن تتحول إلى كارثة معيشية.. وشركة الغاز تحمّل الجهات الأمنية المسؤولية

الاقتصاد اليمني | بقش
تشهد مدينة عدن أزمة غاز منزلي حادة تحولت إلى كارثة إنسانية ومعيشية تهدد حياة المواطنين اليومية، وسط غياب أي حلول عاجلة من الجهات المعنية.
وتعود الأزمة بشكل رئيسي إلى احتجاز مقطورات الغاز في محافظة أبين من قبل مسلحين قبليين، للضغط على السلطات الأمنية للإفراج عن بعض الأفراد القبليين المحتجزين، ما تسبّب في تعطيل وصول الإمدادات القادمة من محافظة مأرب لليوم العشرين على التوالي وفق متابعات مرصد “بقش”، وهو ما انعكس مباشرة على نقص الغاز في عدن.
وقال مصدر في شركة الغاز إن الأزمة تعود إلى القطاعات القبلية المتكررة، وإن الشركة أوفت بمسؤولياتها تجاه إيصال المواد إلى المدينة، وأضاف أن الشركة تخلي مسؤوليتها، وأن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الأجهزة الأمنية لتأمين الطرق وإطلاق الإمدادات المحتجزة.
وشهدت عدن ازدحاماً خانقاً في محطات التعبئة، مع طوابير طويلة امتدت إلى الشوارع الرئيسة، خصوصاً في مديريات كريتر وخور مكسر حسب معلومات “بقش”، ما أدى إلى شلل في الحركة اليومية للسكان.
كما ارتفعت أسعار أسطوانات الغاز بشكل كبير في السوق السوداء لتتجاوز 15 ألف ريال يمني، مقارنة بالسعر الرسمي البالغ قرابة 8,500 ريال للأسطوانة.
وأدى النقص الحاد في الغاز إلى تعطل بعض الخدمات الأساسية، وتهديد حياة الأسر البسيطة، ما يهدد بخطر أكبر إذا استمر الوضع دون تدخل سريع وحاسم.
خطوات رسمية غير كافية
ونُشر أن شركة الغاز حاولت تدارك الأزمة من خلال تسيير أسطول يضم 461 مقطورة، إلا أن الكميات الواصلة لم تلبِّ احتياجات السكان الفعلية.
ومن جانبها، اتجهت السلطة المحلية لعقد اجتماعات شكلت خلالها لجان رقابية لضبط المخالفين والمتلاعبين بالأسعار، مع التأكيد على الالتزام بالتسعيرة المحددة.
وفي تعليق لـ”بقش”، قال الخبير الاقتصادي أحمد الحمادي إن أزمة الغاز في عدن تجسد نموذجاً لتداخل العوامل الأمنية والقبلية مع حياة المواطنين اليومية، حيث أدت تعقيدات الاحتجاز والاعتراض على الطرقات إلى معاناة كبيرة.
وتتطلب الأزمة، وفقاً للحمادي، تحركاً فورياً من الأجهزة الأمنية لتأمين إطلاق مقطورات الغاز المحتجزة وضمان وصول الإمدادات بانتظام، وتعزيز الرقابة على محطات التعبئة لمنع استغلال الأزمة ورفع الأسعار بشكل غير قانوني، والتنسيق الجاد بين السلطات المحلية وشركة الغاز لضمان استمرارية التموين وتفادي أي توقفات مستقبلية، وكذا وضع خطة طوارئ لتوزيع الغاز على المناطق الأكثر تضرراً في حال استمرار الأزمة.


