أزمة الكهرباء في مصر | ما هي أسبابها وما علاقة إسرائيل؟
الأخبار العربية أزمة الكهرباء في مصر | ما هي أسبابها وما علاقة إسرائيل؟

تزيد مدة قطع الكهرباء في #مصر عن ثلاث ساعات يومياً، وسط رفض شعبي مصري واسع أمام هذه الأزمة التي خلفت مشاكل طالت حتى المرضى في المستشفيات. أزمة قطع الكهرباء تأتي وسط ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي واستمرار موجة الحر الشديد، فعلى سبيل المثال تفوق درجات الحرارة في #أسوان جنوبي مصر 49.8 درجة مئوية، وبذلك تكون أسوان قد تصدرت قائمة المدن الأكثر حرارة على وجه الأرض. وقررت الحكومة إغلاق المحلات التجارية في العاشرة مساء باستثناء محلات السوبر ماركت في الـ1 صباحاً، اعتباراً من الأسبوع المقبل، وهو ما يعترض عليه أصحاب محلات كثر في العاصمة #القاهرة وغيرها من المناطق. أضافت الحكومة أنها تعاقدت على شحنات مازوت بـ300 ألف طن تصل بداية الأسبوع المقبل بتكلفة 180 مليون دولار. وحسب متابعات بقش، طالت الأزمة المنازل والمصانع بقرار من الحكومة المصرية بتخفيف الأحمال، والتي تمثلت في البداية في قطع التيار الكهربائي لساعة ثم ازداد إلى ساعتين وأخيراً ثلاث ساعات. وأعلنت الحكومة أمس الثلاثاء أن مصر ستحتاج إلى استيراد ما قيمته نحو 1.18 مليار دولار من زيت الوقود والغاز الطبيعي من أجل التخفيف من انقطاع التيار الكهربائي المستمر. وستصل هذه الشحنات كاملة في الأسبوع الثالث من شهر يوليو المقبل، وفقاً للحكومة التي قالت إنها تهدف إلى وقف قطع الكهرباء خلال أشهر الصيف المتبقية، وإنها تعاقدت على 300 ألف طن من المازوت بقيمة 180 مليون دولار لتعزيز احتياطياتها الاستراتيجية. وتشتعل وسائل التواصل الاجتماعي بشكاوى المصريين حول تأثير انقطاع التيار الكهربائي، حيث قال البعض إنهم اضطروا لشراء مولدات كهربائية خاصة، وقد أثرت المشكلة بشكل خاص على المراهقين الذين يدرسون للحصول على شهادة الثانوية العامة، حيث نشر بعض المستخدمين صوراً لطلاب يدرسون على ضوء الشموع. وتتزامن أزمة قطع الكهرباء مع امتحانات الثانوية العامة في مصر، وهي المرحلة التعليمية الأهم بالنسبة للأسر المصرية، وطالب عدد من أولياء الأمور خلال الأيام الماضية، الحكومة بوقف قطع التيار الكهربائي خلال فترة الامتحانات، التي تستمر حتى 17 يوليو المقبل. ويبدو أن أزمة قطع الكهرباء لن تنتهي كلياً قبل نهاية العام الجاري، حيث قال رئيس الوزراء المصري إن الحكومة وضعت خطة ستنهي بالكامل مشكلة تخفيف الاحمال بنهاية هذا العام. تعطل حقل "إسرائيلي" تحدَّث رئيس الوزراء المصري عن تسبب "عطل فني مفاجئ" في "حقل غاز بإحدى دول الجوار" بزيادة عدد ساعات قطع الكهرباء في مصر، بعد تراجع إمدادات الوقود لمحطات التوليد. وفقاً لما قاله مصطفى مدبولي، خرج أحد الحقول من دول الجوار من الخدمة، وحصل عطل فني وتوقّف فجأة لمدة 12 ساعة. وقال موقع "القاهرة 24ِ" المصري إن تصريحات رئيس الوزراء المصري أثارت تساؤلات العديد من المواطنين، عن حقل الغاز الذي تعرض إلى أزمة لمدة 12 ساعة، والذي قال رئيس الوزراء إنه يقع داخل إحدى مناطق الجوار دون ذكر اسمه أو ذكر المنطقة أو الشركة المشغلة للحقل. ولمح الموقع بأن الحقل هو حقل إسرائيلي بعدما قال إن مصر تستورد الغاز من إسرائيل لتلبية الاحتياجات المحلية، وتسييل الفائض عبر مصانع التسييل في #أدكو و #دمياط لتصديره إلى #أوروبا، مما جعل مصر مركزاً إقليمياً للطاقة. وقد صدرت إسرائيل نحو 5.8 مليار متر مكعب إلى مصر في عام 2022، وكان من المتوقع أن تزيد الصادرات إلى مصر قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على #غزة في أكتوبر الماضي. ومع بداية الحرب، تراجعت واردات مصر من الغاز الطبيعي الإسرائيلي بنحو 19% إلى نحو 650 مليون قدم يومياً من الغاز يوم 9 أكتوبر السابق وفقاً لاطلاع بقش، بدلاً من 800 مليون قدم، حيث تلقت شركة "شيفرون" للطاقة تعليمات من إسرائيل بإيقاف إنتاج الغاز الطبيعي في حقل #تمار