بشكل مفاجئ غادر رئيس شركة "نيوم" نظمي النصر منصبه كرئيس لها، وحلَّ محله أيمن المديفر رئيساً مكلفاً للشركة التي تعمل على خطة مشروع نيوم بقيمة نصف تريليون دولار لبناء عشر مدن مستقبلية. شركة نيوم قالت إن هذا التغيير يهدف لضمان استمرارية العمل وفق رؤية وأهداف نيوم التي تشمل مشاريع "ذا لاين" و"أوكساجون" و"تروجينا" و"مقنا" وجزر نيوم. وذكرت نيوم إن تعيين المديفر تم "بعد مغادرة نظمي النصر كرئيس تنفيذي"، دون تحديد ما إذا كان النصر قد أُقيل أم قدَّم استقالته. ووصفت الشركة المديفر بأنه شغل منذ عام 2018 منصب رئيس إدارة الاستثمارات العقارية المحلية في صندوق الاستثمارات العامة، ولديه فهم لمشاريع نيوم ورؤيتها المستقبلية، ويشرف على جميع الاستثمارات العقارية المحلية والمشاريع التنموية والبنية التحتية. وحسب متابعة بقش، نشرت وكالة رويترز أن السعودية اضطرت لتقليص حجم بعض المخططات في المشروع بسبب ارتفاع التكاليف، بما في ذلك مشروع "ذا لاين"، وهو مشروع مدينة مستقبلية بين جدران عاكسة تمتد لمسافة 170 كم (106 أميال) في الصحراء داخل نيوم. وعلَّقت رويترز على رحيل نظمي النصر بأن الأخير ربما لم يحقق مؤشرات الأداء الرئيسية، مضيفةً أن قادة المشروع عملوا وسط مواعيد نهائية ضيقة للغاية لتسليم تطورات ضخمة بحلول الموعد النهائي في عام 2030 مع تأخر العديد من المخططات عن الجدول الزمني أو مواجهة التأخير. وفي مايو الماضي، ذكرت رويترز أن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية والذي تبلغ قيمته 925 مليار دولار، يدرس إعادة التنظيم بهدف زيادة تركيزه على الاستثمارات التي لديها فرصة أكبر للنجاح. تعثُّر مشاريع نيوم في تقرير لوول ستريت جورنال اطلع عليه بقش، قالت الصحيفة الأمريكية إن رحيل نظمي النصر الذي لم تُعرف أسبابه يُعتبر تغييراً كبيراً في قمة مشروع نيوم الذي يُعد أولوية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن "مسؤولين تنفيذيين من صندوق الاستثمارات العامة يأتون لتولي السيطرة على مشروع نيوم". وهناك سلسلة من التحديات التي تواجه مشروع نيوم، وأبرزها التأخيرات وتجاوز التكاليف وتغيير الموظفين، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين: "أدركنا أننا لا نمتلك الموارد المالية الكافية لتمويل جميع المشاريع العملاقة التي تم التخطيط لها سابقاً". ويتم تأجيل بعض المشاريع وإلغاء أخرى دون الإعلان عن التفاصيل، وفقاً لوول ستريت جورنال، ويتفق ذلك مع عدة تقارير صحفية غربية تؤكد على وجود تحديات تواجه مشروع نيوم الذي يعتبر ركيزة رؤية 2030 السعودية، بسبب التكاليف العالية. وتصل قيمة المشاريع خلال 8 سنوات إلى 1.3 تريليون دولار على أقل تقدير وفق متابعات بقش، وتشير بيانات شركة الاستشارات العقارية "نايت فرانك" إلى ارتفاع حجم المشاريع السعودية بنسبة 4% على أساس سنوي، على رأسها مشروع مدينة نيوم. وقد تمت ترسية عقود عقارية في السعودية بقيمة 164 مليار دولار منذ عام 2016، إذ تم تخصيص الجزء الأكبر من هذه الأموال بمبلغ يقارب 29 مليار دولار لمشاريع مدينة نيوم التي تبلغ قيمتها الإجمالية 1.5 تريليون دولار، شاملةً مشروع مدينة ذا لاين التي يجري العمل عليها وترغب السعودية في إكمال إنشائها في 2030. ولم تنفذ السعودية الكثير من خطط المرحلة الأولى من مشروع نيوم بسبب حقيقة أن التكاليف ضخمة للغاية في وقتٍ تنفق فيه البلاد أكثر بكثير مما تجنيه، وحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإنه يُزعَم أن مشروع نيوم أكبر مشروع بناء على وجه الأرض، إلا أن المشروع الرئيسي لشركة نيوم، تعرّض لانتقادات من المجتمع الدولي بسبب طموحه وجدواه، إذ تم تسليط الضوء على التكلفة والجدول الزمني ومواد البناء كقضايا رئيسية، كما تم انتقاد استخدام مخطط جمع البيانات المقترح الذي من شأنه أن يعوض السكان مقابل استخدام بياناتهم. ومشروع ذا لاين الذي كان مخططاً له أن يعيش في ناطحات السحاب فيه نحو 1.5 شخص بحلول 2030، أصبح متوقعاً أن يستوعب فقط أقل من 300 ألف ساكن بحلول ذلك العام. وبعد أن كان الهدف أن يمتد ذا لاين لمسافة 170 كيلومتراً على طول ساحل #البحر_الأحمر، تؤكد وكالة بلومبيرغ أنه لن يتم الانتهاء سوى من 2.4 كيلومتر فقط بحلول 2030. وتواجه نيوم بشكل عام صعوبات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث لم تحصل السعودية في العام 2023 سوى على نحو 11 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر، أي حوالي 1% أو أقل من الناتج المحلي الإجمالي. وفي إطار جذب الاستثمارات إلى المملكة، يشار إلى أن السعودية عملت هذا العام على إلزام الشركات الأجنبية بنقل مقراتها الإقليمية إلى #الرياض مالم فستخسر الشركات تعاقداتها مع الحكومة. وفي أكتوبر الماضي قالت وزارة الاستثمار السعودية إن 540 شركة أجنبية باتت تعتمد الرياض مقراً إقليمياً.