بقش - مقالات عمار خالد -1 نوفمبر 2023م يعاني قطاع #غزة من أقسى الظروف مع تزايد القصف الإسرائيلي الجوي، والتجويع لأهالي القطاع ومحاصرتهم وسط ظروف يصعب فيها توفير المواد الغذائية والخبز والماء، نتيجة الحصار الكامل على القطاع منذ يوم 7 أكتوبر. وتوقف عدد هائل من المحلات التي توفر مواد التغذية الأساسية مثل الخبز عن العمل نهائياً. المخابز التي تزود غزة بالخبز توقفت عن العمل بسبب نقص الدقيق والوقود اللازم لأفرانها، بينما يعمل القليل من المخابز وتقف أمامها طوابير من مئات الأشخاص الغزيين الذين ينتظرون لساعات لشراء الخبز. وتنقل وسائل الإعلام العالمية، وفقاً لمتابعات بقش، أنَّ أسعار ما تبقى من المواد الغذائية في المتاجر ترتفع، ومعظمها من السلع الجافة والخضروات، التي يصل جفافها إلى مستويات لا يستطيع كثيرون تحمل تناولها. كما أنه في حال توفر الغذاء لسكان القطاع، فإنهم يضطرون لتناول كميات قليلة منه، من أجل توفير الباقي لوقت لاحق لأطفالهم. "من أين ستأتي الوجبة التالية؟" وفقاً للمعلومات المتوفرة التي وصل إليها مرصد بقش، فإن الجوع وفقدان الاحتياجات الأساسية في تزايد داخل غزة، على نحوٍ يهدد من نجوا من القصف بالهلاك جوعاً. وقطع الكيان الإسرائيلي جميع إمدادات الغذاء والمياه والوقود والكهرباء عن قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ولم يسمح سوى بإيصال كميات صغيرة ومحدودة للغاية من المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 21 أكتوبر، وعارض دخول الوقود نهائياً إلى القطاع. وحسب تقديرات منظمة أوكسفام الدولية، فقد تم تسليم نحو (2%) فقط من الغذاء المطلوب لإطعام سكان غزة منذ 7 أكتوبر، في حين يعاني الجميع في القطاع من انعدام الأمن الغذائي، مما يعني أنهم لا يعرفون على وجه اليقين من أين ستأتي وجبتهم التالية. المنظمات الدولية، بما فيها أوكسفام، ترى أن القطاع على وشك أن يشهد كارثة إنسانية ما لم يتم فتح الحدود والسماح بدخول المزيد من المواد الغذائية. وبالنسبة إلى الناس العاديين في غزة أصبح البحث عن الطعام عملاً يومياً مرهقاً يتطلب الانتظار في طوابير لساعات طويلة للحصول على الخبز وتحدي الضربات الجوية للخروج إلى المتاجر. ولا يمكن العثور على المخابز في أي مكان، فقد تم قصفها أو إغلاقها، وفي هذا الوضع -مع نقص إمدادات الغاز والكهرباء- يستخدم الكثير من الناس الحطب للطهي أو صنع الخبز. "الجوع سيتحول لغضب تجاه المجتمع الدولي" تقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن الجوع واليأس في غزة سيتحولان لغضب تجاه المجتمع الدولي. وقالت الأونروا ذلك في جلسة لمجلس الأمن، لكن المجلس لم يصل حتى الآن إلى قرار يحمي المدنيين في غزة من قصف الاحتلال يومياً منذ قرابة الشهر. وتؤكد الأونروا -التي تسعى واشنطن إلى تجميد أو إلغاء عملها نهائياً لتصفية القضية الفلسطينية- أنَّه لا وجود لمكان آمن داخل غزة، وسط تحركات التهجير القسري الإسرائيلية، في حين يشكّل الجوع واليأس في القطاع مصدرَ غضب شعبي تجاه المجتمع الدولي. ولم يتجاوب المجتمع الدولي حتى الآن مع المناشدات لإيقاف الكيان الإسرائيلي عند حده وكبح المجازر التي يرتكبها بحق مدنيي قطاع غزة تحت ذريعة القضاء على كتائب حركة حماس، فيما يشهد أبناء القطاع من رجال ونساء وأطفال إبادةً جماعية غير مسبوقة منذ سنوات وسط الصمت الدولي عن مختلف المجازر.