بسبب الحرب. وسجلت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي أرقاماً قياسية خلال الربع الأول من العام الجاري (2024)، حيث حققت في مارس الماضي أعلى معدل لها على الإطلاق. وارتفع إجمالي واردات مصر من الغاز الإسرائيلي إلى 2.63 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير حتى نهاية مارس 2024، مقابل 1.85 مليار متر مكعب في الربع المقارن من العام الماضي، أي بمقدار ارتفاع سنوي 744 مليون متر مكعب. طبيعة الأزمة و"الضغط الإسرائيلي" · تصل تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى مصر لتتم إعادة تصديرها مرة أخرى من خلال تسييلها في محطتي إدكو ودمياط، إلا أن هذه الكميات أصبحت توجه كلها إلى السوق المحلية، والسبب في ذلك إن إنتاج الغاز المصري تراجع بشكل كبير بسبب تراجع إنتاج حقل ظهر المصري الضخم، والذي يمثل قرابة 35% إلى 40% من الإنتاج الكلي للغاز في مصر. في نفس الوقت تزايد الاستهلاك المحلي بالشكل الذي وسع الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج، وأنهى الاكتفاء الذاتي من الغاز الذي كانت مصر وصلت إليه منذ 6 سنوات فقط (حيث تم إعلان الاكتفاء الذاتي في عام 2018). وبسبب ذلك تراجعت صادرات مصر من الغاز المسال بشكل حاد في عام 2023، ومع بداية عام 2024 كانت مصر غير قادرة على تصدير أي شحنة غاز مسال، وأعلنت الحكومة في مايو الماضي وقف صادرات الغاز المسال إلى أوروبا مؤقتاً أملاً في تراجع الاستهلاك في الشتاء بما يسمح بعودة الصادرات مرة أخرى. وتتلقى مصر يومياً حوالي 1.1 مليار قدم مكعب يومياً من إسرائيل في حين أن استهلاك مصر اليومي يصل إلى 6.1 مليار قدم مكعب يومياً (يُستخدم أغلبها في توليد الكهرباء)، ما يعني أن مصر تتلقى 18% من احتياجاتها من الغاز من إسرائيل، أي إن خمس الاستهلاك المصري من الغاز الطبيعي يعتمد على إسرائيل. وذلك ما دفع نشطاء وخبراء اقتصاد إلى التأكيد على أن اعتماد مصر على إسرائيل يشكل خطراً على الأمن القومي المصري. ويقول الاقتصادي المصري خالد فؤاد، الباحث المتخصص في شؤون الطاقة والعلاقات الدولية، إن هذا يعني أن إسرائيل تمتلك أداة ضغط هائلة على مصر، حيث يمكن لإسرائيل إذا قطعت إمدادات الغاز بالكامل عن مصر في الوقت الراهن أن تتسبب في انقطاع الكهرباء لمدة تصل تقريباً إلى 5 ساعات، وهكذا وبإضافة الـ3 ساعات الحالية فإن عدد ساعات انقطاع الكهرباء عن مصر سيصل إلى 8 ساعات. أي إن ثلث اليوم في مصر سيمر بدون كهرباء بسبب إسرائيل، وبدون استخدام أسلحة ثقيلة، كما يقول فؤاد، مضيفاً: "يمكن لإسرائيل أن تقطع الغاز عن مصر، وهذا ما رأيناه وشاهدناه بأعيننا مع بداية الحرب في أكتوبر الماضي عندما أوقفت إسرائيل منصة إنتاج حقل تمار، وأوقفت إمدادات الغاز كاملة عبر خط أنابيب العريش-عسقلان". ويشرح خالد فؤاد بقوله: "المؤكد أن غالبية الغاز القادم من إسرائيل إلى مصر يأتي من حقل ليفياثان وليس حقل تمار الذي تم تعطيله بسبب الحرب، ولكن إسرائيل فعلت ما تم التحذير منه خلال السنوات الماضية عن خطورة استيراد الغاز من إسرائيل وقامت باستخدام الغاز كأداة سياسية للضغط على مصر، وهو موقف قابل للتكرار ومرجح وقوعه في أي وقت من إسرائيل". وتوجه مصريون كثر بانتقاداتهم إلى رئيس مصر عبدالفتاح السيسي، بما فيهم إعلاميون محسوبون على السلطة مثل لميس الحديدي، التي كتبت في حسابها على إكس: "يعني إيه قطع كهرباء 4 ساعات في حرارة 43 وبدون مواعيد محددة؟ فيه ناس كبيرة لا تتحمل، ناس مريضة وطلبة بيذاكروا وناس بتتعلق في المصاعد.. حتى الناس العادية ده أبسط حقوقها". وتقدم عضو مجلس النواب، ضياء الدين داود، الاثنين، ببيان عاجل لرئيس المجلس بشأن أزمة قطع التيار الكهربائي، وأوضح أن الحكومة منتهية الولاية، ورئيسها المكلف، "يتعاملون بعناد مع المصريين"، ويعلنون عن خطة لترسيخ الفشل الحكومي بمعاقبة الشعب المصري بقطع الكهرباء لفترات أطول وصلت في بعض المناطق إلى 6 ساعات.

المزيد من المقالات