بقش - الأخبار العربية الثلاثاء 28 نوفمبر 2023م لم تعمل الهدنة على تلبية الاحتياجات المعيشية الكبيرة بالشكل المطلوب لقطاع #غزة، نتيجة الدمار الهائل الذي خلفه القصف الإسرائيلي على مدى قرابة الـ50 يوماً، وبسبب محدودية المساعدات التي تم إدخالها للقطاع خلال الأربعة الأيام الماضية. واليوم الثلاثاء قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية منعت إدخال شاحنة وقود كان من المفترض أن تعبر إلى شمال قطاع غزة، في الوقت الذي تطالب وزارة الصحة بغزة بمد المستشفيات بالوقود لعدم تلقيها الكميات المطلوبة من الوقود خلال الهدنة، وفقاً لمتابعات مرصد بقش. وبينما يحذر برنامج الأغذية العالمي من أن قطاع غزة على شفا المجاعة ويؤكد أن المساعدات غير كافية، تقول بلدية غزة إن أكثر من 700 ألف مواطن فلسطيني في غزة وشمال القطاع بحاجة ماسة للماء والغذاء والوقود، وإن آباراً مهمة للمياه توقفت عن العمل بسبب عدم توفر الوقود. ولا تسد هذه المساعدات حاجات سكان القطاع الذين يعيش نحو 80% منهم بالفعل على المساعدات الإنسانية الغذائية أو المالية. شلل معيشي تام ومأساة تفوق الهدنة يقتضي اتفاق الهدنة، حسب متابعات بقش، أن يدخل ما لا يقل عن 200 شاحنة يومياً من مساعدات الغذاء والدواء والوقود إلى غزة، لكن مع احتساب دخول الحد الأقصى خلال الأيام الأربعة الماضية، فإن مجموع الشاحنات التي دخلت إلى القطاع يساوي فقط معدل مرور شاحنات يوم واحد قبل انطلاق عملية "طوفان الأقصى" يوم 07 أكتوبر الماضي. يؤكد المسؤولون في غزة أن المساعدات لا تكفي مع تصاعد ظاهرة الطوابير على الخبز والوقود وكافة السلع الأساسية، وتضاعف الأزمات الاقتصادية التي تزيد الحياة اليومية صعوبة. وتنعدم القدرة الشرائية لدى فلسطينيي غزة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع والتي استهدفت المنازل والممتلكات والوظائف، وقطع الرواتب عن الغزيين للشهر الثاني على التوالي. ويقول الفلسطينيون إن القصف الأعنف الإسرائيلي تسبب في تهجيرهم من محافظتي غزة والشمال نحو وسط وجنوب قطاع غزة، بعد أن تم قصف أكثر من 60% من البيوت والمنشآت السكنية، وهو ما ضاعف الأزمة الاقتصادية نتيجة فقدان أو ترك مئات الآلاف لمساكنهم، وسط حالة غلاء مهولة وفقدان مصادر الدخل والشلل في مختلف المصالح التجارية والصناعية والزراعية كافة. هذا يضاف إلى عدم وجود بنوك ومصارف بسبب استهدافها منذ اليوم الأول للحرب، كما أن رداءة الإنترنت وقطعه المتكرر واستهداف الإسرائيليين لشبكات الاتصال والبنايات التي تُرفع عليها أبراج الإرسال، كل ذلك لا يمكّن الغزيين من استلام الحوالات الدولية أو الأموال من الخارج. وفقد الغزيون أعمالهم ووظائفهم، حتى تلك الأعمال التي بالأجرة اليومية "أعمال المياومة"، مما اضطر كثيرين لبيع ممتلكاتهم وممتلكات نسائهم مثل الذهب للإنفاق على أطفالهم وتوفير الحد الأدنى من الطعام والمياه. ويقف المجتمع الدولي صامتاً أمام الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان غزة، والتي من شأنها أن تعود لتتفاقم مع معاودة إسرائيل للقصف بانتهاء الهدنة الخميس.