أمريكا تعرب عن قلقها من أخطر أزمة بحرية على الإطلاق و"شارة #الصين" في البحر الأحمر تزعج الغرب
مقالاتأمريكا تعرب عن قلقها من أخطر أزمة بحرية على الإطلاق و"شارة #الصين" في البحر الأحمر تزعج الغرب

ازدادت المخاوف الدولية من استمرار توترات #البحر_الأحمر المؤثرة على حركة الشحن البحرية على مستوى العالم، بعد أن فضلت الشركات عدم خوض البحر والاتجاه نحو طريق أطول من رأس الرجاء الصالح في #أفريقيا. وزارة الخارجية الأمريكية تقارن ما يحدث الآن بالفترة التي جنحت فيها سفينة الحاويات الضخمة "إيفر غيفن" في قناة السويس، عندما أغلقت ممر الشحن الحيوي في البحر الأحمر لمدة ستة أيام في العام 2021. الخارجية تقول في تقرير اطلع عليه مرصد بقش إن تلك السفينة الجانحة تسببت في تكاليف تأخير عانت منه السفن الأخرى التي تنقل البضائع، ووصلت الكلفة إلى 9 مليارات دولار في اليوم الواحد. أما في الوقت الراهن وقد استمرت الأزمة منذ شهر نوفمبر 2023 مرتبطةً باستمرار الحرب الإسرائيلية على #غزة، فقد ارتفعت كافة التكاليف على الشركات والمستهلكين مرة أخرى، حيث اضطرت شركات الشحن لإعادة توجيه السفن حول الطرف الجنوبي لـ #أفريقيا، وبحلول أواخر شهر يناير الماضي انخفضت سفن الحاويات التي تعبر قناة السويس بنسبة 67%. وفي التقرير الذي رصده بقش من موقع "شير أميركا" وهو منصة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، تَعتبر #واشنطن أن المسار الأطول أدى إلى تأخير تسليم المواد الغذائية والملابس والأدوية والمساعدات الإنسانية، ويضيف هذا المسار مليون دولار إلى تكاليف الوقود لسفينة متجهة إلى شمال #أوروبا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهو ما ذكرته السفارة الأمريكية لدى #اليمن أيضاً. ويتم تمرير التكاليف عموماً إلى المستخدمين النهائيين أو المستهلكين، كما أن طرق الشحن الطويلة تزيد من الانبعاثات أيضاً، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى الإضرار بمناخ الأرض. وقد اضطرت مصانع وشركات "سوزوكي موتور" و"تسلا" و"فولفو كار إيه بي" لإغلاق مصانعها وإيقاف عمليات تصنيع السيارات في #أوروبا، لأنها لم تحصل على قطع الغيار التي تحتاجها في الوقت المناسب، كما أبلغت شركة مان آند ماشين الأمريكية (وهي منتجة للمعدات الطبية وفق متابعات بقش) عن تأخيرات في استلام قطع الغيار من #آسيا. الغرب ينظر إلى #الصين كـ"رابح أكبر" على نقيض العاصفة التي طالت سفن العالم، كثفت شركات الشحن الصينية عمليات العبور عبر البحر الأحمر. وسائل إعلام غربية، مثل التلغراف البريطانية، عبَّرت عن ذلك بأن الصين "تراهن على الحصانة" من هجمات قوات #صنعاء، حيث تقوم موجة من شركات الشحن الصغيرة برحلات جديدة عبر مضيق #باب_المندب المحظور على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بـ #إسرائيل وتلك الأمريكية والبريطانية حصراً. وشكلت سفن الحاويات المرتبطة بالصين أقل من 15% من عمليات عبور البحر الأحمر العام الماضي، وبحلول الأسبوع الثاني من يناير الجاري تضاعفت الحصة تقريباً إلى 28%. ونقلت التلغراف عن مجلة لويدز ليست للشحن قولها بأن العالم لم يرَ أي تقارير عن تعرض سفن مرتبطة بالصين لهجوم من قبل قوات صنعاء، مضيفة أن هناك ميلاً إلى أن يُنظر إلى السفن الصينية أو المرتبطة بالصين على نطاق واسع على أنها أصلٌ أكثر أماناً لعبور البحر الأحمر، وهذا هو الشعور في الوقت الحالي على الأقل داخل مجتمع الشحن الصيني. ويرى الغرب أن مالكي السفن حول العالم يعتقدون أن وجود شارة "الصين" مرئيةً يكفي لردع الهجمات عن السفن الصينية. ومنذ تكثيف هجمات قوات صنعاء، هبطت حركة الحاويات الكبيرة بنسبة تصل إلى 90%، وقامت السفن الغربية التي تسافر بين آسيا وأوروبا بتغيير مسارها بشكل جماعي حول رأس الرجاء الصالح لتجنب الضربات الصاروخية. كبرى المؤسسات الدولية تحذر ريان بيترسن، من شركة فليكسبورت لإدارة سلاسل التوريد، يقول في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، إنه إذا استمرت الهجمات لمدة عام، فقد تؤدي إلى زيادة تضخم البضائع بنسبة تصل إلى 2% على مستوى العالم، وذلك بعد أن كان بيترسن يَعتبر سابقاً أن ما يحدث هو فوضى قصيرة المدى تؤدي إلى زيادة التكاليف. ومن آثار إعادة توجيه السفن، تراكُم السفن المنتظرة في الموانئ والتي قد تستغرق أسابيع لتظهر، وهناك تحذيرات من أن جميع أنواع الأسواق المختلفة تتأثر، لكن مدى ذلك ليس واضحاً بعد. #البنك_الدولي وصندوق #النقد_الدولي يحذران من وضع كهذا، ويقولان في آخر التصريحات التي تابعها بقش إن الحرب على #غزة والتصعيد الإقليمي المرتبط بها في البحر الأحمر، يشكلان تهديداً للاقتصاد العالمي في حال استمرارهما. ويرى البنك والصندوق، ومقرهما "واشنطن"، أن التوترات أضرت بالفعل باقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وستنعكس آثارها غير المباشرة على الاقتصاد العالمي، وأن هذه التوترات تمثل أكبر التحديات التي تواجه آفاق اقتصاد العالم. فحين تُضاف هذه المتغيرات إلى ما يتبين بالفعل أنه ربما يكون أقل معدل نمو خلال الـ55 سنة الماضية، فهو أمر يجب أن تتم مراقبته عن كثب وفقاً لرئيس البنك الدولي، فيما تؤكد مديرة صندوق النقد: "أخشى أكثر من أي وقت مضى أن يطول أمد النزاع لأنه إذا استمرّ، فإن خطر توسعه سيزيد". وكانت منظمة #الأمم_المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) حذرت من أن حجم التجارة عبر قناة السويس انخفض بنسبة 42% في يناير وديسمبر، في حين يرى رواد أعمال عالميون أن الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن لن تجدي نفعاً وأنها ستزيد من توتر الأوضاع وتفاقم مخاطر الشحن على الشركات الدولية.

المزيد من المقالات