استمراراً لكارثية الوضع الإنساني في غزة، وصل الأمر إلى مستوى حرج للغاية لم يشهده القطاع من قبل، إذ يعاني القطاع من دمار واسع النطاق، وصدمات نفسية، ويأس عام، في مشهد يصعب استيعابه واستيعاب حجم الدمار الشديد الذي لحق بالسكان وممتلكاتهم. وتقول سبريد كاغ، المنسقة الرئيسية للموظفين الدائمين للإعمار في قطاع غزة، إن الأزمة العامة في غزة تجتاح القطاع صحياً أيضاً، حيث أصبحت الأمراض مصدر قلق كبير بسبب الظروف الصحية السيئة، والتي تفاقمت بفعل درجات حرارة الصيف الشديدة. وهناك حاجة ماسة لتسهيل وصول الموارد الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة والصحية للمحتاجين، وبهذا الصدد علَّق وزير الخارجية الأردني بأن #الأردن قادر بالفعل على رفع عدد شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة إلى 500 يومياً، لكن بشرط أن تسمح #إسرائيل بدخول المساعدات. خسائر اقتصادية جسيمة وفقاً لبيانات #الأمم_المتحدة و #البنك_الدولي، فإن قيمة الخسائر الاقتصادية التي شهدها قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر، تبلغ أكثر من 18.5 مليار دولار، وهو ما يمثل 97% من الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني في #الضفة_الغربية وغزة عام 2022. وتكشف نسب خسائر القطاعات عن أزمة فادحة تتصاعد في القطاع، وتتمثل هذه النسب في مختلف القطاعات كالآتي: قطاع الإسكان 72%، قطاع التجارة والصناعة والخدمات 9%، قطاع الزراعة 3.4%، قطاع الصحة 3%، قطاع الماء والصرف الصحي والنظافة 2.7%، قطاع البيئة 2.2%، قطاع النقل 1.9%، قطاع التعليم 1.8%، قطاع التراث الثقافي 1.7%، قطاع الطاقة 1.5%، قطاع المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات 0.5%، قطاع الخدمات البلدية 0.1%، وفقاً لمتابعات بقش. ولم يتبق إلا القليل من الأصول التي لم تُمس، وهناك أكثر من 26 مليون طن من الحطام والركام خلفتها عمليات التدمير الناجمة عن القصف الإسرائيلي. وحسب الأمم المتحدة فإن أكثر من نصف سكان قطاع غزة باتوا على شفا المجاعة، كما يعاني كامل السكان من انعدام أمن غذائي وسوء تغذية حادين. وللحرب تأثيرات تراكمية كارثية على الصحة الجسدية والنفسية ضربت بشكل شديد القسوة النساء والأطفال والمسنين وذوي العجز، ومع الضرر أو التدمير الكلي الذي طال 84% من المرافق الصحية في غزة ونقص الكهرباء والمياه لتشغيل المرافق الباقية، أصبح السكان يعانون من نقص الوصول إلى الرعاية الصحية وإسعافات إنقاذ الأرواح. أزمة "مواصلات" في غزة التقارير من داخل غزة التي طالعها بقش، تؤكد أن سكان القطاع يعانون من أزمة كبيرة في توفر المواصلات والتنقل من منطقة لأخرى وسط تكرار عمليات النزوح على مدار عشرة أشهر متواصلة. ومنذ بداية عمليات النزوح في 13 أكتوبر الماضي، تدهور واقع النقل والمواصلات بشكل مستمر، خصوصاً مع وصول أعداد النازحين لأكثر من 1.2 مليون نسمة. وأصبحت الحركة صعبة للغاية داخل القطاع، خصوصاً وأن أعداداً كبيرة من الحيوانات التي كانت تستخدم في النقل سابقاً مثل الحمير وغيرها انتقلت هي الأخرى نحو مناطق وسط وجنوبي القطاع، فضلاً عن قتل الإسرائيليين العشرات منها في عمليات القصف. وتفيد المعلومات بأن أسعار المواصلات كانت في السابق تراوح ما بين شيكل وثلاث شيكلات إسرائيلية على الأكثر، إلا أنها ارتفعت في الحرب الإسرائيلية على غزة لتصبح خمسة شيكلات على الأقل، وترتفع في أحيان أخرى لتصل إلى 20 شيكلاً إسرائيلياً (الدولار = 3.66 شيكلات). كما كانت أسعار المحروقات تبلغ ما بين خمس وسبع شيكلات إسرائيلية لكل لتر بنزين أو سولار، لكنها اليوم وصلت إلى 200 شيكل لكل لتر من البنزين و105 شيكلات لكل لتر من السولار، أما زيت الطهي فيصل سعره إلى 55 شيكلاً لكل لتر.